الحالة العقلية والنفسية للرئيس ترامب.. رئيس طائش يتخبط!

الأربعاء، 02 أغسطس 2017 08:41 ص
الحالة العقلية والنفسية للرئيس ترامب.. رئيس طائش يتخبط!
محمد حسن الألفى

لا يمكن بالقطع أن يشكك أحد فى أنه أمريكى بحت، لكن لا يجوز أيضا إسقاط تأثيره على العالم، وعلينا بصفة خاصة، ومن ثم فهو مواطن عالمى، وزعيم دولى، لدولة عظمى، قلب سياساتها رأسا على عقب!
 
لو مجنون محلى لانصرف جنونه على أهل قريته، أو بلدته، ولو متهور فى عزبة، لاقتصر تهوره على جيرانه، ولوجد من يربيه ويؤدبه، ولسوف تسألنى: وهل ترامب مجنون؟ 
 
ربما أفضل الإجابات التى تحميك وتحمينى من قرار عقابى فى مجلس الأمن الأمريكى، هى أن أرد على النحو التالى: 
 
وهل هو متزن؟! لا أريد أن أقول هل هو عاقل؟ بالطبع هو عاقل جدا ومتزن جدا، بالذات فى مفاوضات يحصد بعدها المليارات!
 
والحق أن قطاعات واسعة فى المجتمع الأمريكى وفى الدولة العميقة الأمريكية، باتت على يقين من أن الرئيس ليس على ما يرام ذهنيا ونفسيا، والحق أيضا أن كل تويتاته، وتعليقاته، ولغة الجسد التى يستخدمها بإفراط وشغف، وتصريحاته المتناقضة، وتراجعاته المفاجئة، كانت منذ اليوم الأول، لتولى مهام منصبه رسميا فى يناير الماضى وحتى معركته السرية المحتدمة مع وزير خارجيته ريكس تيللرسون، موضع دراسات وتحليلات لعدد لا بأس به من الأطباء النفسيين والمحللين النفسيين!
 
وهو ما كشف عنه بريد إليكترونى وصل لـ٣٥٠٠ طبيب ومعالج أمراض نفسية وعقلية هم الأعضاء فى أكبر جمعية امريكية للامراض النفسية والتحليل النفسى فى العالم. 
 
 أهمية هذا البريد أنه ولأول مرة منذ عشرات السنين حطم ما عرف طويلا فى أدبيات المهنة ب « مبدأ جولدووتر» وهو قيد أخلاقى طوعى التزمت به الجمعية الامريكية للصحة النفسية التى تتمتع بمصداقية علاجية وعلمية مرموقة داخليا وخارجيا. والمبدأ منسوب إلى السيناتور الجمهورى بارى جولد ووتر الذى كان مرشحا فى سباق للانتخابات الرئاسية الأمريكية وتساءل الناس وقتها عما إذا كان من الضرورى فحص قواه النفسية والعقلية، ويومها أعلنت الجمعية أنها تبتعد تماما عن النقاش العلنى فى ما يخص الشخصيات العامة نفسيا وعقليا، ما لم يتم فحصهم بموافقتهم!
 
اليوم قرر الأطباء النفسيون فى أمريكا مواجهة ترامب بأمراضه النفسية وعلله المزاجية ومدى توازنه العقلى، بعد أن تبين لهم خطورته على المنصب الأول فى العالم، وأن أداء القائد الأعلى للبلاد يتسم بالخطورة!
 
 وصفه أطباء نفسيون بأنه يعانى داء العظمة وتضخم الذات والبارانويا والاندفاع بلا تفكير، وهو شديد الإعجاب بالنفس، وهو ما يسمى بالنرجسية. وسوف تشهد السوق الأمريكية فى أكتوبر المقبل كتابا ربما يثير حفيظة ترامب وغضبه الجارف، وتتلقفه دوائر المخابرات واتخاذ القرار فى العالم، وفى روسيا والصين وكوريا الشمالية على وجه أخص. 
 
الكتاب بعنوان «الحالة النفسية الخطيرة لدونالد ترامب: ٢٧ طبيبا نفسيا وخبيرا فى الصحة العقلية يقومون حالة رئيس»
 
« The Dangerous Case of Donald Trump: 27 Psychiatrists and Mental Health Experts Assess a 
 
Presidenووصفه خبراء نفسيون أيضا بأنه كالثعلب المكار وكثيرون يعتبرون حواره الأخير قبل أسبوع مع صحيفة نيورك تايمز نافذة واسعة على عقل الرجل. 
 
يواجه ترامب إذن حملة منظمة ردا على عقلية غير منظمة، تقود الدولة الأكبر فى العالم، ويراها الأمريكيون فى خطر بالغ بسبب من رعونته وتقلباته وجموحه، وليس هذا هو الجانب الوحيد فلقد شكل عدد من الفنانين الأشهر من نجوم هوليوود جماعة مقاومة لطرد ترامب من منصبه، وللجماعة زعيم هو المخرج مايكل مور الذى سبق أن قاد حملة ضارية فى أفلام وثائقية ومؤتمرات صحفية ضد آل بوش، الأب والأبن وتحالفهما مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، واليوم يقود حركة مقاومة ضد استمرار ترامب.
 
فى خط ثالث مواز، تجرى فى أروقة الكونجرس حملة توقيعات لعزل ترامب، مستفيدة من سلسلة المعلومات الأخيرة عن تورط ابنه فى اتصالات بالروس، أدت إلى إفشال حملة هيلارى كلينتون منافسة ترامب فى السباق الرئاسى الأخير، أضف إلى حلقة النار المضطرمة حول عنق ترامب هذه، سلسة انفجارات داخلية فى البيت الأبيض وفى الخارجية، وربما يكون تيللرسون وزير خارجية ترامب أعلن استقالته عند ظهور هذه السطور، فضلاعن طرد وزير العدل ومن قبله جيمس كومى مدير المباحث الفيدرالية الموكل إليه التحقيق فى ملف التورط الروسى فى حملة ترامب الانتخابية، ومن قبل استقالة شون سبايسر المتحدث الرئاسى للبيت الأبيض، ثم الصراع بين مدير مكتب ترامب وستيفن بانون المستشار الاستراتيجى اليمينى المتطرف، هى إدارة تتفكك إذن، وينفض الرجال عن الرجل، ولعل السبب الرئيسى أنهم بالقرب منه اكتشفوا ما لم نكتشفه ونحن فى البعد عنه، فهو جامح متناقض، غضوب، سريع الحروب، سريع التراجع، يناصب مخابراته العداء، فيحطمونه بتسريبات، ويكره الإعلام علنا ويعتبر صحفا كبرى وفصائيات كبرى منابر لبث الأكاذيب. ويوما بعد الآخر تضيق الحلقة حول عنق الرئيس الذى تحالف مع العرب والمسلمين بشخصه، وأقصى وزارتى الدفاع والخارجية والمؤسسات ذات الفكر الاستراتيجى، واعتمد على سياسة الإبهار بزوجته وابنته وزوج ابنته، وحصل على نصف تريليون دولار فى بضع ساعات!
 
 يومها كتبنا هنا فى «صوت الأمة» أن هذا الرجل الذى تتحالفون معه قد لا يستمر طويلا وأنه مهدد فى منصبه. مؤدى هذا كله ألا نعتمد كثيرا على رئيس مزعزع الأركان، يجىء بعد رئيس متآمر، أشعل المنطقة لحساب المتطرفين والفوضى الشاملة.
 
 القادم فى المشهد الأمريكى أسوأ، وفى منطقتنا، زلازل سياسية وشيكة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق