«الموت مر من هنا».. ناجون يروون لحظات الدم في حادث قطاري الإسكندرية (فيديو)
الجمعة، 11 أغسطس 2017 06:46 م
دخلت المحطة مهرولة، مسحت بطرف جلبابها، ما تراكم من أتربة على الرصيف، القطار أمامها يتحرك، حفل زفاف نجلة شقيقها غداً، ولا مجال أمامها إلا للحاق بالقطار، تحت مظلة مكتوب عليها «تصحبكم السلامة» يقف رجل يحتمي بها من قيظ الصيف، نادى عليها علها تهدأ من روعها: «يابنتي ده خطى ومكتوبة اهدي لتتعوري».. سمعتها وهي بالكاد على أول أبواب العربة الأخيرة، للقطار المتجه إلى الإسكندرية.
لم تكن تعلم أسماء، أن لتأخيرها، حكمة بقدر، أنزله الله ليبقيها شاهدة على مشاهد الدم والموت بحادث قطاري الإسكندرية، بمنطقة خورشيد، في حلقة جديدة من مسلسل كوارث قطارات السكة الحديد، الأمر الذي أسفر عن وقوع عشرات الضحايا.
صورة حادث قطاري الإسكندرية
تقول أسماء أحمد، أحد شهود العيان، التي كانت تستقل العربة الأخيرة من قطار «13 إكسبريس القاهرة- الإسكندرية»: «وصلت محطة مصر في تمام الساعة 11 صباحاً، كنت متأخرة قليلاً، ولا أعلم إن كان لحسن حظي أو لسوئه أن القطار هو الآخر تأخر لوقت سمح لي باللحق به، خلال الطريق كعادتي، غافلني النوم، لأصحو على صوت لا يقل دوياً عن صوت الانفجار، وصراخ وعويل من باقي العربات، سمعت من يقول أن مقدمة القطار وتحطمت، ورأيت من يحاول القفز من القطار خوفاً من ملاقاة مصير الضحايا بالعربة الأمامية، على الفور تركنا جميع متعلقتنا، وهرولنا سريعا خارج القطار».
محاولة جاهدة تجميع باقي ما رأته: « بعد النزول كان المشهد أكثر قسوة، لولا خوفاً على حياتي وحياة من معي، لتمنيت أن لم أنزل لأرى ذلك المشهد، تمنيت أن أكون الآن مع الضحايا ولا أرى مشهد الجثث المتناثرة يميناً ويساراً، والأشلاء، بعد دقائق، كان قد وصل لمكان الحادث بعض الأهالي بخورشيد، وحاولوا انقاذ بعض الضحايا، ولكن المؤسف حقاً ومحزن للغاية، وصول سيارات الإسعاف متأخرة بوقت طويل، تجاوز الساعة ونصف، ليزداد المشهد كآبة وصعوبة علينا».
صورة حادث قطاري الإسكندرية
يقول أحمد حمدان، من الناجين من الحادث: «اليوم كان غريب من أوله، قبل استقلالي القطار انتظرت بالساعات لحجز التذاكر، وبعد ركوبي القطار، توقف أكثر من مرة بحجة، أنه هناك عدد كبير من القطارات على نفس اتجاه القضبان، لنصحو مرة واحدة على صوت اصطدام القطارين، بدون الدخول في تفاصيل تثير الأعصاب بحق، كان المنظر ثقيل على نفوسنا جداً، وسيظل أمامي لفترة طويلة».
ويقول إسلام عبد الرحيم، من سكان قرية خورشيد القريبة من موقع الحادث: «كنت متواجداً ببيتي وقت وقوع الحادث، بعد سماع الصوت عرفنا بطبيعة الحادث، فهرولنا لإنقاذ الضحايا، فوجدنهم أشلاء، ومن كان منهم سليم به جروح قطعية كبيرة، فتفرقنا ما بين محاول منقذ للموجودين تحت عجلات القطار، وتهدئة الناجين، الذين أصيبوا بصدمة عصبية، أعانهم الله على الخروج منها».
أقراء ايضاً
15 فاجعة لـ«حوادث القطارات» هزَت وزارة النقل (تايم لاين)
تعرف على أماكن المصابين والمتوفين بحادث تصادم قطاري الإسكندرية
الجهات المختصة تفتح تحقيقا عاجلا في حادث تصادم قطاري الإسكندرية