تفاصيل اجتماع وزراء خارجية «الرباعي العربي» بالمنامة لتحديد مصير قطر
الأحد، 30 يوليو 2017 10:43 مرسالة المنامة.. محمد رشاد
وصل صباح أمس إلى العاصمة البحرينية المنامة وزراء خارجية مصر الوزير سامح شكرى والوزير السعودي عادل الجبير والوزير الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، وذلك لتحضير لعقد اللقاء الثاني في إطار التشاور المستمر حول أزمة قطر، وضرورة إيقاف دعمها وتمويلها للإرهاب، وتهيئتها الملاذ الآمن للمطلوبين قضائيا لدى دولهم، وللمتورطين في الإرهاب وتمويله، ونشرها لخطاب الكراهية والتحريض وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة وكان في استقبالهم بمطار البحرين الدولي وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد، الذي اصطحبهم إلى مقر إقامتهم.
وبعد ساعات من وصول وزراء خارجية الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب إلى المنامة، كان هناك لقاء مرتقب بقصر الصخير مع عاهل مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي أشاد بالعلاقات الأخوية الوثيقة والتعاون والتنسيق المشترك الوطيد بين الدول الأربع ومساعيها الدؤوبة وجهودها الكبيرة في مكافحة الإرهاب والتطرف، حرصًا منها على دعم الأمن والسلم في المنطقة ومعالجة كافة مشكلاتها وحمايتها من سياسات دعم وتمويل الجماعات المتطرفة وإيواء الإرهابيين التي تسببت في أزمات إنسانية خطيرة، حيث تم تهجير مئات الآلاف من أبناء شعوبها من بيوتهم ليواجهوا ظروفا صعبة ومحنا قاسية في مختلف أنحاء العالم، ويجب العمل على إعادتهم إلى ديارهم آمنين وتوفير الاستقرار لهم.
وأشار ملك مملكة البحرين، أن الدول الأربع قدمت الكثير من الشهداء في معركتها ضد الإرهاب وفي الدفاع عن أوطانها وشعوبها، ولا تزال وستظل في جهودها الرامية للحفاظ على مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أي ممارسات قد تضر بدوله أو تؤثر سلبًا على شعوبه أو تعرقل منجزاته ومكتسباته، والحفاظ على الأمن القومي العربي والتصدي بكل قوة وثبات لمن يحاول النيل منه، مثمناً ومقدراً الجهود الذي يبذلها وزراء الخارجية في هذا الإطار من أجل خير المنطقة وأمنها واستقرارها.
وأكد العاهل البحريني، أن بلاده تقف صفاً واحداً مع شقيقاتها في كل ما تتخذه من مواقف مشتركة وإجراءات لمواجهة التحديات والمخاطر مشددا على أن بقاء الدول العربية قوية ومتماسكة مرهون بتضامنها وتكاتفها وتآزرها في مواجهة كافة التحديات، فالعمل العربي المشترك هو القاعدة التي نستند عليها، والخيار الحتمي في هذه المرحلة الدقيقة التي نمر بها، التي تتطلب تفعيل التعاون فيما بيننا وتوحيد ورص صفوفنا لحماية مصالحنا العليا ودرء كافة مخططات تفريق وحدتنا وتشتيت شملنا وتقويض أمننا القومي.
وأكد العاهل البحريني على ضرورة التضامن بين جميع الدول لمواجهة الإرهاب والمطالبة بتجفيف منابع تمويله وضرورة مواصلة الجهود والتنسيق على المستويين الإقليمي والعالمي لدحره واجتثاثه متطرقا إلى الحديث مع الوزراء الأربع حول أبرز المستجدات الراهنة في المنطقة وتطورات الأحداث إقليمياً وعالمياً.
من جانبهم، عبر وزراء الخارجية عن عظيم شكرهم وبالغ إمتنانهم لعاهل مملكة البحرين وتوجيهات السديدة والحرص على استضافة مملكة البحرين لاجتماعهم وعلى ما لقوه من كرم ضيافة وحسن استقبال، متطلعين إلى أن يكون الاجتماع خطوة مهمة تسهم في تقوية الموقف وتعزيز الجهود التي تقوم بها الدول الأربع، مثمنين المواقف الثابتة لمملكة البحرين ووقوفها إلى جانب قضايا الحق والعدل والدفاع عن قضايا أمتها العربية وإسهاماتها المشهودة مع أشقائها في حماية الأمن والاستقرار في المنطقة.
