الخشت.. رائد «فلسفة الدين» في العالم العربي رئيسًا لجامعة القاهرة
الثلاثاء، 01 أغسطس 2017 02:25 م
كعصا المايسترو وفراشات الحياة، استطاع أن ينتقل من الشك والحقائق واليقين والإيمان، في سلاسة بالغة، بعد أن أتم 53 عامًا أصبح لديه 41 كتابا، و 24 كتابا محققا من التراث الإسلامي، وله 27 من الأبحاث العلمية المحكمة المنشورة، وترجمت بعض أعماله إلى لغات أخرى "الألمانية والانجليزية والاندونيسية)، وصدر أول كتاب منشور له عام 1982 وكان عمره 19 عامًا، أنه الدكتور محمد عثمان الخشت، نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، الذي من المقرر أن يستلم رئاسة جامعة القاهرة رسميًا خلال الساعات القادمة خلفًا للرئيس السابق الدكتور جابر جاد نصار.
وصفه الفيلسوف المصري حسن حنفي في تقديمه لكتابه "العقل وما بعد الطبيعة" المنشور في دار التنوير-بيروت، أنه "روح الفارابي القويمة تعود من جديد في محمد عثمان الخشت، ينتمي إلى حضارة جامعة وليست مفرقة، كلية وليست تجزيئية، وكأنه سائر إلى مصالحة ثانية بين السلفية والعلمانية حقنا للدماء بين الأخوة الأعداء في عصرنا الراهن، وتقدم أعماله رؤية جديدة لتاريخ الفلسفة الغربية تتجاوز الصراع التقليدي منذ بداية العصور الحديثة بين العقلانية والحسية، المثالية والواقعية، الصورية والمادية، وتتولد عنها عدة رسائل أخرى للجمع بين ديكارت وبيكون، بين ليبنتز ولوك قبل كانط وهيوم، وبين هيجل وماركس فيما بعد.. انتقد لاهوتية ديكارت وكشف عن عقلانيته المزيفة، كما انتقد لاهوتية ليبنتز، وشمولية هيجل، وحسية وشكية هيوم".
كما وصفه عشرات الباحثين الأكاديميين في العالم العربي بأنه صاحب عقلانيته بلا ضفاف، لأنه صاحب مشروع فلسفي وديني وسياسي يضعه بين الفلاسفة الكبار، وله مؤلفات تدرس في العديد من الجامعات في علوم الدين المختلفة، كما يعده جمهرة الباحثين رائد فلسفة الدين في العالم العربي، حيث أنه يُعد رائد علم فلسفة الدين في العالم العربي، نظرًا للثقل الفكري والأكاديمي الذي يظهر في كتابات الخشت التي أسست لهذا التخصص منذ بداية تسعينيات القرن العشرين.
وهو أول من ألف وأول من حصل على الدكتوراه ثم الاستاذية في فلسفة الدين، وكتابه "مدخل إلى فلسفة الدين" يعد أول كتاب في الفكر العربي حيث صدر عام 1993 م، ولذا لا سيما أنه استطاع التمييز بين العناصر العقلانية وغير العقلانية في الأديان، مستندا إلى المنهج العقلاني النقدي، في كتابه "المعقول واللامعقول في الأديان" ، وكتابه "تطور الأديان"، وكتابه " نحو تأسيس عصر ديني جديد"، وكتابه "العقل وما بعد الطبيعة"، وموسوعته "معجم الأديان العالمية"، وتوجد مئات الآلاف الإشارات المرجعية لمؤلفاته في الدراسات والمواقع الغربية، كما توجد آلاف الاقتباسات من مؤلفات وتحقيقاته.
تم تصنيفه من كرسي اليونسكو للفلسفة ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين في "موسوعة الفلاسفة العرب المعاصرين" الصادرة عن كرسي اليونسكو للفلسفة 2017. وتم اختياره شخصية العام 2014 بالسفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية.
يعد الخشت صاحب نظرية جديدة في تطور الأديان، كما قدم مشروعًا جديدًا لتجديد الفكر الديني قائم على العقلانية النقدية، ويرى ضرورة تطوير علوم الدين، وليس إحياء علوم الدين القديمة، داعيًا إلى صياغة خطاب ديني جديد بدل تجديد الخطاب الديني القديم، وأعاد الخشت كتابة علوم الحديث في صيغة عصرية، كما أعاد تأويل موقف الشريعة من قضايا المرأة منذ ثمانينات القرن العشرين.
