رئيس تيار الغد السوري: سوريا في مرحلة حساسة .. ونثمن الجهد المصري والعربي في حل الأزمة.. اختيار القاهرة كان ضرورة وليس لها خلافات مع أي طرف
السبت، 05 أغسطس 2017 02:25 م
وجه رئيس تيار الغد السوري المعارض، أحمد الجربا، رسالة إلى أبناء الشعب السورى فى شتى بقاع الأرض، مؤكدا أن سوريا فى مرحلة حساسة لكنها الأهم فى تاريخ الثورة السورية، التي قدمت نموذجًا للعالم حول التضحية والوفاء والصبر والعزيمة.
وأكد الجربا في مؤتمر صحفى بأحد فنادق القاهرة الكبرى، اليوم السبت، على عدد من ثوابت المصلحة السورية والركائز الاستراتيجية وهي الحفاظ على مكتسبات الثورة، وعدم التضحية بالدماء والجهود التى بذلها ولا زالت تبذل من أبناء الشعب السورى، مشيرا لأهمية حمايةُ المدنيينَ والثوار في مختلف المناطق السورية، من بطش الآلةِ العسكرية للنظام السوري وحلفائه، مع حفظ الكرامة ومكتسبات الثوار، عبر اتفاقات واضحة وشفافة تخدم قضية الشعب السوري العادلة.
وأشار الجربا إلى جانب آخر من الثوابت وهو تعبيد الطريق أمام الشعب السوري للوصول إلى الأهداف الأساسية التي رسمتها الثورة- قبل أن يشوهها بعض الدخلاء – بدءًا بالحرية والكرامة، مروراً بالتغيير السياسي، وصولًا إلى سوريا ذات سيادة مستقلة وديمقراطية كما تطمح كل الشعوب الحرة فى هذا العالم.
وكشف الجربا، عن التشاور المتواصل مع الثوار بمختلف المناطق، وعلى تنوع انتمائاتهم ومشاربهم، من أجل رسم خريطة طريق للوصول سياسيًا إلى الأهداف التي عملنا عليها من اليوم الأول للثورة. ولم نتجاوز أو نستثنى فصيلا صغر أم كبر، إلا من استثنى نفسهُ لغايات ومآرب لا شأنّ لنا بها، مشيرًا للتواصل اليومى الحثيث مع السوريين فى الداخل، الأمر الذى أفضى إلى بلورة مناخ عام حول أوضاعهم التفصيلية وحاجاتهم الراهنة، إضافة إلى تطلعاتهم المستقبلية.
وأشاد بدور مصر فى التعاطى مع الأزمة السورية، مؤكدا أن مصر المحروسة كانت ولا تزال الأكثر حِرصا على حرمة الدمِ السورى، مؤكدا أن القاهرة لم تشارك بأى وسيلة من الوسائلِ فى سفك الدماء
وتابع أن مصر سعت بكل صدق على أن تكون جسرا للتواصل بين السوريين ومنطلق لحل يرضى كافة الأطراف السورية، موضحا أن مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسى ينظرون إلى سوريا باعتبارها جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر وسلامة أمنها القومى.
وأوضح، أن وقف إطلاق النار فى سوريا أمر قرره الضامنون فى مفاوضات أستانة، وأن النظام السورى وكافة الفصائل المشاركة وافقت على الاتفاق، مؤكدا أن تيار الغد سعى للمضى قدما فى وقف إطلاق النار باعتبارها البداية لوقف القتال فى سوريا.
قال رئيس تيار الغد السورى المعارض، أحمد الجربا، إنه استنادًا لعدد من الثوابت المصلحة السورية شرع باتفاقات بدأت بالغوطة وانتقلت إلى حمص، مؤكدا أن الهم الأول والأخير الوصول إلى أهداف الشعب السورى التى سطرها بالدم فى ثورة الكرامة، وأن أقصر الطرق وأقلها ضررا للوصول لنتيجة عملية التواصل مع روسيا للوصول إلى نتيجة مرضية، مشيرا إلى أن ذلك تم عقب مشاورات مع عدد من الشركاء السياسيين والفصائل.
وأكد "الجربا" أن اختيار مصر دولة راعية لم يأت ترضيةً أو لمصلحة ضيقة، بل كانَ نتيجةً طبيعيةً وضروريةً لأسباب عدة منها عدم وجود صراعٍ بين مصر وأى فصيلٍ سورى فاعل فى مناطق الاتفاقات، إضافة إلى عدم دعم مصر لأى طرف عسكرى فى الأزمة، الأمر الذى يشكل حساسيةً لأطراف اُخرى، موضحا أن علاقة الثقة المتينة بين مِصرَ وروسيا كانت دافعا إيجابيا له كجانب سورى.
وشدد الجربا على أن الجانب المِصرى لم يتجاوز فى أى تفصيل حدود الوساطةِ والرعاية، بل كان "داعماً دوماً ما نطرحه فى المفاوضات".
تيار الغد السورى، هو تيار وسطى، يضم كافة أطياف المجتمع السورى بعيدا عن التطرف، ويسعى لحل الأزمة السورية بآليات واضحة وحاسمة ووقف نزيف الدم السورى، وعودة المهجرين إلى سوريا وتعمير البلاد التى تعانى من الخراب والدمار منذ أكثر من 6 سنوات.
ووقع رئيس تيار الغد السورى أحمد الجربا اتفاقين لخفض التعصيد فى الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالى بوساطة مصرية وضمانة روسية، وهو الاتفاق الذى من شأنه وقف نزيف الدماء فى سوريا وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة للمنطقتين المحاصرتين منذ ما يقرب من 4 سنوات.