فيما انتهي اليوم الأول بإقامة العاهل البحرينى مأدبة عشاء تكريماً لوزراء خارجية جمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وبعدها غادر الوزراء إلى مقر إقامتهم بالعاصمة البحرينية المنامة استعدادا للاجتماع التشاوري الذي انطلق صباح اليوم.
وفي الساعة 10 من صباح اليوم وصل الوزراء الأربع إلى فندق الفورسيزون بوسط العاصمة لبدء الاجتماع التشاوري، الذي استمر قرابة الثلاث ساعات بعدها اصدر الوزراء بيان مشترك جاء نصه أنه «اجتمع وزراء خارجية كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة في المنامة يوم 30 يوليو2017 في إطار التشاور المستمر حول أزمة قطر وضرورة إيقاف دعمها وتمويلها للإرهاب وتهيئتها الملاذ الأمن للمطلوبين قضائيا لدي دولهم وللمتورطين في الارهاب وتمويله ونشرها لخطاب الكراهية والتحريض وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة.
وأعرب الوزراء عن الامتنان لتفضل عاهل مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة باستقبالهم والاطلاع على رؤية جلالته لتحقيق المصالح العربية المشتركة واستمرار التضامن الوثيق بين الدول الأربع فيما يتصل بكافة التحديات التي تواجهها.
استعرض الوزراء أخر التطورات إزاء أزمة قطر والاتصالات التي تم إجراؤها على الصعيدين الإقليمي والدولي في هذا الصدد، مؤكدين استمرار التنسيق الوثيق فيما بينهم بما يعزز من التضامن بين الدول الأربع ودعم الأمن القومي العربي والقضاء على الاٍرهاب حفاظا على السلم والأمن الإقليمي والدولي.
وأكدت الدول الأربع على المبادئ الستة التي تم الإعلان عنها في اجتماع القاهرة والتي تمثل الإجماع الدولي حيال مكافحة الاٍرهاب والتطرف وتمويله ورفض التدخلات في شؤون الدول الأخرى التي تتنافي مع القوانين الدولية وأهمية تطبيق اتفاقي الرياض 2013 /2014 الذين لم تنفذهم قطر.
وأكدت الدول الأربع، على أهمية استجابة قطر للمطالب 13 التي تقدمت بها الدول الأربع، التي من شأنها تعزيز مواجهة الاٍرهاب والتطرف بما يحقق أمن المنطقة والعالم، وأبدت الدول الأربع استعدادها للحوار مع قطر شريطة أن تعلن عن رغبتها الصادقة والعملية في وقف دعمها وتمويلها للإرهاب والتطرف ونشر خطاب الكراهية والتحريض والالتزام بعدم التدخل في شئون الدول الأخرى، وتنفيذ المطالب الثلاثة عشر العادلة التي تضمن السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.
وشددت الدول الأربع، على أن جميع الإجراءات التي تم اتخاذها تجاه قطر تعد من أعمال السيادة وتتوافق مع القانون الدولي كما ثمّنت الدول الأربع الدور الذي يقوم به أمير دولة الكويت لحل أزمة قطر في إطارها العربي واستنكرت الدول الأربع قيام السلطات القطرية المتعمد بعرقلة أداء مناسك الحج للمواطنين القطريين الاشقاء وأشادت في هذا الصدد بالتسهيلات المتواصلة التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، واتفق الوزراء الأربع على استمرار التشاور والتنسيق فيما بينهم بما في ذلك اجتماعاتهم القادمة.
ثم عقد الوزراء الأربع مؤتمرا صحفيا موسعا في حضور كافة وسائل الإعلام الخليجية والعربية، حيث بدأ وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بالحديث، مؤكدا على تمسك الدول الأربع بالمبادئ الستة التي تم الإعلان عنها في اجتماع القاهرة.
وتحدث وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان حول الخطوات التي يمكن اتخاذها قائلا إن هناك مجموعة من الخطوات يمكن لدولنا اتخاذها ولكن هناك مبادئ أساسية في أي خطوة لا بد من اتخاذها لإنهاء هذه الأزمة في أسرع وقت أهمها أن كافة الخطوات تتوافق مع القانون الدولي، كذلك يجب أن تكون تلك الخطوات بإجماع الدول الأربع، وضرورة تجنب الانعكاسات السلبية على المواطن القطري في اتخاذ القرارات، مشددا أن المسئولية الأساسية في كل ما حدث هي مسئولية الدوله القطرية.
