«صوت الأمة» تفتح صندوق أسرار يوسف إدريس.. حكايات وصور نادرة يكشفها صديق مقرب
الثلاثاء، 01 أغسطس 2017 10:49 ص
الدقة والبراعة والصدق الذين يملكهم الكاتب الكبير يوسف إدريس، أهلوه ﻷن يكون أمير القصة القصيرة، ولد إدريس في البيروم التابعة لمحافظة الشرقية عام 1927 وكانت وفاته في اﻷول من أغسطس 1991، وما بين حياته ووفاته سطورا ﻻ تُنسى.
كان لنشأة يوسف إدريس أثر كبير في حياته اﻷدبية، والتي ركز فيها على حياة المهمشين في المجتمع، وقضايا المرأة، قبل سنوات أخبرني شقيقه الفنان التشكيلي أن والدهم كان يتمتع بحس قصصي عال، فقد كانوا يلتفوا إليه في المساء ليقص عليهم حكايات من نسج الخيال أحيانا، وتارة أخرى يوميات الوالد بطريقة شيقة ومثيرة، تنجذب إليها القلوب واﻵذان دون حراك. أما والدتهم فقد كانت قوية الشخصية بدرجه كبيرة.
ومن اﻷسرار التي تختص «صوت اﻷمة» بنشرها ﻷول مرة، قال الكاتب سليمان الحكيم وقد كان صديقا مقربا ليوسف إدريس «في عام 1978 قمنا بأداء العمرة معا، وعند الكعبه تعلق إدريس بأستارها وظل يبكي بعمق، كأنما لم يبك من قبل وتابع الحكيم وقفت متعجبا، هل هذا يوسف إدريس الذي قيل عنه ماركسي في بداية حياته، لقد بدا وكأنه نادم وضعيف، وقوي اﻹيمان، وقريب من الله.
وتابع الصديق المقرب من يوسف إدريس أن «دموعه انهمرت بغزارة وظل متعلقا بأستار الكعبة ﻻ يتكلم وكأنما يبث حديث أسره في نفسه إلي الله، يحاكيه بلا صوت، ولما فرغ نظر إلي وقال ﻻ تخبر أحدا بما رأيت مني، وظللت كاتم هذا السر طيلة هذه السنوات، ولكني رأيت أن ذكر هذه الواقعه تدحض كل من اتهموه باﻹلحاد».
ويستطرد الحكيم قائلا «كان يتمتع إدريس بعبقرية فذة، وكان شديد الذكاء بالرغم من كونه يبدو كشخص عادي ريفي، لم يتخل عن لهجته الريفية
وطالب الحكيم بتغيير الشارع الذي كان يقطن فيه يوسف إدريس بالجيزة والذي يحمل إسم فيني وهو فران يوناني إلي شارع يوسف إدريس،فهو أحق وأولي
وفي سياق متصل قال كان يوسف إدريس تدور حوله شائعه إرتباطه بالمطربة صاحبة الصوت الدافئ نجاة، وفي يوم تجمع اﻷصدقاء وكنت أنا بينهم، فسأله صديق هل هذه شائعه أم حقيقة فما كان من إدريس إلا أنه ضحك ضحكه عاليه ولم يرد علي السؤال، فقد كان عفويا وبسيطا ومتواضع إلي درجة كبيرة».
وعن حياته كثائر فقد انضم إدريس إلي الثوار في الجزائر عام 1961 وحارب معهم وأصيب، وقد حصل علي وسام من الرئيس الجزائري، ووسام أخر من الرئيس جمال عبد الناصر، وحصلت «صوت اﻷمة» على صور نادرة ليوسف إدريس خلال انضمامه للثوار في الجزائر.
في بلدته البيروم هناك مركزا ثقافيا يحمل اسمه فيه كل مقتنياته اﻹبداعية وصوره، كانت أولى كتاباته القصصيه أرخص ليال عام 1954 وقد قال عنه طه حسين حينما كتب قصته الثانيه (أجد فيه من المتعه والدقه والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة اﻷداء ما وجدت في قصته الأولي أرخص ليال والتي دلت علي عمق اﻷداء وفقه لدقائقها وتسجيل صارم مايحدث)
تم تحويل رواياته إلي أفلام ومنها الحرام، النداهه، العيب، وقد حضر إدريس تصوير فيلم الحرام والذي قامت ببطولته فاتن حمامه، وعند مشهد اﻹغتصاب الذي ضم فاتن حمامه وبن صاحب اﻷرض حينما كانت تحضر جدر البطاطا لزوجها المريض، صرخ إدريس وقام من مكانه أثناء تصوير المشهد، وتعجب الحاضرون، كونه مؤلف الرواية ولكنه كان رقيق الجانب، مفعم بالحساسية حتي لوكان المشهد تمثيلا.
5 روايات و20 مجموعة قصصية وعشر مسرحيات حصيلة أعمال اﻷديب الراحل الذي نقل القصة من المحلية إلي العالمية.
جدير بالذكر أن إدريس حاصل علي بكالوريوس الطب عام 1947 ،وحاول العمل بالطب النفسي،له ثلاثة من اﻷبناء اﻷديبة نسمه إدريس والمهندس سامح، والراحل بهاء والذي دفن إلي جوار والدة في بلدته بالبروم.
اقرأ أيضا..