الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية فى حواره لـ«صوت الأمة»: لجان الفتوى بالمترو جاءت بعد استطلاع رأى الركاب وسنعممها بجميع المحطات حال نجاحها
الثلاثاء، 01 أغسطس 2017 11:10 صحوار - منال القاضى
أثارت «أكشاك الفتوى»، التى أنشأتها مشيخة الأزهر مؤخرا، بمترو الأنفاق جدلا كبيرا بين المواطنين، وأصبحت حديث الشارع المصرى لأيام، فالبعض أكد على أهميتها للتنوير والبعض الآخر اعترض على وجودها من الأساس مبررا ذلك، بأنها ليست السبيل الذى سيواجه به الفكر المتطرف .. والتقينا الدكتور محى الدين عفيفى وهذا نص الحوار :
فى البداية كيف جاءت فكرة إنشاء لجان للفتوى بالمترو ومن صاحبها؟
- بدأنا برسائل تبث بالمترو فى رمضان للتوعية بأمور الدين، ثم أجرينا استطلاعا لآراء من يستقلونه، وأبدوا موافقتهم على الفكرة، ثم بدأنا بإنشاء مكتب واحد بناءً على رغبة المواطنين، ونحن لا نفرض آراءنا على المواطن بل نسعى لتقديم الخدمة الدينية له، والتصدى لعمليات الإغتيال المادى والمعنوى للموطنين من قبل المتشددين ممن ينتمون للجماعات الإرهابية، وهى فكرة نابعة من مجمع البحوث بالتشاور مع شيخ الأزهر.
وما الهدف من إنشاء تلك اللجان؟
- الهدف الرئيسى منها، يتمثل فى تقديم خدمة دينية للمواطنين، وقطع الطريق على من يوزعون المنشورات، التى تحوى مفاهيم مغلوطة عن الجهاد والدولة الدينية داخل المترو، وأيضا لمواجهة الفكر الذى يحض على الكراهية، ومنع الإغتيال المادى والمعنوى للمواطنين.
ولماذا تم اختيار الوقت الحالى للتنفيذ؟
- عشنا فترة من الهجوم على الكنائس، والمساجد، وسببه الفتاوى الشاذة والمفاهيم المغلوطة للأسف باسم الدين الإسلامى، وليس الدين المسيحى، ونحن نسعى لتصحيح تلك المفاهيم من خلال المواجهة الفكرية.
لماذا تم اختيار المترو مقرا للجان الفتوى دون غيره من وسائل الموصلات الأخرى؟
- محطات المترو مجهزة ومعدة لمكان اللجان، ويستخدمها أكثر من 2 مليون مواطن يوميا، ووقعنا بروتوكول تعاون مع وزارة النقل بشأن وجود اللجان بالمترو.
ما الجهة الممولة للمشروع؟
- الأزهر، ولم نطلب مساعدات من أى جهة.
هل تستمر لجان الفتوى أم ستستمر لفترة زمنية محددة؟
- نحن فى مرحلة التجريب، وعند ثبات نجاح التجربة، سيتم التعميم فى باقى محطات المترو، بمعنى نبدأ أولا بالمحطات الرئيسية، لكننا متواصلين فى مواجهة الفتاوى الشاذة.
هل أنتم واثقون من قدرة اللجان على مواجهة الفتوى الشاذة؟
- بالتأكيد، فهناك من ينضم للفكر المتطرف، ويحاول إقناع الناس بأفكاره المتطرفة، لزيادة أعداد المتطرفين والوصول إلى شحن بين الشعب والحكومة عن طريق إنتاج أفراد متطرفين، يتحدثون باسم الدين الإسلامى، والأزهر يصحح هذه الصورة، وسيستمع لكل فرد على حدة داخل اللجان بكل سرية .
ما ردك على ما يقولون لجان الفتاوى تحول الدولة من مدنية إلى دينية؟
- نحن لا نلغى مدنية الدولة على الإطلاق، والأزهر أقر بمدنية الدولة بما يتفق مع الشرعية.
كيف تمت عملية اختيار من يقومون بالفتوى داخل اللجان؟
- وعاظ الفتوى من خريجى كليات الشرعية بجامعة الأزهر، كما أن أغلبهم حاصل على ماجستير ودكتوراه، ومن أوائل الخريجين، وتم تدريبهم تدريبا جيدا على الفتوى.
أهم الشروط التى يجب توافرها فى المفتى بشكل عام ؟
- المفتى بشكل عام، لابد أن يكون على قدر كبير من الثقافة الدينية، وعالم الفتاوى لابد أن تتغير بتغير الحال والمكان والزمان، وبظروف الشخص نفسه، ولابد أن يكون على معرفة بمقاصد الشريعة، وأن الدين الإسلامى لم يأت ليفرض على الإنسان تعذيبه أو جلده.
