تثبيت الدولة.. كيف قضى الأمن على معاقل الإرهاب بجبال أسيوط؟

السبت، 29 يوليو 2017 01:20 م
تثبيت الدولة.. كيف قضى الأمن على معاقل الإرهاب بجبال أسيوط؟
جبال أسيوط
أسيوط - هيثم البدرى

تعتبر جبال محافظة أسيوط، واحدة من الجبال ذات الطبيعة الوعرة، حيث تقع المحافظة بأكملها بين جبلين هما الجبل الشرقي، والجبل الغربي وهو ما تم استغلاله سياسياً وجنائياً، فأصبح الجبل مأوى الجماعات الإسلامية أواخر الثمانينات، وقت المواجهة مع الدولة، كما أنه يستغل من قبل الهاربين من أحكام بالحبس، في قضايا قتل وسرقة وسلاح وقطع طرق. 

وتمكنت مديرية أمن أسيوط بالتنسيق مع وزارة الداخلية، وتحت إشراف الأمن الوطني، من اكتشاف أكثر من خلية إرهابية وتصفية 25 إرهابي، وآخرين كانوا يستقرون بجبال أسيوط، كان أهمها جماعات إرهابية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» التي اتخذت من جبال مركز البداري، مكاناً لها بالتنسيق مع أخطر الهاربين من قضايا جنائية.

تنظيم داعش في الجبل الشرقي بمركز البدارى

تورط تنظيم داعش، في اختطاف دكتور صيدلي من قرية تاسا بمركز ساحل سليم يدعى أمير موريس تحت تهديد السلاح،  داخل المدينة وباستخدام إحدى سيارات الدفع الرباعي، وبعدها استقبلت أسرة الطبيب اتصالاً هاتفيا من الخاطفين، طلبوا فيه فدية قدرها ٥ ملايين جنيه.

بعد هذه الواقعة مباشرة، تم تشكيل فريق بحث ضم كافة قطاعات الأجهزة الأمنية، وممثل فيها قيادات أمنية، على أعلى مستوى ضم الفريق، ضباط الأمن الوطني، وضباط مباحث مديرية أمن أسيوط والأمن العام. 

من خلال السير في خطة البحث، وردت معلومات للفريق، بوجود مزرعة بالجبل الشرقي، بقرية الجمسة دائرة مركز ساحل سليم، وأنه من المحتمل وجود الطبيب المخطوف، هناك فتم إعداد القوات ومهاجمة المزرعة، ولم تعثر القوات على أي شخص، ولكن المفاجأة كانت العثور على مخزن كبير للمتفجرات، في غرفة مجاورة بذات المزرعة، وحينها تأكد لفريق البحث، أن القضية ليست قضية خطف فحسب، وتم إبلاغ قوات الحماية المدنية والمفرقعات، وبفحص المخزن عثر على كميات كبيرة من نترات الصوديوم والكبريت ودوائر كهربائية وأدوات تركيب المواد المتفجرة وبقايا أوراق تدل على احتمالية وجود خرائط كانت تستخدم في عمل رسومات للمواقع التى يستهدفونها وأسلحة نارية، وتم التحفظ على المخزن ونقل محتوياته وتحريز ما يمكن تحريزه وإرساله إلى النيابة العامة ،وبعد تضييق الخناق على الخاطفين قاموا بإطلاق سراح الصيدلي.

بدأت بعدها مديرية أمن أسيوط بالتنسيق مع وزارة الداخلية وقوات العمليات الخاصة والمنطقة الجنوبية العسكرية تهديد أماكن اختباء العناصر الإرهابية والجنائية.

واستغلت هذه العناصر الطبيعية الجبلية الوعرة للجبل الشرقى واتخذت منه مقرا حيث يمكنها رؤية اى سيارات شرطة أو أى حملات أمنية وبعد تحديد أماكن الجماعات الإرهابية نفذت قوات العمليات الخاصة هجوما على الأماكن المتوقع وجود العناصر فيها وقام الطيران بقصف المواقع المستهدفة وبعدها بدأت قوات الأمن بالدخول لهذه المناطق وتمشيط المنطقة وبالبحث بالأماكن المستهدفة تبين وجود آثار لوجود أشخاص ومعيشة وبعض العشش والأسلحة التي كانوا يحملونها كما عثر خلال البحث عن شخصين مقتولين جراء إطلاق النار وكشفت معلومات الأمن الوطني أنه تم العثور على أعلام ورايات سوداء وأسلحة وذخيرة ومخططات لتنفيذ أعمال إرهابية.

