خطبة الجمعة بالإسكندرية.. ثواب الحج

الجمعة، 11 أغسطس 2017 03:00 م
خطبة الجمعة بالإسكندرية.. ثواب الحج
الإسكندرية - محمد صابر

قال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن أئمة ودعاة الأوقاف بالأسكندرية فى خطبة الجمعة اليوم، والتى جاءت تحت عنوان الحج بين فقه الأولويات وفقه النسك.
 
أكدوا على أن هذا الدين يُسر، فالنبي بُعث بالحنيفية السمحة، فأصل الدين قائم على اليسر وعدم المشقة، فالتيسر على العباد مراد لله، والمشقة لا يريدها الله لعباده: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، فالمسلم لا يثاب على المشقة؛ إلا إذا كان لا يمكن أن يأتي بالعبادة إلا بها، فيؤجر على المشقة إذا كانت وسيلة للعبادة، أما تقصُّد المشاقِّ وطلبها، فلا يؤجر عليها المسلم، وكيف يؤجر على شيء لا يريده الله منا ولا يرضاه؟!
 
وأوضح العجمي أنه من مظاهر التيسير في الحج الإذنُ للضَّعفة أن يدفعوا من مزدلفة إلى منًى قبل الناس؛ حتى لا يضايقهم الأقوياء أثناء دفعهم إلى منى، فقد كان عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - يقدِّم ضعفةَ أهله، فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل، فيَذكرون الله ما بدا لهم، ثم يرجعون قبل أن يقف الإمام، وقبل أن يدفع، فمنهم مَن يقدم منًى لصلاة الفجر، ومنهم من يقدم بعد ذلك، فإذا قدموا رمَوا الجمرة، وكان ابن عمر - رضي الله عنه – يقول: "أرخص في أولئك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"؛ رواه البخاري (1676) ومسلم (1295).
 
ومن مظاهر التيسير في الحج جواز تقديم بعض أعمال يوم العيد على بعض، فالسُّنة يوم العيد رمي جمرة العقبة أولاً، ثم ذبح الهدي، ثم الحلق أو التقصير، ثم طواف الإفاضة، هذا فعل النبي؛ لكن مَن قدم بعض هذه الأشياء على بعض جاز، قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "زرت قبل أن أرمي؟"، قال: ((لا حرج))، قال: "حلقت قبل أن أذبح؟"، قال: ((لا حرج))، قال: "ذبحت قبل أن أرمي؟"، قال: ((لا حرج))؛ رواه البخاري (1722).
 
كما بين العجمى أنه من التيسير في رمي الجمار: أن وقتها موسع، فآخر وقت رمي جمرة العقبة ما لم يطلع فجر اليوم الحادي عشر، فقد حدَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -بداية وقت رمي جمرة العقبة، ولم يحد نهايته.
 
وتابع العجمى كذلك من مظاهر التيسير في الحج أن مَن أخَّر طواف الإفاضة، وطافه قبل رجوعه إلى بلده، ولو سعى بعد الطواف، أجزأه عن طواف الوداع، كما تجزئ الفريضة عن تحية المسجد لمَن دخل والإمام يصلي.
 
ومن مظاهر التيسير في الحج سقوطُ طواف الوداع عن الحائض والنفساء، فيجب على الحاج إذا فرغ من حجِّه أن يطوف طواف الوداع، ثم يرجع إلى أهله؛ لكن خُفِّف عن الحائض والنفساء، فلا يجب عليهما البقاء في مكة حتى تطهرا ثم تودعان، فعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: "أُمِر الناسُ أن يكون آخرُ عهدهم بالبيت؛ إلا أنه خفف عن الحائض"؛ رواه البخاري (1755) ومسلم (1328).
 
واختتم وكيل أوقاف الأسكندرية بقوله
إننا فى هذه الأيام يستعد إخواننا فى مشارق الأرض ومغاربها، لشد الرِّحال إلى البيت العتيق، إلى مكَّة المكرَّمة لأداء فريضة الحج، مستجيبين لأمْر الله تعالى، وملبِّين نداء خليل الرحمن عليه السلام، فهيَّا عباد الله، أجيبوا الداعي، ولبُّوا الدعوة، وقولوا: لبيك اللهم لبيك، ولا يستهوينكم الشيطان، وتقولوا: غدًا وبعد غد، فإنَّ أحدنا لا يدري إذا جَنَّ ليلٌ هل يعيش إلى الفجْر؟ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34] فليبادرْ إلى حجِّ بيت الله الحرام مَن لم يحجَّ بعدُ، قبل أن يموت فيندم في ساعة لا ينفعه فيها الندم.
 
اقرأ أيضا..

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق