الدكتور على مسعود: «اقتصاد النيرو» علم يربط بين الجينات والاقتصاد
الخميس، 03 أغسطس 2017 03:12 مكتب يحيي ياسين
علم الاقتصاد العصبي هو مجال متعدد التخصصات الذي يسعى لشرح صنع القرار البشري، والقدرة على معالجة بدائل متعددة واتباع مسار العمل، وهو يدرس كيف يمكن للسلوك الاقتصادي تشكيل فهمنا للدماغ، وكيف يمكن للاكتشافات العصبية أن تقيد وتوجه نماذج الاقتصاد.
يجمع هذا العلم بين طرق البحث من علم الأعصاب والاقتصاد التجريبي والسلوكي، وعلم النفس المعرفي والاجتماعي، وكما أن البحث في سلوك صنع القرار يصبح الحسابية على نحو متزايد، وأدرجت أيضا طرق جديدة من علم الأحياء النظرية، وعلوم الكمبيوتر، والرياضيات.
ويدرس علم الاقتصاد العصبي صنع القرار باستخدام مجموعة من الأدوات من هذه المجالات ذلك لتجنب أوجه القصور التي تنشأ عن نهج منظور واحد في الاقتصاد الرئيسي، والمنفعة المتوقعة ومفهوم العوامل العقلانية لا تزال تستخدم، والعديد من السلوكيات الاقتصادية لا تفسر تماما من هذه النماذج، مثل الاستدلال والتأطير.
وفى هذا السياق قال الدكتور على مسعود، عميد كلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بنى سويف، إن الإقتصاد العصبي علم أسسه الدكتور «بوك زاك»، أستاذ الإقتصاد بجامعة كليرمونت الأمريكية، وكان نتاج تساؤل طرحه «هل تؤثر الجينات والإنزيمات على قرارات التاجر من الناحية الإقتصادية»، موضحاً أنه علم جديد يهدف لربط الطب والإقتصاد فى نهضة علمية حديثة.
وأشار مسعود، أنه يوجد مركز بحثي بجامعة كليرمونت لدراسة "اقتصاد النيرو"، ولا زالت الدراسات لم تتوصل الى نظرية جامعة شاملة يتم اثباتها.
وأوضح مسعود، أنه لا يتفق مع هذه الدراسات لأنه يرى أن مهارة إدارة الأسواق التجارية والمالية يتم اكتسابها وليست دراستها على حد تعبيره.
وأكد مسعود، أنه يدرس مع قيادات الكلية مشروع تدريس مادة فرعية اختيارية لطلبة كلية الإقتصاد بجامعة بنى سويف، مشددا على ضرورة ان يشارك دارسى الاقتصاد في مصر فى مواكبة تطور علم الإقتصاد على المستوى الدولى.
وظهر الاقتصاد العصبي لمراعاة هذه الحالات الشاذة من خلال دمج العوامل الاجتماعية والمعرفية والعاطفية في فهم القرارات الاقتصادية، والذي يضيف طبقة أخرى باستخدام أساليب علم الأعصاب في فهم التفاعل بين السلوك الاقتصادي والآليات العصبية، باستخدام بعض الأدوات من مختلف المجالات، يدعي بعض العلماء أن الاقتصاد العصبي يوفر طريقة أكثر تكاملا لفهم صنع القرار.
كما أن أحد الجوانب الهامة التي تدفع لصنع القرار البشري هي تفادي الخسارة بقوة، فعلى سبيل المثال تكلفة خسارة مقدار محدد من المال أعلى قيمة من كسب نفس المقدار.
أحد أهم الخلافات في فهم تفادي الخسارة هو ما إذا كانت العملية تقاد عبر نظام عصبي واحد وتلك العملية تفاضل بين الخيارات والقرارات أو إذ يوجد أنظمة مقارنة. المسؤول عن المنطق والمفاضلة بين خيارات وخيارات أخرى أكثر تهور وعاطفية نظام يقاد عبر تفادي النتائج السلبية المحتملة.
وأوضحت دراسة واحدة أنه لا دليل على زيادة في نشاط المناطق التي تتعلق بردود الفعل العاطفية السلبية في الاستجابة لتفادي الخسارة، ودراسة أخرى وجدت أن الأفراد مع لوزة دماغية متأذية (متضررة) لديهم نقص أو افتقار لتفادي الخسارة على الرغم من أنه يوجد لديهم مستويات طبيعية من تفادي الخطر العام مما يقترح ان السلوك كان محددا لخسائر محتملة.
لذلك يعتبر علم الاقتصاد العصبي، هو نواة علم جديد يربط بين الاعصاب البشرية وعلم الاقتصاد النظرى ليوظف علمين مختلفين تحت علم واحد في تطور علمي قوي.