عملاء وأبناء عملاء
الإثنين، 07 أغسطس 2017 11:21 ص
رغم احترامي وتقديري الكامل لكل أراء الأصدقاء والقراء، الذين رأوا في مقالي السابق "صهيوني والجنسية مصري" نوعا من التجني على أبناء المصريين المتزوجين من إسرائيليات، وأنه من الممكن أن يكون ولاء هؤلاء الأبناء لمصر وليس لإسرائيل، فأنني أؤكد "أن ذلك لن يكون" وأن ولائهم بالكامل سوف يكون للكيان الصهيوني، لا لشيء سوى أن كل تلك الزيجات لم تأت بفعل الصدفة، ولكن ضمن خطة طويلة الأجل وضعها "الموساد الإسرائيلي" دفع بموجبها بهؤلاء الفتيات إلى كثير من المواقع التي يتواجد بها الشباب المصري، من أجل الإيقاع بهم، وخلق واقع جديد يستطيعون الاستفادة منه في المستقبل، وبالتالي فإن كل النشء الناتج عن تلك الزيجات سيخرج كيفما يريدون، للقيام بمهام تخدم الأهداف الاستراتيجية للأمن القومي الإسرائيلي.
وقد اعترف رئيس جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق "عاموس يادلين" بذلك علنا قائلا: "إن مصر مازالت هي الملعب الأكبر لنشاطات جهاز المخابرات العسكرية والعامة الإسرائيلية، وأن العمل بداخلها قد تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979، ونجحنا في إحدث اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية في أكثر من موقع، وتصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً ومنقسمة إلى أكثر من شطر، لتعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكي يعجز أي نظام يأتي بعد حسنى مبارك في معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في هذا البلد.
وهو ما يعني أن مصر كانت ومازالت الشغل الشاغل لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية، وأنه لو كان لدي أي من هؤلاء الشباب الذي ألقي بنفسه ـ في أحضان عدو ـ ذره من الوطنية، ما قبلوا بالإغراءات الإسرائيلية، تحت زعم "لقمه العيش" التي حولتهم وأبناءهم إلى عملاء.
ولعل أبرز دليل على ذلك، أنه منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر و"إسرائيل" في مارس عام 1979 ، لم تتوقف "إسرائيل" عن الدفع بالعملاء والجواسيس إلى الأراضي المصرية، لدرجة أن كل شبكات التجسس التى تم ضبطها منذ ذلك التاريخ بمعرفة السلطات المصرية، والتي تزيد عن الـ 30 شبكة، كانت جميعها باستثناء واحدة، تعمل لصالح "إسرائيل".
وكان أبرزها شبكة "الفخ الهندي" التي تورط فيها المصري "طارق عبد الرازق حسين حسن" الذي تم تجنيده في الصين، ونقله إلى الهند، وأقاموا له هناك شركة استيراد كغطاء على نشاطاته التي امتدت إلى تجنيد عدد من العاملين بالاتصالات في مصر وسوريا ولبنان.
والشبكة التي تورط فيها "محمد سيد صابر" المهندس بهيئة الطاقة الذرية، والذي تمكن الموساد من تجنيده، لإفشاء أسرار المفاعلات النووية المصرية، وحكم عليه بالسجن المؤبد 25 عاما.
وكذلك شبكة "محمد عصام العطار" الذي كان طالبا فاشلا بجامعة الأزهر، وتم تجنيده وتدريبه بعد حصوله على الجنسية الكندية، لنقل بيانات العرب والمصريين المقيمين بالخارج، ونجحت السلطات المصرية في ضبطه، وحكم عليه بالسجن 15 عاما.
وقبلها كانت شبكة "شريف الفيلالي" الذي توفى داخل السجن بعد 5 سنوات من الحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 15 عاما.. ثم شبكة الجاسوس الإسرائيلي الشهير"عزام مصعب عزام" التي تم الكشف عنها في عام 1996 ، وكانت من أكثر قضايا التجسس إثاره واهتماما من الإعلام والرأي العام، وانتهت بالحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما.. وتلاها شبكة "إبراهيم مصباح عورة" الذي تم كشفه عام 1992 بعد محاولته مع ضابط بالموساد تجنيد فتاة مصرية تدعى"سحر" وتم القبض عليه وعاقبته المحكمة بالسجن لمدة 15 عاما.. وبعدها شبكة آلـ "مصراتى" الشهيرة التي ضمت "صبحي، ونجليه ماجد وفائقة مصراتى".
خلاصة القول أن "إسرائيل" لن تتوقف عن إرسال وتجنيد العملاء إلى الداخل المصري، وأن كل زيجات الشباب المصري من إسرائيليات كان ضمن مخطط وضعه جهاز الموساد، وأن كل النشء الذي خرج نتيجة تلك الزيجات، قد تربى وتعلم تحت رعايتهم، ولن يدين بالولاء لغير "إسرائيل"، و إن لم تتحرك مصر سريعا لتفعيل حكم المحكمة الإدارية العليا بإسقاط الجنسية عنهم فسيبقوا كـ "قنابل موقوتة" يتحكم بها "الموساد" لتهديد الأمن القومي المصري وقتما شاءوا.