تصفية خلية إرهابية بالجبل الشرقي بمركز أبنوب

كانت آخر الخلايا الإرهابية التى تم ضبطها وتصفيتها، خلية مكونة من 7 أشخاص، كانوا قد اتخذوا من صحراء عرب العوامر، على الطريق الصحراوى الشرقى بالجبل الشرقى بمركز أبنوب مأوى لهم للتخطيط لتنفيذ أهدافهم.

وكانت معلومات قد وردت إلى جهاز الأمن الوطني بمحافظة أسيوط بوجود عناصر إرهابية تابعة لبعض التنظيمات الإرهابية مختبئة فى جبل أبنوب بمنطقة عرب العوامر على الطريق الصحراوي الشرقي، وبتدقيق المعلومات والتحري ورصد المنطقة بأحدث الأجهزة والمصادر السرية، ومتابعة التحركات، تبين صحة المعلومات بوجود عدد من الأشخاص غير معلوم عددهم.

على الفور قامت الأجهزة الأمنية بالتنسيق فيما بينها، وتجهيز حملة مكبرة ضمت قيادات مديرية أمن أسيوط، وجهاز الأمن الوطني، وعدد من المدرعات، وسيارات الشرطة، وسيارات الدفع الرباعي نظرا للطبيعة الوعرة للمنطقة المختبئين فيها، وسيارات الإسعاف، وقامت قوات الأمن بتحديد أماكنهم ومهاجمة المنطقة، وحال دخول القوات إلى المناطق المحددة فوجئت القوات بإطلاق نار كثيف، وبدأت بينهما اشتباكات لأكثر من ساعة ونصف انتهت بإسكات مصدر النيران.

 بدأت بعد ذلك القوات فى تمشيط المكان والبحث عن فارين من الاشتباكات، وبعد الاطمئنان على القضاء على الخلية اصطحبت القوات رجال الإسعاف وسيارات الشرطة إلى مكان تواجدهم، فعثروا على 7 جثث هم جملة الخلية الإرهابية وعثروا بحوزتهم على أسلحة متعددة استخدموها فى مبادلة القوات إطلاق النيران، كما عثر على سيارات مسروقة، وموتوسيكلات كانوا يستخدمونها للتنقل من وإلى مكان اختبائهم.

قالت مصادر أمنية ـفضلت عدم ذكر اسمهاـ إن المتهمين السبعة من محافظات مختلفة خارج محافظة أسيوط، إن هذه الخلية كانت تخطط لاستهداف أماكن ومنشآت بالمحافظة فضلا عن أن الأماكن المتمركزين فيها بالقرب من الطريق الصحراوي الشرقي، وبالقرب من بعض الأكمنة على الطريق، ومن بين الأسماء التي لقيت مصرعها من الخلية كل من "إسلام.س 32 سنة، "مصطفى. أ " 31 سنة ، و" حسن.ع" 33 سنة، و4 آخرين جار تحديد هويتهم، وتم تحويل جثث الإرهابيين السبعة إلى مستشفيات أسيوط الجامعية وقيام مجموعات من مدرعات الشرطة بتمشيط الجبل بحثا عن هاربين أو قتلى جراء الاشتباكات التى وقعت.

خلايا الجبل الغربي بصحراء أسيوط

أما الجبل الغربي فهو أكثر وعورة من الشرقي وطرق الوصول إليه أكثر صعوبة، وعادة ما تستخدم الجماعات الإرهابية سيارات الدفع الرباعي للتنقل والموتوسيكلات لجلب الأكل والشرب ووسائل المعيشة، وتمكنت مديرية أمن أسيوط من تصفية خلية إرهابية مكونة من ٣ أشخاص، ينتمون للجماعات الإرهابية من محافظتين مختلفين، كانوا يختبئون فى الجبل الغربي، فى منطقة بين مركزي القوصية، ومنفلوط وكانت معلومات قد وردت لقطاع الأمن الوطني والأمن العام، مفادها وجود عناصر إرهابية مختبئة بالجبل الغربي، تم إعداد مأمورية بالتنسيق مع كافة القطاعات، وتم الدفع بقوات الأمن ومجموعات قاتليه برئاسة قيادات مديرية أمن أسيوط، وحال وصول القوات لمكان الخلية الإرهابية أطلق الإرهابيون النار على القوات التي بادلتهم إطلاق النيران وتمكنت من قتل الثلاثة وعثر بحوزتهم على أسلحة متعددة وطلقات نارية وجار تمشيط المنطقة ونقل الجثث إلى إحدى مشارح مستشفيات أسيوط.

