هل ورط الكونجرس ترامب في معركة مع روسيا؟.. الرئيس الأمريكي وقع قانون بفرض عقوبات على موسكو ويصفه بالمعيب.. ويحمل مجلس النواب مسئولية تدهور العلاقات.. والكرملين سيدافع عن مصالحه
الخميس، 03 أغسطس 2017 05:37 م
منحنى جديد تتخذه العلاقات الأمريكية الروسية، على خلفية إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع على مشروع قانون يفرض عقوبات اقتصادية على موسكو أمس الأربعاء، والذي كان الكونجرس الأمريكي قد وافق عليه بمزاعم بشأن تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة وسياستها إزاء أوكرانيا وضمها لشبه جزيرة القرم فى 2014.
الرئيس الأمريكي وقع على القانون على الرغم من عدم رضاه عن القانون، محملاً الكونجرس الأمريكي مسئولية تدهور العلاقات الثنائية بين البلدين، وتحدث ترامب في بيان صادر عن البيت الأبيض وكأنه تورط في التوقيع على هذا التشريع.
ترامب يصف القانون بـ"المعيب"
ترامب أكد في أكثر من موضع رفضه الشديد وعدم رضاه عن مشروع قانون العقوبات على روسيا، واصفاً إياه بـ "المعيب" وفقاً للبيان الصادر عن البيت الأبيض، والذي قال فيه :" على الرغم من أنني أؤيد اتخاذ إجراءات صارمة لردع السلوك العدائي المزعزع للاستقرار لكل من إيران وكوريا الشمالية وروسيا، فإن هذا التشريع معيب بدرجة كبيرة".
وأضاف "في عجلته لتمرير القرار، ضمن الكونغرس القرار عددا من الإجراءات المخالفة للدستور".
روسيا من جانبها اتخذت موقفاً عدائياً ضد واشنطن على خلفية مناقشة مشروع قانون العقوبات عليها بالكونجرس الأمريكي، قبل توقيعه من قبل ترامب، وردت على موافقة الكونجرس على التشريع بقرار طرد 755 دبلوماسياً أمريكياً.
ترامب يحمل الكونجرس مسئولية تدهور العلاقات
وتشهد العلاقات الثنائية بين البلدين حال من التوتر الشديد على خلفية قانون العقوبات، إذ قال ترامب اليوم الخميس أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى مستوى منخفض "خطير جداً" لم تصله من قبل بعد.
وحمل ترامب الكونجرس الأمريكي مسئولية تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن، إذ دون عبر حسابه الرسمي بموقع التدوين القصير تويتر :"علاقاتنا مع روسيا وصلت إلى مستوى منخفض خطير جداً لم تصله من قبل"، وأضاف "يمكنكم أن تشكروا على ذلك أعضاء الكونجرس، وهم نفس الأشخاص الذين لا يستطيعون منحنا برنامجا للرعاية الصحية".
روسيا تؤكد دفاعها عن مصالحها
روسيا من جهتها، أكدت أنها ستدافع عن مصالحها في مواجهة العقوبات الأمريكية، جاء ذلك على لسان المتحدث الصحفي للرئاسة الروسية الكرملين ديمتري اليوم الخميس.
وأكد بيسكوف في تصريح له اليوم الخميس أن عزم روسيا على حماية مصالحها والدفاع عنها لا يجب التشكيك فيه مضيفاً، :" أن كل الدول التي اصطدمت بالعقوبات الأمريكية ستدافع عن مصالحها وعلى الجميع أن يفهم ذلك".
مدفيديف :"القانون هدفه عزل ترامب عن السلطة"
ومن جهته أعلن رئيس الوزراء الروسي دميترى مدفيديف، أن تبنى واشنطن قانون العقوبات الجديدة ضد موسكو ليس بمثابة إعلان حرب تجارية ضد روسيا فحسب، وإنما هدفه النهائي عزل الرئيس دونالد ترامب عن السلطة.
وأضاف مدفيديف إن توقيع ترامب على قانون العقوبات الجديدة ضد روسيا يخلق عددا من التبعات، أولها نهاية الآمال بتحسين العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وثانيهما إعلان حرب تجارية شاملة ضد روسيا، وثالثا: إظهار إدارة ترامب عجزها التام بتسليم الصلاحيات التنفيذية، بالطريقة الأكثر إذلالا، إلى الكونجرس، وإن هذا الأمر يغير توازن القوى في الدوائر السياسية الأمريكية، وفقا لقناة «روسيا اليوم» الفضائية أمس الأربعاء.
وأشار رئيس الوزراء الروسي إلى أن النخبة الأمريكية أوقعت بترامب خسارة أكيدة من خلال اضطراره إلى توقيع القانون.
وأوضح: ظهر موضوع العقوبات ضد روسيا، قبل كل شيء، كوسيلة أخرى لإعادة ترامب إلى مكانه، مشيرا إلى أنه لا بد من حلقات جديدة مما يمكن وصفه بمسلسل ترامب ضد النخبة مستقبلا، بهدف إبعاد ترامب عن السلطة.
وأضاف أن ما يجرى يثبت أن السياسة تغلبت على النهج البراجماتي، فى حين تحولت الهستيريا المعادية لروسيا إلى عماد السياسة الداخلية الأمريكية وليس فقط الخارجية.
وشدد «مدفيديف» على أن شرعنة نظام العقوبات ضد روسيا تعنى استمراره على مدى عقود، «ما لم تحدث معجزة»، مشيرا إلى أن قانون العقوبات الجديد أشد من قانون «جاكسون فينيك» الذي فرضه الكونجرس على الاتحاد السوفيتي العام 1974، لأن القانون الجديد "يحمل طابعا شاملا ولا يمكن إلغاؤه عبر أوامر رئاسية دون موافقة الكونجرس.
وأضاف: «هكذا، ستكون العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة متوترة بصرف النظر عن تركيبة الكونجرس أو شخصية الرئيس الأمريكي، وسيتفاقم التوتر على الصعيد العالمي، إن ذلك (تبنى قانون العقوبات) يعنى رفض واشنطن إيجاد حل لأهم القضايا الدولية».
وتتعلق العقوبات، التي أقرها الكونغرس قبل أيام، بمزاعم بشأن تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة وسياستها إزاء أوكرانيا.
ويقيد قانون العقوبات الرئيس ترامب إذا أراد تخفيف العقوبات على روسيا فلن يسمح له بذلك دون موافقة الكونغرس.
وتنفي روسيا تدخلها في الانتخابات الأمريكية كما ينفي ترامب تعاون حملته الانتخابية مع موسكو.