أوقاف الإسكندرية : الثلاثاء المقبل أمسيات دينية عن فضائل الأشهر الحرم
الأحد، 30 يوليو 2017 05:25 مالإسكندرية - محمد صابر
قال الشيخ محمد العجمى ، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية: إن المديرية تنظم أمسيات دينية تحت عنوان «فضائل الأشهر الحرم»، عقب صلاة المغرب بكبرى مساجد المحافظة، اليوم الأحد.
وبين العجمى أن الله تعالى قد اختار أزمنةً وأمكنة اختصَّها بفضلٍ، أو تعظيم، أو تكريم، ومن ذلكم الأشهر الحرم؛ ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾، وهي الأشهر التي بيَّنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما، عن أبي بكرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب في حجَّة الوداع، فقال في خطبته: ((إنَّ الزمانَ قد استدارَ كهَيئتِه يوم خلَق الله السمواتِ والأرضَ؛ السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرُم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرَّم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان)).
وأوضح العجمي: أنه من أظهر الدلائل على استشعار حُرمة هذه الأشهر الحرم، الحذرَ من ظلم النفس فيها باجتِراح السيِّئات، ومقارَفَة الآثام، والتلوّث بالخطايا؛ امتثالاً لأمر الله - تعالى -: ﴿ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾، والمبادرة إلى التوبة، فالذنب في كلِّ زمان سوءٌ وشؤم وظلم للنفس؛ لكنَّه في الشهر الحرام أشدُّ سوءًا، وأعظم شؤمًا، وأفدح ظلمًا؛ لأنّه يجمع بين الذنب وبين امتهان حُرمة ما حرَّم الله وعظَّمه؛ قال الله: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ ﴾، وهذا في من ابتدأ القتال، أما من اعتُدي عليه، فإنه يدافع عن نفسه؛ قال الله: ﴿ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴾ .
وتابع وكيل أوقاف الأسكندرية إن الأشهر الحرم أعظمُ أيام السنة؛ أيام عشر ذي الحجة التي أقسم الله بها في قوله: ﴿ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 2]، قال ابن عباس: عشر ذي الحجة، وهي التي قال فيها المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من أيامٍ العملُ الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر))؛ أخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني.
ومن أعظم القُرب فيها الحج، وفيها الذِّكر المطلق والمقيد، والأضاحي، وعمومًا فالطاعة فيها أفضل من غيرها، ونذكِّر بقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((إِذَا دَخَلَتِ العَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا))؛ رواه مسلم، وله: ((فلا يأخذنَّ شعرًا، ولا يقلمنَّ ظفرًا)).
وقد قال العلماء في الحكمة من ذلك: «أن يبقى كاملَ الأجزاء؛ ليعتق من النار، وقيل: تشبُّهًا بالمُحرِم»، والله أعلم، ومن لم ينوِ الأضحية إلا في أثناء العشْر، أمسك عن الحلق إن لم يكن أمسك من قبل.
واقرأ ايضا :