أوركسترا فتيات «النور والأمل» للكفيفات يبهر الصينيين ويحاولون تقليد تجربته الفريدة عالميا
الإثنين، 07 أغسطس 2017 09:00 ص رسالة الصين - سحر حسن
بدعوة من وزارة الثقافة الصينية، وجمعية الصداقة المصرية الصينية، انطلقت الفعاليات الفنية لأوركسترا «النور والأمل للكفيفات»، فى الصين، لإحياء ثلاث حفلات فى هونج كونج، ثم زوهاى، وختاما بجوانجزو، وهى الرحلة رقم 31 للأوركسترا بمشاركة 35 فتاة يمثلن أربعة أجيال مختلفة للأوركسترا تتراوح أعمارهن بين 18 و50 عاما.
ورغم اختلاف أعمارهن إلا أنهن يتفقن على هدف واحد وهو الإصرار على التميز الفنى، ليظل الأوركسترا هو الأول والوحيد على مستوى العالم للكفيفات منذ بداية إنشائه عام 54 19، استطعن خلالها أن يرفعن اسم مصر عاليا فى خمس قارات، عزفن خلالها فى كل من النمسا وسويسرا وفرنسا وبلجيكا واليونان ومالطا وألمانيا والكويت والإمارات والمغرب وتونس.
تنهال الدعوات على مسئولى الأوركسترا من كل دول العالم، لانبهار الشعوب الغربية والعربية بأدائهن المتميز ، الذى استطعن من خلاله حصد الجوائز الفنية، ومنها درع الجمعية النسائية الثقافية الكويتية، ودرع جمعية الهلال الأحمر القطرية ودرع دولة الإمارات العربية المتحدة وكأس التقدم الممتاز لدولة ألمانيا.
كان ميلاد الأوركسترا فى السبعينيات برعاية آمال فكرى نائب رئيس مجلس إدارة جمعية النور والأمل، ورئيسة معهد الموسيقى، والتى تعد الأم الحقيقية لفتيات الأوركسترا من خلال رعايتها لهن اجتماعيا وفنيا، واستطاعت ببساطتها واندماجها ومعايشتها للبنات أن تشاركهن أدق تفاصيل حياتهن الإنسانية والاجتماعية، رغم تجاوزها العقد السابع من عمرها، حتى أن جميع فتيات الأوركسترا يلقبونها بـ «ماما آمال».
قالت آمال فكرى لـ«صوت الأمة»: «إن دعوة الأوركسترا جاءت من وزارة الثقافة الصينية بمناسبة الاحتفال بمرور 60 عاما على العلاقات المصرية الصينية، والتى تم الاحتفال بها فى العام الماضى، ونظرا لعدم إمكانية سفر الأوركسترا فى العام الماضى نتيجة لتأخير الإجراءات الروتينية قررت الوزارة استمرار الفعاليات الثقافية حرصا على مشاركة الأوركسترا فى الاحتفالات، حيث أكد وزير الثقافة أن مشاركة الأوركسترا فى الاحتفالات تمثل فخرا فنيا كبيرا للصينيين أمام العالم من خلال طريقة وأسلوب أداء الاوركسترا الذى يعتمد على حفظ المقطوعات الموسيقية العالمية وعزفها من الذاكرة، وهو ما يستحيل أن يقوم به العازفون المبصرون، مما يجعلهن يحفرن أسماءهن بحروف من نور بين فرق الأوركسترا الفنية العالمية ليعزفن ببصيرة قلوبهن وليس ببصر عيونهن».
وأضافت «فكرى» أن الفتيات تم تدريبهن بشكل مكثف على مدى شهر من توجيه الدعوة من خلال المايسترو محمد سعد باشا، الذى تولى مهام الأوركسترا مؤخرا بعد وفاة المايسترو على عثمان الذى أسهم بدرجة كبيرة فى رفع المستوى الفنى لبنات الأوركسترا، على مدى 10 سنوات، وقد تم تدريبهن مؤخرا على العديد من السيمفونيات الموسيقية العالمية الشهيرة، بالإضافة إلى بعض المقطوعات الموسيقية التى تشتهر بها دولة الصين، ليتم إهداؤها إلى الجمهور الصينى فى ختام الحفلات الثلاث، وهو ما اعتادت عليه بنات الأوركسترا فى جميع الحفلات التى قدمنها فى مختلف دول العالم، كنوع من التقدير للدولة المضيفة.
إيهاب جوده رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية فى هونج كونج قال: «إن الجمعية تم إنشاؤها منذ 4 سنوات وهى تعد الأولى والوحيدة التى تعمل على تقديم أوجه الثقافة المصرية للشعب الصينى، كنوع من التواصل بين الشعبين، وقد تم اختيار الأوركسترا على وجه الخصوص لما له من مكانه فنية متميزة، تمثل علامة فنية غير مسبوقة على مستوى العالم، لافتا أن اتحاد المكفوفين فى الصين يهدف إلى إنشاء أوركسترا على غرار تجربة «النور والأمل» كقدوة مشرفه ومثال على تحدى الإعاقة بالفن».
وأضاف أن الحفل يقام فى مسرح هونج كونج، وهو من أكبر المسارح العالمية حيث يضم ألف مقعد تقريبا، وقد تم توجيه الدعوة إلى أعضاء ورئيس الحكومة فى دولة الصين وكذلك القنصلية المصرية فى هونج كونج.
السفير محمد حجازى سفير مصر سابقا فى كل من ألمانيا والنمسا والهند، والذى رافق الفريق أثناء جولته من القاهرة إلى الصين، قال إنه قبل الدعوة لمرافقة بنات الأوركسترا فى رحلتهن، نظرا لفخره بمستواهن الفنى المشرف الذى يجعلهن قوة الناعمة لمصر فى العالم، وتمثل فتياته الأوركسترا القومى لمصر على مستوى العالم.