من الأمية إلى الماجستير.. رحلة «لوزة» بعد 28 عاما من الظلام (وجوه تنتظر لقاء الرئيس)
الأحد، 06 أغسطس 2017 03:09 م
مرت سنوات عديدة على هذا المشهد، تجلس «لوزة» مع أخواتها في منزلهم الصغير، نظرات بين الحين والآخر ترسلها على الكتب والأقلام التي يستخدمونها الصبية، متمنية لو أنها تستطيع أن تقرأ وتكتب مثلهم، لكن والدها وبسبب كثرة أبناءه لا يقدر على تعليمهم، ولأن الصبية أولى من البنات في التعليم حرمت «لوزة» في طفولتها من أمنيتها البسيطة.
لوزة كامل.. امرأة من مركز بني عدي التابع لمحافظة بني سويف، تبلغ من العمر 40 عاماً، قضت أكثر من نصف عمرها تعيش في ظلام الأمية.
بدأت رحلة لوزة كامل مع التعليم بحصولها علي شهادة محو الأمية وهي في الـ28 من عمرها الأمية، وتولد لديها اعتقاد خاطئ أن بحصولها على هذه الشهادة محت أميتها وأصبحت متعلمة.
أصرت لوزة على استكمال رحلتها مع التعليم وحصلت على الشهادة الابتدائية والإعدادية بتفوق، ودائما ما تكون من العشر الأوائل علي مدرستها.
تمر الأيام سريعة ويأتي "بعبع الثانوية العامة" الذي لم يكن مرعباً بالنسبة لها بقدر ما أتعبها المرض، إذ تمر "لوزة" بمرض يفقدها قدرتها على المذاكرة، لكنها مع إصرارها وبمساعدة زوجها تمكنت من التغلب علي هذه المحنة، ونجحت بتفوق والتحقت بكلية الخدمة الاجتماعية، التي طالما راودها حلم الالتحاق بهذه الكلية.
لم تنته رحلة لوزة المرأة المثابرة والتي التي قررت أن تمحو أميتها بيدها وتكشف الستار عن الظلام الموجود بحياتها لتخرج إلي النور، فبمغامرة جديدة تنوي لوزة أن تكمل في مسيرتها وتحضر دراسات عليا لتحصل علي درجة الماجستير ومنها إلي الدكتوراه.
لم ترزق لوزة بأطفال، ولكن رحمة الله كانت أوسع فرزقت بزوج تقول عنه أن هذا النوع من الرجال أصبح نادراً وأن كل شئ وصلت إليه كان بمساعدة زوجها، قائلة «لو لفيت الدنيا كلها مش هلاقي زي محمد جوزي».
تنهي لوزة حديثها برسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي فهي تقول أنها حققت كل ما تريد وتبقي لها أمنية واحدة هي مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحكي له عن قصتها بنفسها وأنها تريد أن تكون نموذجًا ناجحًا للقضاء على الأمية.