«قطر ودورها في زعزعة الاستقرار بالمنطقة» ندوة بمعهد الدراسات النمساوي.. «روبرتس»: الدوحة دولة ذات وجهين تدعم التنظيمات الإرهابية.. وجودرون: مولت المتطرفين بداية من طالبان مرورا بالقذافي وحماس (فيديو)
الجمعة، 28 يوليو 2017 01:29 ص
شهد معهد الدراسات النمساوي للدراسات السياسية والاجتماعية، مساء أمس، الخميس ندوة عن قطر ودورها في زعزعة الاستقرار بالمنطقة تحت عنوان «قطر.. الشريك الاستراتيجي؟ أم قوة لزعزة الاستقرار؟»، وذلك في مدينة ميونخ الألمانية.
وقال الدكتور دايفيد بي روبرتس، أستاذ مساعد بجامعة كينجز كوليدج لندن، إن «قطر هي دولة ذات وجهين.. الوجه الأول هو أننا لدينا أفراد قطريين أغنياء يقومون بتمويل القاعدة لأنهم يريدون مساعدة بعض الأشخاص لتفجير أشخاص آخرين.. والوجه الثاني هو الجمعيات الخيرية القطرية، وذاك في ضوء معرفة الجميع بخبرة قطر الواسعة في مجال الجمعيات الخيرية.. وأنا لأ أقول أن الصليب الأحمر البريطاني أو ما يعادله في ألمانيا يقوم بتلك الأعمال بطريقة أفضل بكثير.. ولكني أقول إن لدينا بخصوص تلك المسألة سياسات وإجراءات وقواعد تحكم الأمر».
وأضاف روبرتس: «الشيئ الثالث هو سياسة الدولة.. إذا كنت تعتقد أن حماس منظمة إرهابية؛ فإن قطر تدعم حماس وهذا الأمر تقوم به قطر بشكل علني وواضح وهذا كل ما يمكنني أن أقوله حول كافة جوانب السؤال، وهناك أيضا جبهة النصرة حيث ينبغي علينا أن ننتقد طريقة عمل قطر حول تلك المسألة».
وعن علاقة قطر بالإخوان، قال روبرتس: «أنا أود أن نزيد التفكير قليلا حول تلك المسألة تلك الدول تم تأسيسها برعاية بريطانية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي بعد الحرب العالمية الثانية، ولذلك فإنهم كانوا بحاجة لتأسيس كافة وزارات الدولة من الصفر بداية من نظام التعليم مرورا بالنظام القضائي ومن أين تأتي الخبرة اللازمة للقيام بتلك الأمور فهذه الخبرة تأتي في أغلب الأحيان من أشخاص حاصلين على درجات جامعية من جامعات في مصر ودمشق وبغداد وعادة عندما نقوم بذكر طيف الإسلاميين فإننا نذكر أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين طردوا من مصر ومن بلدان أخرى في الخمسينات والستينات من القرن الماضي».
وتابع: «هذا الطرد حدث في وقت مناسب بينما توجد بلدان أخرى في الحاجة لهم فتلك الدول المؤسسة حديثا وقتها كانت بحاجة لهؤلاء الذين تم طردهم ليساعدوهم في كيفية بناء الأنظمة التعليمية والوزارات وهذا ما فعله المصريين.. وهذا هو السبب الذي جعل الشيخ يوسف القرضاوي ما هو عليه الآن فالقرضاوي يمثل الفكر المركزي لأيدلوجية جماعة الإخوان المسلمين».
وكشف روبرتس، تفاصيل خداع قطر للمملكة العربية السعودية، وكيف وضعت المملكة قطر في مكانها المناسب، قائلا: «في عام 2002 شهدنا أولى المحاولات من طرف المملكة العربية السعودية لوضع قطر مرة أخرى في مكانها المناسب، وذلك عندما قام السعوديين بسحب السفير السعودي من الدوحة من عام 2002 وحتى 2008 إلى أن تم الاتفاق على أن يعود السفير مرة أخرى بعد عقد اتفاق معين بين الطرفين».
وأضاف: «كان الاتفاق مبني في الأساس على أن تقوم قناة الجزيرة بتغيير أسلوبها تجاه السعودية وسياستها وهذا حدث بالفعل.. ولكني أحاول أن أبحث وأعمل جاهدا لكي أفهم لماذا وكيف قررت قطر التعامل مع الربيع العربي بالطريقة التي قامت بها؟ كما أن قطر تقوم بدعم الإسلاميين وهناك سبب وحجة قوية لذلك ولشرح تلك المسألة سوف أتحدث عن مسألتين وهم ليبيا وجبهة النصرة في سوريا».
وتابع: «لماذا تقوم قطر بدعم الإسلاميين في ليبيا عن طريق علي الصلابي وأخاه إسماعليل الصلابي، الذي تربطه صلات بعبد الكريم بلحاج؟ السبب الرئيس لذللك الدعم هو أن على الصلابي ببساطة كان متاحا لهم، نظرا لكونه إماما ليبيا في المنفي ومقيم في قطر.. وبالتالي فنحن نراه الآن في ليبيا يتحدث ببلاغة عن الثورات على قناة الجزيرة فهذا هو رجلهم، أما عن جبهة النصرة، فقد كانت جبهة النصرة تنظيما مرتبطا بشكل واضح بتنظيم القاعدة لسنوات عديدة.. ويبدو أن قطر لها علاقة عملية بما يخدم مصالحها مع جبهة النصرة وجميعنا يعلم أن زعيم جبهة النصرة ظهر على قناة الجزيرة عدة مرات».
وأكمل: «عندما نجح في أسر 64 من قوات حفظ السلام الفيجية و12 راهبة مالا يونانية وزوجين من الصحفيين الأمريكيين والجميع يعلم مسألة الجنود اللبنانيين، وتمكن القطريين من التفاوض مع جبهة النصرة بهدف أن يتم إطلاق سراحهم من أراضي جبهة النصرة وهذه هي العلاقة التي تجمع القطريين بجبهة النصرة».
وأضافت الدكتورة جودرون هارر، مدير تحرير موقع der standard النمساوي، أن «السؤال الذي نريد إجابته هو: ما إذا كانت قطر جيدة أم لا؟ وهل تعمل على دعم الاستقرار أم زعزعة الاستقرار؟ كما أن قطر موجودة على الجانب الخاص ببعض الدول التي نحن أيضا نقوم بدعمها، ونحن نظن أنها على الطريق الصحيح إلى الديمقراطية».
وتابعت: «فأنا أريد أن نقوم بذكر مثال بخصوص جماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين بشكل عام، فقد قام ممثلوا حماس منذ أسبوع بمقابلة وزير سعودي في فيينا وتحدث الوزير عن حماس كونها مماثلة لتنيظم القاعدة.. وهذا الأمر هو مماثل لما قام به سفير الإمارات في واشنطن وهذا ما ذكر في مقال بصحيفة واشنطن بوست، حيث إنه قد قال إن القطريين يقومون بتمويل ودعم وتمكين المتطرفين بداية من حركة طالبان مرورا بالقذافي وحماس».