كما تمكنت المديرية أيضا من تصفية 7  اتخذوا من الجبل الغربي بنطاق مركز منفلوط وكرا لها بعد مشاركتها فى أعمال إرهابية واستعدادها لتنفيذ أعمال إرهابية أخرى.

ودلت التحريات أن هؤلاء الأشخاص قد يكونوا هاربين من العمليات الإرهابية الأخيرة التى استهدفت الإخوة المسيحيين فى محافظات الإسكندرية والمنيا وغيرها، فتم جمع المعلومات الكافية عن الخلية والتى بينت أنهم يتلقون التدريبات البدنية والعسكرية على استخدام السلاح، وإعداد المتفجرات تمهيداً للاستمرار فى تنفيذ مخطاتهم الإرهابية، وبالتنسيق بين كافة الأجهزة الأمنية بالمحافظة تم الدفع بقوات الامن المركزى والمدرعات وعناصر قتالية إلى الأماكن المحددة والتى تبعد نحو ١٥ كم داخل طريق جبلى من بداية الطريق الغربى الرئيسى وتمت تصفيتهم.

خلية عمارات ديروط

تمكنت قوات الأمن من تصفية خلية إرهابية مكونة من 6 أشخاص والعثور على 5 بنادق آلية وقنبلة دفاعية و83 طلقة آلية وملابس عسكرية ووسائل إعاشة وشعارات تكفيرية بعمارات ديروط. 

المتحدث الرسمي للجماعة الإسلامية

 قال الشيخ حمادة نصار المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية بأسيوط، إن فكر الهروب إلى الجبال، واستخدامها كأماكن تنفيذ العمليات لجأت إليها جماعات التكفير والهجرة فى سبعينيات القرن الماضي، التي خرجت من بطن جماعة الإخوان المسلمين، وأول من نشر هذه الفكرة الشيخ عبد الفتاح إسماعيل، وتلقفها منه طالب كلية الزراعة بجامعة أسيوط شكري مصطفى، والذي تم إعدامه على خلفية اختطاف، وقتل الشيخ الذهبي وزير الأوقاف المصري ولكن قضت عليهم الدولة ووجدنا، أن هذه الطريقة يسهل رصدها، وتتبعها أمنيا، ولذلك غيرت الجماعة ولجأت للزراعات والجنائن والحدائق والبساتين مستغلة كثافة الأشجار وكنا نعرف أن وجودنا وسط الأهالي يصعب من مأمورية الشرطة فى ضبطنا.

وتابع، قائلاً: «لكن فكرة الدواعش هو فكر تكفيري محض فهو يكفر كل الأنظمة وكل المشايخ وليس لهم قاعدة شعبية والشعب المصري بطبيعته متدين ولا يقبل الفكرة المتطرفة أبدا لذلك تلجأ هذه الجماعات لتدريباتها وتنفيذ عملياتها فى هذه الجبال».

أمن أسيوط

قال مصدر أمني- فضل عدم ذكر اسمه- إن جهاز الأمن الوطنى بالتنسيق مع كافة الأجهزة وقطاعات الأمن، يتابع بشكل مستمر تحركات العناصر الهاربة، سواء من جماعة الإخوان المسلمين، أو الجماعات المتسللة إلى محافظات مصر، بمسمياتها المختلفة، وبعض أفرادها الذين ارتكبوا وقائع وما زالوا يختبئون داخل الجبال، مشيراً إلى أنه بعد 30 يونيو، تمكنت الأجهزة الأمنية من رصد أكثر من خلية إرهابية، وتصفية أكثر من 25 إرهابياً مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تواصل جمع المعلومات وتمشيط المناطق الحدودية ومتابعة تحركات العناصر الإرهابية.

 

IMG_9856
 
IMG_9861
 
IMG_9862
 
IMG-5086
 
IMG-5088
 
IMG-5087
 

 

اقرأ أيضاً: 

نساء البدو.. بنات يخطبن في التاسعة.. ونساء ﻻ تفارقهن الابتسامة.. قانعات بالخيم رغم قسوة العيش (صور وفيديو)

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق