أوبرن .. أفخم وأقوى سيارات القرن الماضي
الأحد، 13 أغسطس 2017 09:30 ص
يمتلئ عالم صناعة السيارات بالكثير من القصص الطريفة أبرزها تلك القصص التي تتعلق بأوبرن الأمريكية التي كانت في الماضي أحد أشهر الأسماء الأمريكية .
فالشركة التي تحمل اسم إحدى المدن الصغيرة بولاية إنديانا الامريكية كانت نتيجة قرار اتخذة الاخوان فرانك وموريس أيكار مع مطلع القرن الماضى بخوض مغامرة في مجال إنتاج السيارات من خلال الاستعانة بمكونات قاموا بشرائها من عدة موردين وتمتعت الشركة الوليدة بنجاح على المستوى المحلى حتى عرضت إحدى سياراتها فى معرض شيكاغو عام 1903 وبعدها ظهر اهتمام محود بسيارات أوبرن على مستوى الوليات المتحدة أدى لتزايد مبيعات الشركة من سيارتها الوحيدة التى جهزت بمحرك ذو سلندر عام 1912 .
إزدهرت الشركة وبلغت مبيعاتها حوالى 2500 سيارة سنويا حتى واجهت عقبات مالية عام 1918 وسرعان ما أنقذها مجموعة من مستثمرى شيكاغوا عام 1919 كان أبرزهم ملك صناعة "اللبان " فى تلك الفترة " وليم ريجلى" وبالطبع لم يكن هؤلاء المستثمرين ذوى خبرة بصناعة السيارات وكان الاقتصاد الامريكى فى تلك الفترة أيضا يعانى من التدهور .
ولتلك الاسباب لم تحقق سيارة أوبرن الجديدة والتى أطلق عليها إسم "بيوتى" أو "الجمال" أى نجاح يذكر وكاد الانتاج يكون متوقفا بعد ان فشلت الشركة فى بيع مئات مما انتجتة من الموديل وبحلول عام 1924 كانت أوبرن على وشك الافلاس والاختفاء من عالم السيارات لولا وصول شاب لامع يدعىإيريت لوبان كورد ، رغم سنة الصغيرة التى لم تزد عن 30 عاما الا أن كورد كان ذائع الصيت لنجاحة فى بيع سيارات " مون " فى شيكاغو . وأستعان بة المدير العام لأوبرن وتمكن من ذلك بعد أن قام بتعديل طفيف على الشكل وطلاء السيارات بالوان لامعة واستخدام النيكل بشكل مكثف فى التصميم الخارجى .
ونجح كورد فى بيع السيارات وحقق أرباحا معقولة وكان ذلك سببا كافياً لتولى رئاسة الشركة عام 1926 ، وبعدها بدأ كورد فى بناء إمبراطورية تسيطر عليها مؤسسة كورد شملت دوسنبرج وكولوميا أكسل وليكامنج للصناعات وزودت الاخيرة أوبرن بالمحركات وقامت كولومبيا بامداد الشركة بمحاور العجلات الخلفية .
وتحت رئاسة كورد ظهرت سيارات أوبرن السبيدستر الشهيرة عام 1928 وجهزت بمحرك 8 سلندر سعة 4.9 لتر وبقوة بلغت 115 حصاناً , وساهمت تلك القوة الكبيرة فى أداء رائع لخفة وزن السيارة الذى بلغ 1633 كجم وكان كورد يهدف لان تنافس تلك السيارة موديل ستوتز بلاك هوك الشهير أنذاك . قام كورد أيضا بتنظيم سباقات السرعة والتحمل ليعزز طورة وسمعة اوبرن لدى المريكيين ز فى عام 1928 تمكنت اوبرن سبيد سترمى الوصول لسرعة 175 لكم/ساعة على شاطئ دايتونا ولمتوسط 136لكم/ساعة لمدة 24 ساعة على حلبة ساقات اتلانتيك سيتى وتمكنت من اتمام صعود طريق " سايكس بيك "الجبلى الشهير وكان الاداء رائعا خاصة وان سعر السيارة لم يتعد الالفى دولار أنا ماقورن بسعرسيارة ستوتر وبلغ 5 ألاف دولار.
أثر إنهيارالاسواق المالية الامريكية عام 1929 على مبيعات أوبرن خلال العام التالى . ولكن عادت المبيعات الى الارتفاع عام 1931 وبلغت 29 الف سيارة وكانت أعلى مبيعات حققتها الشركة فى تاريخها .
شجع هذا النجاح كورد على عدم طرح سيارات 12 سلندر ككاديلاك وباكارد وبيرس-أرو . وكانت المفاجاة طرح سيارة بمحرك 12 سلندر بمبلغ ألف دولار فقط . ولكن لم تفلح القيمة العالية والسعر الزهيد فى أفلات أوبرن من الأزمة الاقتصادية التى شهدتها أمريكا فى الثلاثينات وانخفضت المبيعات الى 11646 سيارة فقط وخسرت الشركة مليون دولاروأضطرت لبيع سيارات موديل 1932 كموديل العام التالى فزاد الانخفاض فى المبيعات الى 5038 سيارة .
ورغم قيام أوبرن بتحسين الديناميكا الهوائية لسياراتها وإعادة طرحها بمحركات 6 سلندر والتخلى عن محركات 12 سلندر إستمر انخفاض المبيعات وبعدها تمت الاستعانة بكبير مصممى شركة دوسنبرج وكبير مهندسيها فة مهمة لانقاذ أوبرن .
تم خلال تلك المهمة تطوير محرك مجهز بمعدات للشحن الفئق لتصل قوتة الى 150 حصان واعاد كبير مصممى دوسنبرج تصميم موديل أوبرن سبيستر وادخل علية عدة اضافات جديدة وزودة بأربع أنابيب للعادم مصنوعة من الكروم على الجانب الايسر من السيارة وهو احد الملامح التى صارت فيما بعد مرتبطة بالسيارات المجهزة بمحركات فائقة للشحن .
وقام نجم السباقات أدجيركنس بتسجيل 70 رقم قياسى بسيارة أوبرن سبيدستر على بحيرة بونفيل الملاحية لتصبح السيارة الاسرع فى العالم بعد قطعها لمسافة 805 لكم بسرعة 166لكم/ساعة . وأدت تلك الدعاية الذكية لرفع المبيعات الى حد ما ولكنها لم تنقذ الشركة التى توقف انتاجها عام 1936 ليختفى أسم عظيم من عالم السيارات .