ولافت إلى أن قطر تستطيع أن تعمل في محيطها العربي بسهوله وييسر وعلى القيادة القطرية أن تختار النهج الذي تريد أن تسير من خلاله لقطر ولشعب قطر في المستقبل محملا قطر المسؤولية عن الأضرار التي يتعرض لها المواطن القطري من جراء الأزمة.
من جانب آخر، أكد وزير الخارجية سامح شكري أن شرط الحوار مع قطر هو تنفيذها بالكامل للمبادئ الـ 6 والمطالب الـ 13، مشيراً أنه ليس هناك أي تفاوض على المبادىء التي تم إقرارها من الدول الأربع في اجتماع القاهرة بداية الشهر الجاري، مضيفا «من الطبيعي أن تنفيذ هذه المطالب يقتضي وضع آليات لتنفيذها، وأن تكون آليات كاملة وتشارك في وضعها ومراقبة تنفيذها الدول الأربع، وربما دول أخرى فاعلة، حتى نضمن أن هناك تنفيذا كاملا وشفافا لكل ما يحقق مصالح دول المنطقة والعالم أجمع».
بدوره، قال وزير الخارجية السعودي إن تاريخ المملكة وأضح فيما يتعلق بتسهيل قدوم زائرين بيت الله الحرام سواء في العمرة أو الحج، مضيفا أن المملكة تبذل جهود كبيرة في ذلك الشأن وأن المملكة لا تقبل أن يكون هناك تسييس لموضوع الحج فهي مشاعر مقدسة وواجبات على كل مسلم والمملكة تشجع وتسهل قدوم كل مسلم من أي مكان في العالم لزيارة بيت الله الحرام، ونحن نرفض ما تقوم به قطر من محاولة تسييس هذا الأمر ونعتبر أن هذا لا يحترم الحج ولا يحترم الحجاج الأشقاء في قطر مرحب بهم مثل ما هو مرحب بكل مسلم لزيارة الأماكن المقدسة.
وأضاف أن كافة الإجراءات التي تم اتخاذها ضد قطر هي إجراءات سيادية وأنها إجراءات اتخذت بسبب السياسات التي تمارسها الحكومة القطرية فيما يتعلق بدعم الإرهاب وتمويله، لافتا أن قطر استمرت في سياساتها العدوانية وهي من فرضت علينا اتخاذ مثل هذه الإجراءات لحماية الأمن القومي العربي.
وحول التقارب القطري الإيراني، قال الجبير إن أي دولة تتعامل مع إيران النتيجة تكون سلبية فإيران لا يأتي منها إلا الخراب والفساد والدمار، إن كانت قطر تعتقد أنها لديها مصلحة بالتقارب مع طهران فهي لا تقيم الأمور بشكل المطلوب، ولكن لا أعتقد أن الشعب القطري سيقبل أن يكون لإيران دور في الدوحة
وتسائل الجبير لماذا قطر تتحدث عن كل شئ وعكسه؟ ولا تتحدث عن أهمية كفهم عن دعم الإرهاب وتمويله والتحريض والتدخل في شئون الدول الأخرى، مؤكدا كل ما تروج له قطر غير صحيح وأنها تختلق توصيفات عارية من الصحة.
وفي نفس السياق قال الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية البحرين، إن الدول المقاطعة لقطر تتمسك بالمبادئ الست المعلن عنها في الاجتماع الرباعي السابق في القاهرة، مضيفاً أن موقف الدول الأربع «موحد وثابت ويأتي انطلاقاً من حرصها على الأمن القومي العربي»، مضيفا «أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تريد من قطر الالتزام بما هو مطلوب منها»، منوها إلى أن التفاؤل سابق لأوانه في ظل عدم التزام الدوحة وقبل أن نسمع الموقف الواضح من دولة قطر في الأزمة التي سببتها.
وحول ما يشاع من أخبار عن تعاون التعاون عسكري مصري بحريني، قال إن بين البحرين ومصر تعاون عسكري مستمر منذ عقود ودائما هناك تمرينات عسكرية مشتركة، وأن ما ورد من أخبار حول تعاون في جزر حوار أخبار وردت في وسائل الإعلام، مضيفا أن الحديث عن تعليق عضوية قطر من دول مجلس التعاون هو شأن إجرائي يبحثه مجلس التعاون بنفسه.
وأكد وزير خارجية البحرين، أنه لا إسقاط للمطالب ولاستبدال للمواقف والحديث عن حوار بيننا وبين قطر للتأكيد للعالم أجمع اننا مستعدون للحوار شريطة أن يكون على أسس قوية وثابتة وغير قابله للتراجع وهي التزام قطر بالنقاط الثلاث عشر ولا تنازل عن ذلك.