فضيحة.. «سكب الألبان» في الصرف الصحي بقنا لعدم توافر ثلاجات ومبردات للتخزين
الأربعاء، 09 أغسطس 2017 11:00 ص![فضيحة.. «سكب الألبان» في الصرف الصحي بقنا لعدم توافر ثلاجات ومبردات للتخزين فضيحة.. «سكب الألبان» في الصرف الصحي بقنا لعدم توافر ثلاجات ومبردات للتخزين](https://img.soutalomma.com/Large/20170311025706576.jpg)
الهجان
- انتقد الجهاز المركزى للمحاسبات شراء هذه الأبقار والعجول بالأمر المباشر
- تداول عدد من مواطنى محافظة قنا «مقطع الفيديو»، على «فيس بوك»، قالوا إنه لعمال بمصنع الألبان والأجبان التابع للمحافظة
- تداول عدد من مواطنى محافظة قنا «مقطع الفيديو»، على «فيس بوك»، قالوا إنه لعمال بمصنع الألبان والأجبان التابع للمحافظة
صدمة شديدة، فوجئ بها الرأى العام من أبناء محافظة قنا، فى أعقاب تداول «فيديو سكب كميات كبيرة من اللبن فى الصرف الصحى» فى المحافظة التى تعد من أفقر محافظات مصر، والألبان التى تم سكبها فى المجارى هى ناتج من مشروع الأمن الغذائى للمحافظة، وهو من المشروعات الرائدة المقامة منذ عشرات السنين، حيث تم إنشاء صندوق خاص للأمن الغذائى بقنا، لإنتاج اللحوم والألبان والدواجن عبر محطات تسمين عجول وأبقار ومشروعات تربية الدواجن، ويحقق أهدافا عديدة فى توفير السلع الغذائية عالية الجودة للمواطن القنائى بسعر مدعم، ويحقق أرباحا لصندوق المحافظة ويوفر فرص عمل للشباب من خلال العمل فى هذه المزارع ومنافذ البيع بها.
فيما فوجئ الجميع بصدمة «سكب كميات كبيرة من الألبان فى المجارى»، ما دفع «صوت الأمة» للتحقق من صحة الفيديو المتداول عبر «السوشيال ميديا» وتبينت صحته، كما تبين أن السبب الرئيسى يعود إلى أن المشرف العام على مشروع الألبان أراد أن يزيد من حجم الإنتاج دون علم المحافظ عبدالحميد الهجان، فقام بحلب 250 بقرة ثلاث مرات فى اليوم، وهو ما أدى إلى زيادة كمية الألبان بـ600 لتر، دون وجود سعة لها لتخزينها فى الثلاجات أو المبردات، الأمر الذى أدى إلى زيادة معدلات البكتيريا فى الألبان لعدم حفظها فى المبردات، وليتقرر إعدامها بالتخلص منها.
وفور تداول عدد من مواطنى محافظة قنا «مقطع الفيديو»، على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، قالوا إنه لعمال بمصنع الألبان والأجبان التابع للمحافظة، يُظهر عمالًا يفرغون كميات من الألبان فى الصرف الصحى، مشيرين إلى أن ذلك يحدث بحجة عدم وجود خزانات كافية تستوعب تلك الكميات، بحسب ما نُشر مع الفيديو، فإن تلك الألبان يتم حلبها من أبقار مملوكة لمزارع ديوان عام المحافظة، التى تنتج أكثر من 6 أطنان لبن يوميا، ويتم التخلص من جزء منها، لعدم توافر أماكن تخزين مناسبة لها، بحسب ما تم تداوله.
صدمة شديدة أصابت المتابعين لهذه «الفيديوهات» خاصة أن هذه الكميات الكبيرة من الألبان كان من الممكن التبرع بها لدار الأيتام والفقراء بالمحافظة فور حلبها قبل أن يتم تخزينها فى الهواء الطلق مما أدى إلى زيادة معدلات البكتيريا بها.
