انفردت بنشره «صوت الأمة».. الكتاب الأسود لرئيس سكك حديد مصر المستقيل

الأحد، 13 أغسطس 2017 08:32 م
انفردت بنشره «صوت الأمة».. الكتاب الأسود لرئيس سكك حديد مصر المستقيل
سامي بلتاجي

بعد نحو 24 ساعة من تشديد الدكتور هشام عرفات، وزير النقل على قيادات الهيئة القومية لسكك حديد مصر، بسرعة موافاته بنتائج التحقيق، الذي تجريه الهيئة مع كافة مسئولي الصيانة، والورش والتشغيل الذين تسببوا في الأعطال الفنية المتكررة للقطارات، وتأكيده على أنه لن يتسامح مع أي مقصر في حق المواطن وسيكون هناك عقاب رادع، للمتسبب في هذا التأخير، حتي حدثت فاجعة تصادم قطاري 13 و571 بمحطة خورشيد على خط القاهرة / الأسكندرية، أول أمس الجمعة، والتي راح ضحيتها 41 حالة وفاة، بالإضافة إلى 123 مصابا؛ ومهما تعددت الأسباب، فإن غياب الرقابة على الصيانة والتشغيل، أهم تلك الأسباب حيث تكررت الشكاوى والحوادث لقيادات الهيئة فإنها صمت آذانها عن العديد.

 في الحادثة المشار إليها والتي سبقتها عدة إنذارات، من خلال حوادث سلم القدر من وقوع ضحايا فيها، حتى كانت حادثة قطاري خورشيد، والتي غاب فيها مدحت شوشة، رئيس هيئة السكة الحديد عن المشهد وأغلق هاتفه، حيث لم يقم بزيارة للمصابين، ولم تصدر الهيئة بياناً رسمياً تعزي فيه سقوط حالات الوفاة نتيجة للحادث، ربما لأن رئيس الهيئة وقياداتها لم يجدوا من الكلمات ما يبرر موقفهم فلزموا جميعا الصمت الذي لا يبرئ من مسؤوليتهم في الإهمال والتردي الذي وصل إليه حال الهيئة، وأصبح مضمون اعترافاتهم في تصريحاتهم التبريرية، وكأن الاعتراف يقي من العقاب.

وفي المقابل فإن الهيئة فشلت في استثمار أملاك السكك الحديدية من أراض بحرم السكة، أو الاستثمار العقاري الأمثل للأراضي التي ليس للهيئة مشروعات مستقبلية بها والصالحة لإقامة مشروعات سكنية وتجارية وإدارية بغرض بيع وتأجير الوحدات بدون حصة في الأرض وذلك بهدف تحقيق أفضل عائد للهيئة.

طبقاً لآخر تقرير للجهاز المركزي للمحاسبات، حققت الهيئة خسائر بنحو 5 مليار جنيه، وفي تصريح خاص لرئيس الهيئة أكد صعوبة الوصول لنقطة الصفر، أو بمعنى آخر صعوبة وقف الخسائر بدعوى تهالك السكة الحديد، ولا تحقق الهيئة إيرادات سنوية إلا في حدود 2.2 مليار جنيه، لا تغطي سوى نصف تكاليف التشغيل البالغة 4.4 مليار جنيه؛ كانت اللجنة الاقتصادية قد أحالت اللواء مدحت شوشة إلى النيابة الإدارية، باعتبار الهيئة إحدى الهيئات الاقتصادية الخاسرة.

أما عمال الهيئة القومية لسكك حديد مصر، فقد تكررت شكواهم لخصم نسب من المرتب تحت مسمى (الساب)، وبالرغم من وعود بإزالة سبب الشكاوى، إلا أنه لا يزال قائما، حتى أنه لكي يوافق اللواء مدحت شوشة، على زيادة بدل وجبة شهر رمضان للعاملين بالهيئة، ممن اقتضت ضرورة العمل تشغيلهم بأماكن عملهم أثناء الإفطار، استغرق ذلك ما يزيد على الشهر بعد شهر رمضان، حتى تمت زيادتها لتصل إلى 225 جنيه، على أن يتم صرفها بنفس الضوابط المعمول بها خلال السنوات السابقة، وعلى مسؤولية جهة تشغيلهم.

