في الذكرى الـ 72 لتأسيسه.. الجيش السوري يبقى ويقتل الإرهابيون بعضهم بعضا
الثلاثاء، 01 أغسطس 2017 10:02 م
يحتفل الجيش العربي السوري، اليوم الثلاثاء، بالذكرى الـ 72 لتأسيسه، ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا»، على لسان العماد فهد جاسم الفريج، وزير الدفاع السوري، أنَّ الجيش نجح إلى حد كبير في احتواء الحرب العدوانية الإرهابية التي تشن على الشعب السوري.
ولفت إلى عودة أغلبية المناطق التي كانت تنتشر فيها التنظيمات الإرهابية إلى كنف الدولة السورية مقابل انكفاء المجموعات الإرهابية ومحاصرتها في مناطق محدودة في ظل حالة من التشرد والاقتتال فيما بينها وغياب أي حاضنة لها، مؤكدًا أن أبرز دلالات فشل الحرب الإرهابية على سوريا يكمن بشكل أساسي في انهيار المشروع الإرهابي وعودة الحياة الطبيعية إلى مناطق كثيرة وامتلاك الجيش العربي السوري زمام المبادرة.
وأشار وزير الدفاع السوري إلى تحقيق الجيش على مدى السنوات الماضية بدعم من الأصدقاء والحلفاء الكثير من الانتصارات والنجاحات الاستراتيجية، كان أبرزها تحرير حلب ومساحات كبيرة من ريفها، كما وسَّع من مواقع سيطرته على اتجاه تدمر وهو يواصل اليوم عملياته بنجاح بعمق البادية.
أخر تلك التطورات على الساحة الميدانية، انشقاقات ومعارك في صفوف الميليشيات الإرهابية، وهو ما نجح الجيش السوري في خلقه، ففي يوليو الماضي، ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين أبناء المعسكر الإرهابي القريب من تنظيم القاعدة في سوريا، في أرياف محافظات إدلب وحلب وحماة، ما يصب في صالح قوات الجيش السوري والداعمين له في معاركهم للقضاء على تلك الميليشيات الإرهابية.
تلك الفصائل تخوض معركة بدأت في تصنفها المراكز البحثية «حرب تكسير العظام»، الصراع تسبب في بدء تغير خريطة تحالفات التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري.
ترجع أسباب الصراع بين أبناء المعسكر الواحد إلى استمرار التخوين بين الميليشيات المتنازعة، فجبهة تحرير الشام لديها اقتناع أن المشاركين في مفاوضات الآستانة وجنيف، يريدان التحالف مع القوى الغربية للقضاء عليها، إضافة إلى أن الصدام بينهما ليس بجديد وهناك تراكمات عدائية بين المتنازعين.
تبقى محافظة إدلب نقطة من نقاط الصدام بين معسكري فتح الشام وأحرار الشام، حيث يسعى كلا الطرفان إلى السيطرة على المدينة بشكل كامل، في ظل استعدادات من الجيش السوري لاستعادة السيطرة عليها.
غير أن مواقع سورية أرجعت تزايد الصدام مع الضغوط التركية على أحرار الشام، ضد جبهة فتح الشام، وهي من كانت حليفها في البداية، وتوترت الأوضاع بعد مقتل السفير الروسي في أحد المعارض بأنقرة من قبل حارسه الشخصي، وأعلنت ذراع تنظيم القاعدة مسئوليتها عن الحادث.
هناك أسباب أخرى للضغط التركي أرجعتها مراكز بحثية، وهي التماشي مع التحول في الموقف التركي من الأزمة السورية، فتركيا دفعت حركة نور الدين الزنكي، للانفصال عن معسكر جبهة فتح الشام، وذلك ردًا على التوسع القاعدي بطول الحدود التركية.
مركز المستقبل للدراسات المتقدمة البحثي، قال في نشرة بحثية نشرها اليوم الثلاثاء، إن الصراع الحالي بين فصائل المعارضة في الشمال السوري له تداعيات على الصعيدين العسكري والسياسي في سوريا، ويتضح ذلك من خلال ما يلي:
على الصعيد العسكري، أن ما يحدث يؤكد عمليًا انهيار ما يُسمى بجيش الفتح -تأسس في 24 مارس 2015، وكان يضم 7 تنظيمات هي جبهة النصرة، وحركة أحرار الشام الإسلامية، وجيش السنة، ولواء الحق، وأجناد الشام، وجند الأقصى، وفيلق الشام-، في إدلب وترسيخ ظهور كيانين بديلين عنه.
كما أن الاقتتال الحالي بين الميليشيات السورية المسلحة في إدلب يصب بصورة أساسية في صالح قوات الجيش، والتي سترى في ذلك فرصة لإعادة انتشارها العسكري بشكل أفضل، خاصة في مناطق سيطرتها في الشمال السوري، نتيجة اطمئنانها إلى عدم إمكانية هجوم الفصائل عليها بسبب حالة الإرباك التي تعيشها حالياً.
وعلى الصعيد السياسي، سينعكس اقتتال الميليشيات في الشمال السوري بالسلب على جهود المعارضة الحالية لتشكيل وفد موحد للمشاركة في مفاوضات جنيف المقبلة، خاصة أن ما يحدث بين الفصائل سيمتد أثره السلبي بلا شك إلى قوى المعارضة السياسية، إضافة إلى أن الاقتتال الحالي بين الفصائل في محافظة إدلب يثير قضية من لديه القدرة على ملء الفراغ في المحافظة من جديد في مستقبل سوريا، ويكشف عجز فصائل المعارضة عن ضمان استقرار حكم لا مركزي في المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري، في ضوء تباين أجندات الفصائل.