أمام هذه الانتقادات الشديدة قام محافظ قنا اللواء عبدالحميد الهجان، بإصدار بيان يؤكد فيه إعدام 600 لتر لبن بسبب زيادة معدلات البكتيريا بها، وقال محافظ قنا فى بيانه، إن المحافظة تضطر أحيانا للتخلص من كميات فائضة من الألبان، التى ينتجها المصنع التابع للمحافظة حماية للصالح العام، موضحا أن هذا لا يتم بشكل يومى، معتبرا فى الوقت ذاته أن ذلك لا يعد إهدارا لثروات المحافظة التى تعانى من نقص فى الموارد.
وأضاف المحافظ، أن مصنع الألبان بقنا من المصانع الحكومية الناجحة، لذلك فإنه يهاجم من قِبل بعض أعداء النجاح على حد تعبيره، وأن الفيديوهات التى صورت عمالًا تسكب كميات من الألبان فى مياه الصرف الصحى، صوّرها بعض العاملين المنقولين مؤخرا فى حركة التنقلات الأخيرة، أو باحثون عن التثبيت فى العمل.
وإذا كان محافظ قنا أصدر بيانا من أجل إخفاء «سكب اللبن فى المجارى بقنا» إلا أنه لم يستطع أن ينكر فضيحة شراء شخصية نافذة بالمحافظة لأبقار مصابة بالسل بالأمر المباشر، وهى الفضيحة التى كشفتها تحقيقات النيابة الإدارية برقم 158 لسنة 2016.
تعود وقائع هذه الفضيحة إلى شراء «شخصية نافذة» بالمحافظة «10 بقرات و28 عجلا» بالأمر المباشر من إحدى المزارع بالإسماعيلية بقيمة 380 ألف جنيه، دون تشكيل لجنة، ودون الكشف عليها من قبل الطب البيطرى والتأكد من سلامتها وخلوها من أى أمراض، وهو ما دفع العاملين بالمشروع لعدم استلام هذه الأبقار خوفا من إصابتها بأى أمراض، فضلا عن عدم وجود أى سجل حول الوضع الصحى لهذه الأبقار، إلا أن هذه «الشخصية النافذة» مارست ضغوطا شديدة من أجل دخول هذه الأبقار إلى المزرعة، وبالفعل تم دخول هذه الأبقار، إلا أن العاملين فى المزرعة خشوا من هذه الأبقار أن تكون مصابة بأى مرض معدٍ، وتنقل العدوى لكل الأبقار الموجودة فى المزرعة وعددها 250 بقرة بجانب العجول، فقرروا عزلها عن الأبقار فى عنبر مختلف لحين خضوعها للفحص الدورى الذى يتم على جميع أبقار المزرعة، كما قرروا أيضا أن يتم حلبها يدويا لحين إجراء الكشف عليها خوفا من أن تكون الأبقار مصابة بمرض معدٍ فتنقل العدوى إلى أجهزة الحلب الآلى فينتقل المرض إلى الأبقار السليمة، وظلت الأبقار على هذا الوضع، إلى أن جاء الكشف الدورى على الأبقار بالمزرعة لتكون المفاجأة وهى أن جميع الأبقار والعجول التى جاءت من الإسماعيلية مصابة بمرض السل، وأن وجود هذه الأبقار والعجول خطر على قطيع المزرعة بالكامل، ويجب إعدامها على وجه السرعة للتخلص منها.
فيما تم تشكيل لجنة تحمل رقم 408 لسنة 2016، والتى أكدت أن الأبقار التى تم شراؤها من خلال «الشخصية النافذة» بالمحافظة مصابة بـ«السل» وقامت اللجنة بتنفيذ إعدام هذه الأبقار فى مجزر قنا الآلى، وفور علم اللواء عبدالحميد الهجان بهذه الوقائع قام بإبلاغ النيابة الإدارية التى اتخذت إجراءات التحقيق.
كما انتقد الجهاز المركزى للمحاسبات شراء هذه الأبقار والعجول بالأمر المباشر دون أخذ الإجراءات القانونية المتبعة، ودن تشكيل لجان مختصة من أجل فحص هذه الأبقار والتأكد من أن سعرها مناسب.