منظمات إغاثة المهاجرين في مواجهة إيطاليا.. من سينتصر؟
الأحد، 13 أغسطس 2017 04:03 م
نهاية شهر إبريل الماضي، أثيرت أزمة كبرى بين إيطاليا ومنظمات إغاثة المهاجرين غير الحكومية، التي تنقذ اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط، حيث اتهم عدة سياسيين إيطاليين تلك المنظمات بالتواطؤ مع مهربي المهاجرين في ليبيا.
وتعد ليبيا الوجهة الأساسية للمهاجرين حيث إنها وعلى مدار السنوات الأخيرة، بلد العبور من قارة إفريقيا نحو البلاد الأوروبية، ولذلك تكثر حوادث غرق القوارب التي تحمل المهاجرين الغير شرعيين في محيط سواحلها.
وتجددت الأزمة مرة أخرى، شهر مايو، حيث ذكرت وسائل الإعلام الإيطالية أن منظمة «أطباء بلا حدود» هي المستهدفة بالتحقيقات التي أجريت بشأن الصلات المزعومة بين المنظمات غير الحكومية ومهربي المهاجرين في ليبيا.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود حينها أنها لم تتلق أية اتصالات من ممثلي الادعاء العام الإيطالي بشأن التحقيقات، مؤكدة استعدادها لشرح أنشطتها في منطقة البحر المتوسط، والتي تتوافق تماما مع القوانين الدولية والوطنية.
وبعد مرور ثلاثة أشهر، لم تعلن التحقيقات فيهم عن أية نتائج، وبعد ما أثير حول مصداقية التحقيق مع المنظمة المذكورة من عدمه، قال مصدر قضائي، أوائل شهر أغسطس الجاري، إن المدعين الإيطاليين سيحققون مع منظمة أطباء بلا حدود فيما يتعلق بدورها فى إنقاذ المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط.
وجاءت تصريحات المصدر القضائي، بعد أن احتجزت الشرطة الإيطالية سفينة لإنقاذ المهاجرين تابعة لمنظمة الإغاثة الألمانية «جوجند ريتيت» للاشتباه بأنها تساعد المهاجرين غير الشرعيين.
وقال المصدر إن منظمة أطباء بلا حدود هى أيضًا جزء من التحقيق الذى يجري حول عمليات إنقاذ قبالة السواحل الليبية لمهاجرين لا يواجهون خطرًا وشيكًا على حياتهم.
منظمة أطباء بلا حدود تجمد نشاطها
وفي تطور جديد للقضية، أعلنت المنظمة، اليوم السبت، عن تجميد عملياتها الخاصة بإنقاذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، بسبب تصرفات خفر السواحل الليبي.
وبحسب ما نقلت وكالة رويترز الإخبارية، قال رئيس القسم الإيطالي في المنظمة لوريس دي فيليبي، إن المنظمة جمدت نشاطها بسبب اعتقادها أن التهديد الذي تشكله تصرفات خفر السواحل الليبي خطير للغاية، حيث أن السلطات الليبية طالبت موظفي المنظمات الإغاثية الدولية بالابتعاد لمسافة مئات الكيلومترات عن سواحلها، بالرغم من أنه تم السماح للنشطاء في وقت سابق بإجراء عمليات البحث والإنقاذ على بعد 11 ميلا بحرية من الساحل.
ووجه «فيليبي» انتقادات إلى الحكومة الإيطالية، حيث أعدت، بداية الشهر الجاري، بدعم من المفوضية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مدونة سلوك يتعين على المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال الإنقاذ التوقيع عليها إذا ما أرادت الاستمرار في عمليات الإنقاذ، ولكن «أطباء بلا حدود» رفضته اعتراضًا على بند بالمدونة بشأن تواجد عناصر الشرطة الإيطالية على متن السفن الناشطة في عمليات إنقاذ المهاجرين، بحسب وكالة آكي الإيطالية.
وقال «فيليبي» إن قواعد السلوك التي وضعتها السلطات الإيطالية للمنظمات الإغاثية غير الحكومية تظهر بوضوح أنها تخلط بين الهدف الإنساني، أي إنقاذ الأرواح البشرية، والتطلعات السياسية والعسكرية الرامية إلى تقليص عدد المهاجرين القادمين إلى أوروبا.