هل فكرتم فى إلغاء لجان المترو بعد الانتقادات التى وجهت إليها من البعض؟
- كلا فنحن مستمرون، ولن نتقاعس عن دورنا وواجبنا الدينى تجاه المواطنين، ونقدم الخدمة بكل تفانٍ، ونحن نؤمن بدورنا، ولا يمكن أن أدفع بواعظ، وهو يعيش بعيدا عن نطاق الوطن أو الواقع الحقيقى، ولابد أن يعلم أن الفتاوى تتغير بتغير المكان والزمان، ولابد أن تتطابق مع الواقع الذى يعيشه المسلم، ومن أجل ذلك تم انعقاد دورات تدريبية للواعظ على يد العلماء من الأزهر، ولم يتقدم للفتاوى إلا الخريجون المتميزون من الكليات الشريعية من جامعة الأزهر، والحاصلون على ماجستير ودكتوراه.
وبما ترد على هؤلاء؟
- من يريد انتقاد لجان الفتوى وجعلها طريقا لتفتيت الدولة لن يفلح فى مخططه، ونحن علماء الأزهر لم نأت لتنفيذ أجندة معينة، بل نحن نقدم كل ما يسعد الأمة من علوم الدين الوسطى، عن طريق القوافل الدعوية، ولجان الفتاوى المنتشرة فى جميع مناطق الوعظ بالمحافظات.
بعد إنشاء لجان للأزهر.. مسيحيون طالبوا بإنشاء لجان لهم مماثلة ببعض المحطات.. ما رأيك؟
- ما نقوم به لا يتعارض مع الدور التى تقوم به الكنيسة فى معالجة أى خلل لديها، ونحن ندعم دور الكنسية فى حالة تعديل لائحة العمل بداخل الكنسية من أجل تصحيح المفاهيم لدى الإخوة المسيحيين، ونحن نحمى الكنائس من الإرهابيين وأصحاب الفكر الإرهابى، الذى من أجله نعيش يوميا أحداث عنف ضد دور العبادة بشكل عام سواء المسجد أو الكنيسة، لكن علينا أن نسأل أنفسنا سؤالا مهما، وهو هل أحداث العنف، التى حدثت جراء فتاوى المتشددين باسم الدين الإسلامى أم باسم الدين المسيحى؟ والإجابة عن ذلك أنه للأسف الإرهاب نبع بفكر متطرف باسم الدين الإسلامى، وليس المسيحى، ولذلك فإن أحد أسباب إنشاء اللجان هو الاعتداءات الأخيرة على الكنائس.
ما رأيك فيمن يطالب بإنشاء لجنة فتوى للدين المسيحى بمحطة مار جرس نظرا لزيادة أعداد المسيحيين بتلك المنطقة؟
- حينما أنشأنا لجان الفتوى بمحطة الشهداء، لم يكن بسبب كثافة المسلمين لكن بسبب كثافة المترددين بالمنطقة، لكنه لا مانع من ذلك، وعلينا ألا نربط اسم المحطة بالدين، فنحن كلنا مصريون مسلم ومسيحى له حقوق وواجبات، وأن الأزهر والكنسية دائما يسيران فى اتجاه واحد والقساوسة، والرهبان، وعلماء الأزهر من أئمة ووعاظ يجتمعون مع رجال الدين المسيحى، ويتشاورون مع بعضهم فى أمور لحفظ أمن وسلامة الوطن.
هل تتفق مع سرية ما يصدر من اللجان من فتاوى أم من المفترض أن تكون مشهرة؟
- نعم، من حق السائل أن يحتفظ بخصوصيته، ومن واجب الواعظ أن يحفظ أسرار المواطنين، فإذا سأل مواطن عن ميراث أو ارتكب ذنبا وحضر للتكفير عنه والرجوع عن الخطأ لابد أن نعلمه بصحيح الدين، فنحن نوجه بالحسنى لا نجهر بذنبه، ولابد أن نسعى لإزالة الفجوة بين الناس وعلماء الدين، لأن الأذى له قيمته عند بعض الناس، ولابد أن نواجه الفكر بالفكر.
هل الأزهر يصرف مكافأة للوعاظ الذين يقومون بالرد على الفتاوى فى لجنة الفتوى بالمترو؟
- نعم، هناك لائحة داخلية يقوم الأزهر بتنظيمها لمنح الواعظ أجرا على مجهوده، وبالرغم من ذلك لم يبلغ حتى الآن أو يحدث أى وعد لهم، إلا أنهم لديهم روح التقدير لمسئولية الحفاظ على أمن وسلامة الوطن دون انتظار أى عائد مادى، ودور شباب الواعظ لا يقل أهمية عن دور رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل، الذين يعملون على أمن وسلامة الوطن، ويدافعون بأروحهم الذكية فداء لبلدهم.