هذا في حين تأتي جولات شوشة روتينية وسط عدد من قيادات الهيئة بموقع الجولة، حتى أنه لم يتخذ أية إجراءات ضد التصرفات المنفلتة لبعض العاملين ومشرفي ونظار المحطات، ومنها ما نشرت عنه صوت الأمة وسألناه عن موقفه من ناظر محطة دمنهور أن القطارات المكيفة تصل متأخرة عن مواعيدها من نصف الساعة إلى حوالي الساعة، مضيفاً فيما يخص تأخيرات قطارات الضواحي: «ده قطر بشلن .. ريح دماغك من أم القطرات دي واركب عربية»، وكذلك سائق أحد القطارات الذي ادعى إمكانية دخوله للمحطة متأخراً «بمزاجه»، وبالرغم من أن تلك التصريحات بالفيديو إلا أن رئيس الهيئة يشكك فيها، وعلق اتخاذ أية إجراءات ضد المذكورين على مدى الوثوق في الفيديو المنشور لكل منهما، بمعنى ألا يكون الفيديو منذ فترة طويلة، ولليوم لم نسمع عن أي إجراء في هذا الصدد، بل كان رده صادما على تسابق السيارات لعبور مزلقان تقاطع شارعي النصر وامتداد رمسيس بالعباسية أثناء مرور القطار، حيث قال (كل فين وفين لما يعدي قطر).

كما طالبه بعض من العاملين بالهيئة بالتحقيق فيما صدر من اتهامات بين نوابه بعضهم والبعض الآخر حول المسائل المالية.

نفى «شوشة» تلقيه أي مذكرات أو شكاوى من ناظر محطة قطار القاهرة، أو أي من العاملين بالهيئة، تفيد بتعرض ناظر المحطة للضرب أو الإهانة، بحسب ما ذكر بعض العاملين على مجموعات خاصة بهم على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، كما نفى علمه بواقعة من هذا النوع.

وفيما وصفه العاملون بالكارثة الأخلاقية، تداولت في أوساط العمل أخبارا في وقت سابق عن تعرض ناظر محطة السكك الحديدية بالقاهرة للإهانة، نظرا للتعدي عليه بالضرب والسب والقذف من رئيس المباحث الإدارية ومخبر قطار رقم 89، وهو ناظر أكبر وأقدم محطة سكك حديدية على مستوى الوطن العربى والشرق الأوسط بحسب قولهم.
 
وأشار العاملون إلى أنها الواقعة الثانية، بعد واقعة تلفيق تهمه لأحدهم، دون أن يتم اتخاذ موقف من قبل رئيس الهيئة، أو أحد قياداتها، أو نقابة العاملين بالسكك الحديدية.

 وما لا يمكن تبريره، كأحد بديهيات الإدارة والتسويق، غياب التواصل بين الهيئة وعملائها، من الركاب والمستخدمين، حتى أن خطوط الاستعلامات التليفونية تكاد لا تعمل في غالبية الأحيان، وشبه منعدمة في الخطوط الفرعية وخطوط الضواحي.

هذا، ومع إلغاء عدد من خطوط قطارات الضواحي، إلا أن الخطوط العاملة، ومع تكرار تأخر قطاراتها بالشكل الذي بات يشكل عادة، كثيرا ما تقوم الهيئة بدمج ميعادين على نفس الخط في قطار واحد برحلة واحدة، نظرا لتأخر قيام أو وصول قطار الموعد السابق في المحافظة على زمن الإقلاع والتقاطر؛ إلا أن استهتار قيادات الهيئة بمواعيد القطارات المقررة في جدول التشغيل، قد يدفع الوزير لاتخاذ قرار بإلغاء عدد من القطارات التي يقل تشغيلها عن نسبة 40%. 

اقرأ أيضا:

وزير النقل يعلن قبول استقالة رئيس هيئة السكة الحديد

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق