السياحة الخليجية

السبت، 29 يوليو 2017 04:49 م
السياحة الخليجية
شيرين سيف الدين تكتب:

منذ عدة سنوات وفي حياة الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس دولة الإمارات رحمه الله وأثناء إحدى زياراتي السياحية لمدينة مرسى مطروح كان يجلس عدد من السائحين الإماراتيين على الطاولة المجاورة في مطعم الفندق ، ودار بينهم وبين مقدم الخدمة حديثا أعربوا  فيه عن سعادتهم واستمتاعهم بالمكان والجو والبحر والمزارات وعن عشقهم لمصر،  ولا أستطيع نسيان ما قالته إحداى الجالسات ( بابا زايد طلب منا إنفاق أموالنا في مصر، وأن تكون وجهاتنا السياحية مدن مصر المختلفة ) واليوم وأنا أرى حال السياحة المصرية أتساءل أين نحن من جذب سياح الدول الخليجية الصديقة ، و لما الإصرارعلى سياح بعض الدول المتعنتة مع مصر ؟ إن المسافر للدول المختلفة شرقا وغربا يعلم جيدا قيمة السائح الخليجي فهو يعتبر سائح درجة أولى من حيث الإنفاق إذ أن معظم سياح الخليج يفضلون فنادق الخمس نجوم ويعشقون التنزه الفاخر وهم من أكثر الشعوب حبا للتسوق ، فلماذا نغفل قيمتهم أو نتغافل عنها ولما لا نفتح أبوابا جديدة وهي فعليا قديمة ، فأغلبهم يحبون زيارة مصر لأن منهم من تعلم في مدارسها وجامعاتها ومنهم من له ذكريات بها حين كانت مصر الوجهة الأولى والمثالية لأبناء الخليج ، كما أن انخفاض قيمة الجنيه يعطي لمصر ميزة تنافسية كبيرة من حيث الأسعار وتكلفة المعيشة المنخفضة بالمقارنة مع  دول أخرى فما الذي ينقصنا كي نجذبهم مرة أخرى سوى البدأ في وضع الخطط وتفعيلها بشكل فوري ، ولماذا لا نستغل توتر العلاقات بين بعض دول الخليج وتركيا ونجعل مصر مقصدا بديلا فبحسب بيانات القنصلية التركية بدولة الإمارات إستقبلت تركيا حوالي 822 ألف سائح خليجي خلال عام 2016 وبلغ عدد الزوار من دولة الإمارات فقط الى تركيا العام الماضي نحو 300 ألف سائح ، إن الحملات الترويجية المغرية في مواسم الأجازات في الخليج والإعلان عن الأماكن والوجهات السياحية الجديدة بالتأكيد يحقق نتائج جيدة ، كما أن وسائل الترويج أصبحت غاية في السهولة سواء بالإعلان على وسائل الإعلام التقليدية ، أوعلى مواقع التواصل الاجتماعي ، أو بدعوة بعض نجوم وفناني الخليج لزيارة مصر وإبراز صور وتفاصيل الزيارة في الوسائل المتنوعة مما يشجع معجبيهم على زيارة مصر أيضا ، ومن الممكن أن نقتبس اسلوب حملات دول شرق اسيا السياحية في الترويج حيث يتواجد مندوبيهم في مراكز التسوق والمتنزهات في الخليج يوزعون كتيبات تعريفية مع صور لأهم المزارات وإبراز ما يليق بذوق المواطن الخليجي مرفقة بعروض وأسعار مختلفة تجعل من لا يعلم يعلم.. فلما لا نهتم مثلما يهتمون ؟  ولما لا نرى حملات مصرية منظمة لتحقيق هذا الهدف ؟ فالسائح الخليجي في هذه المرحلة قد يكون أهم وأسهل من السائح الغربي .. هناك دولا تعلم قيمة السائح الخليجي جيدا فتجذبه بشتى الطرق مع أنها قد لا تمتلك من المقومات والمقاصد السياحية شيئ يذكر مقابل ما تمتلكه مصر ، ولكنها تصنع من الفسيخ شربات كما يقول المثل الشعبي ، وتهتم بتنمية فكرالعاملين في مجال السياحة بمختلف مستوياتهم وتدريبهم وأيضا توعية المواطنين بأهمية حسن معاملة السائح وتعريفهم بأنواع السياح وكيفية التعامل مع سائحي كل دولة بما يناسبهم ويرضيهم  لكي يعودوا مرات ومرات فالسياحة مصدر رزق كبير للجميع .. نأمل كل الأمل أن يضع المسؤولون عن السياحة السائح الخليجي ضمن قائمة الاهتمام فنحن في أشد الحاجة لحلول سريعة ، وللاستفادة بما حبى الله به مصر من تميز سياحي وتنوع كبير يرضي أذواق شعوب العالم أجمع .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة