«الترابين».. قصة جاسوس مصري عاد إلى إسرائيل بعد 15 عاما

الخميس، 10 ديسمبر 2015 12:46 م
«الترابين».. قصة جاسوس مصري عاد إلى إسرائيل بعد 15 عاما
سوزان حسني

في إطار الاتفاق الُمعلن بين مصر وإسرائيل حول صفقة "تبادل الأسرى"ـ نجحت السلطات المصرية في الإفراج عن اثنين مصريين من المتواجدين بالسجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي عودة ترابين.

يأتى هذا بعد انقضاء عقوبته التي بلغت 15 عامًا بالسجون المصرية، خرج "ترابين" وفقًا لقرارات تبادلية بين المسؤولين المصريين والإسرائيليين، دون أن يعلم كثيرين ملابسات القبض عليه.

ولد عودة سليمان ترابين، فى 23 يوليو من عام 1981 كمواطن إسرائيلي، كان يعمل كعادة البدو راعي جمال في النقب، ثم تم القبض عليه من قبل السلطات المصرية عام 2000 بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. ولد في شبه جزيرة سيناء لأسرة بدوية تنتمي لقبيلة "ترابين"، وبعد إعادة سيناء إلى مصر مرة أخرى انتقلت أسرة "ترابين" لإسرائيل.

فى عام 2000 عبر "ترابين" الحدود المصرية بشكل غير قانوني لزيارة أخته المقيمة والمتزوجة في العريش، فألقت السلطات المصرية القبض عليه، وذلك بعد رصد شهادة ابن عمه الذي يعيش في مصر "عيد سليمان ترابين" والذي أتهمه أيضا بتهمة التجسس عام 1999.

من جانبها، نفت إسرائيل علاقتها بـ "عودة ترابين"، مشيرة إلى أنه لم يكن جاسوسًا لها، كما قام "ترابين" بالإضراب عن الطعام داخل السجن كمحاولة ضغط للقبول بإطلاق سراحه. فيما أعلنت مصر عام 2004 أن "ترابين"، مسجون لديها بتهمة التجسس.

يأتي ذلك في الوقت الذي رأي فيه آخرين أن القبض على "ترابين"، كان جزء من سياسة تصفية الحساب مع البدو الذين اختاروا ترك مصر والتوجه إلى إسرائيل وذلك في أعقاب انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء.

ورغم المطالب العديدة السابقة من جهة شخصيات كبيرة داخل إسرائيل لمصر بشأن الاتفاق على تحرير "ترابين"، تثبت مصر على موقفها الرافض لنقل القضية والشواهد عليها التي تثبت تورطه بالتخابر لصالح إسرائيل، حيث حاول الكثير من المحاميين الإسرائيليين النقض على الحكم ولكن دون جدوى.

ومن ضمن المحاولات الحثيثة من قبل إسرائيل للإتفاق على تحرير "ترابين"، قام "شمعون بيرس" عام 2009 بعرض القضية على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وذلك أثناء زيارته لمصر.

وفي فبراير عام 2010، عرض نائب الوزير قضية "ترابين" على القنصل المصري في إسرائيل "عاطف سيد الله"، وذلك ضمن لقاء جمعهما فى إيلات.

كما قام "نتنياهو" في يوليو 2010، في لقائه مع الرئيس الأسبق مبارك، بعرض موقف ترابين، ومحاولة التوصل لإتفاق بشأنه.

كما توجه كلًا من الحاخام الإسرائيلي "عوفديا يوسف" والحاخام "بينيامين بن إليعازر"، واللذان كانا مقربين للرئيس الأسبق مبارك، طالبين منه إطلاق سراح "ترابين"، إضافة لمحاولات الحاخام "إسرائيل حسون" والذي كان طرفًا في إتفاقية إطلاق سراح "إيلان جرابل" بطلب إطلاق سراح ترابين.

"ترابين" والمعزول

رفض الرئيس الأسبق محمد مرسي «المعزول»، تحرير عودة "ترابين" مقابل صفقة بين مصر وإسرائيل، يأتي ذلك في الوقت الذي قررت فيه اللجنة المختصة للولايات المتحدة أن "عودة ترابين" ليس جاسوسًا.

في خطاب "ترابين" الذي أرسله إلى سفير إسرائيل لدى مصر "يعقوب أميتاي"، ذكر أن إسرائيل انتهكت التزامها تجاهه ولم تفعل المزيد لإطلاق سراحه وذلك لأنها على علم تام بأنه ليس جاسوسًا وأنه مواطن إسرائيلي برئ.

وطلب عرض الخطاب أولًا على الرئيس السابق مرسي، ذاكرًا فيه أن مصر لم تقم عليه حكمًا عادلًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة