عذرا سيدي الرئيس محدش حاسس بيكم!!
الأحد، 30 يوليو 2017 03:52 م
استوقفني خلال جلسات مؤتمر الشباب الرابع والذي عقد بمدينة الإسكندرية الأسبوع الماضي، جلسة أدارتها الإعلامية خلود زهران بجرأه وحنكة افتقدناها في إعلاميين كبار الآن، موجه سؤال للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلة: «وردت إلي أحدى أسئلة الشباب يتسائل ياريس حضرتك قلت أصبروا عليا سنتين وهتشوفوا ومشفناش حاجة»، ولم تهاب المشهد ولا كاميرات التليفزيون ولا الحاضرين أنفسهم وهو ما قوبل بفاصل من الضحك من جانب الرئيس والحاضرين ولكنه الضحك المؤلم وهنا توقفت عند هذا المشهد ودلالته وهي جرأة مرسل الرسالة الذي لم يخشى ذكر اسمه وجرأة السائلة واستقبال الرئيس السيسي للسؤال وهي دلاله أننا أصبحنا في زمن وعصر لم نعيشة من قبل، عصر يسئل فيه الشباب بحرية وأدب ويجيب عليه الرئيس بذات الحرية والشفافية، فهل أحدا من الحالمين بالديمقراطية كان يتصور أن يوجه إعلامي للرئيس سؤالا واضحا كذلك، هل كان يحلم أحدا أن يقول للرئيس إحنا مش حاسين بإنجازاتك وجها لوجه ولا يخشى ذكر اسمه، لقد مر علينا زمنا طويلا كان شعارنا "امشي جنب الحيط تسلم " "والحيطان لها ودان " لقد أزال الرئيس تلك القيود وهى الرسالة الأهم للمسئولين أنه لم ولن يصبح هناك حاجزا بين الرئيس وشعبه وسيصل صوت الشعب له بكافة الوسائل ولعل أبرزها فإجابة الرئيس وفريق عمله الكافة والعالم بعرض فيلم تسجيلي عن شاب مصري بـ "طرف صناعي" يدعى "ياسين الزغبي" يلف محافظات مصر بـ"العجلة" الخاصة به، ليكتب رسائل الشباب ويوصلها للرئيس السيسي ولم يكتفي بتساؤلات الشباب التي تلقاها من خلال مواقع وصفحات المؤتمر الوطني للشباب على الإنترنت وهي رسالة هامة أن الرئيس يسعى للوصول لكل أسرة وكل بيت ويسمع كل مواطن وهو ما قوبل بالدهشة والتصفيق الحار من الحاضرين للشاب الذي تحدى إعاقته وتحمل المسئولية والأمانة ولكني صفقت للفكرة وللرئيس الذي أرسل رسالة لمعاونية أنه لم يكتفي بالأجهزة الرقابية رقيبا ولك يكتفي بمواقع التواصل الاجتماعي ومواقع المؤتمر لتلقي أسئلة الشباب وأنما قرر أن يرسل مندوبا شخصيا لكل بيت وأسرة ليسمعه وحقا مازال في جعبة الرئيس الكثير .
ولكن وعودة لسؤال الشاب لؤي محمد علي من محافظة الشرقية الذي داعبة الرئيس قائلا "ماشي يا لؤي"والسؤال الأهم هل الشاب لؤي على حق في سؤاله أم هو يفتري على الحكومة والدولة وهل ما يشعر به لؤي حالة فردية أم جاء متحدسا بلسان حال الشباب بل المواطنين جميعا، ولم تخفي تصفيق القاعة وضحكات الرئيس آلامه الداخلية وكأن يضحك على الحكومة وكأن لسان حاله يقول لهم "سامعين الناس مش حاسه بيكم ولا بإنجازتكم ...أعمل أيه أنزل أنا أسوق بنفسي للبرنامج الإصلاح الإقتصادي ولقرارات الحكومة !!!.
ولكن عذرا سيدي الرئيس هذا السؤال له مدلول أخر وهو أن هناك فجوة كبيرة بين الحكومة والمواطن فهل هذه الفجوة ترجع إلى فشل وعجز الدولة عن توفير آليات تسويقية لقرارتها الإصلاحية أم أن الإعلام المصري مازال غائبا عن المشهد ودعم الدولة والتسويق للخطوات الإصلاحية أم الأخطر هو فقدان الثقة بين الشعب والشباب في إعلامه وحكومته وعزوفه عن هذا الإعلام واكتفي بما يلمسه بيده من خطوات إصلاحية تكاد تكون منعدمة بالنسبة له فهو لا يري إلا غلاء في الأسعار ورفع أسعار المواد البترولية وارتفاع أسعار الكهرباء والغاز والمياه وفرض ضرائب جديدة وهو ما يلمسه بيده.
عذرا سيدي الرئيس لقد أصبح الأمر منكشفا أمام الجميع بما لايدع مجالا للشك بأن هناك فجوة كبيرة جدا بين الدولة وإعلامها الرسمي والخاص من جانب وبين المواطن والشباب من جانب آخر فهل يكفي اللقاءات الشهرية معهم لسد هذه الفجوة هذا ما ستثبته وتكشف عنه الأيام القادمة وهو التحدي الأصعب لسيادتكم وكلمة السر "عودة بناء الثقة .