لما يرتكز على قلمه فقط فكان عقله أديبًا وفيلسوفًا وإداريًا محكمًا، فقد تولى العديد من المناصب منها نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، والمستشار الثقافي المصري لدى المملكة العربية السعودية، والمستشار الثقافي لجامعة القاهرة 11 عاما مع أربع رؤساء لجامعة القاهرة، ومدير مركز جامعة القاهرة للغات والترجمة، وعضو اللجنة الدائمة لاختيار الوظائف القيادية بجامعة القاهرة ، ومسئول التدريب والتثقيف للجامعات المصرية بوزارة التعليم العالي، ومستشار الدراسات العليا بجامعة القاهرة عضو المكتب الفني. ومساعد نائب رئيس جامعة القاهرة للتعليم والطلاب اكثر من عشر سنوات.
وحقق العديد من الانجازات والتطوير المؤسسي كمستشار ثقافي لمصر بالسفارة المصرية بالمملكة السعودية ورئيس لأكبر بعثة تعليمية مصرية بالخارج والتي تفوق 250 ألف طالب.
أما عن جامعة القاهرة، وصلت معدلات عمليات تطوير وتحسين وصيانة القدرات المادية والبنية الأساسية للمدن الجامعية إلى (883 عملية). وفي مجالات القوة الناعمة: تم توسيع خريطة الأنشطة الطلابية وتدشين برامج اكتشاف المواهب وصناعة النجوم: الأدبية، الرياضية، الفنية، العلمية، بالإضافة إلى إنشاء مشروع جامعة القاهرة للترجمة، ويعد هذا المشروع من أهم المشروعات الثقافية في مصر في السنوات الأخيرة، وفاز المشروع بالجائز العالمية للترجمة 2013، كما نجح مشروعه في إعادة إنتاج الصورة الذهنية لجامعة القاهرة، وأسس وأشرف على مشروع جامعة القاهرة للترجمة.
بلغ عدد شهادات تقدير ودروع من جامعات ومؤسسات دولية وإقليمية ومحلية نحو 16 وهم: شهادة تقدير من Suzhou University 2006، شهادة تقدير من Google Inc. 2009، شهادة تقدير من جامعة أسيوط 2003، شهادة تقدير ودرع الجامعة من رئيس جامعة القاهرة 2013 في عيد العلم نظرًا لإسهاماته الأكاديمية والإدارية في الجامعة، شهادة تقدير من جامعة القاهرة 2005، شهادة تقدير من جامعة القاهرة 2012، شهادات تقدير من جامعة المنصورة أعوام 2005، 2009، شهادة تقدير من السيد رئيس جامعة القاهرة 2009 ، درع من جامعة حلب - سوريا 2006، درع من جامعة السلطان قابوس- عمان 2012، درع من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية2008، درع من كلية الصيدلة جامعة القاهرة2008، درع من جامعة كلية الطب البيطري جامعة القاهرة 2007، درع من مركز إحياء الفنون التراثية 2007، درع كلية الطب 2017.
وهذا بخلاف دروع وميداليات متعددة من بعض كليات وقطاعات جامعات القاهرة وأسيوط والمنصورة -أعوام متعددة.
أكثر من 70 بحثا وأربعة كتب جاءت عن فكر الخشت وإسهاماته العلمية باللغة العربية والانجليزية، جاء أبرزها: الدكتور حسن حنفي: كأن روح الفارابي تعود من جديد، الدكتور شعبان عبد الله: عاشق التأويل بين الواقع والمأمول، الدكتور مونيس بخضرة-باحث جزائري-: الخشت فيلسوف الترحال والتأويل والجرأة، و" الخشت وفتوحاته الفقهية- قراءة لمنهجه في التحقيق والمراجعة"، الدكتور غيضان السيد علي: الخشت ووجه آخر للفيلسوف، الدكتورة يمنى طريف الخولي: "الخشت وتأسيس عصر ديني جديد"، و"درس في مواجهة التطرف، قراءة في كتاب الخشت (نحو تأسيس عصر ديني جديد)، ياسين سليماني -باحث جزائري-:"مقاربة الخشت في تجديد الخطاب الديني: الأسباب، الضوابط والخطوات"، جامعة وهران - الجزائر.
اقرأ أيضا..
جابر نصار يهنئ الخشت لتعيينه رئيسًا لجامعة القاهرة