لماذا ينفق الجيش الأمريكي ملايين الدولارات على المنشطات الجنسية؟

الخميس، 27 يوليو 2017 08:16 م
لماذا ينفق الجيش الأمريكي ملايين الدولارات على المنشطات الجنسية؟
الجيش الأمريكي
عمرو عبدالعزيز

نشرت شبكة الـ bbc البريطانية، تقريرًا سابقًا لصحيفة ميليتاري تايمز الأمريكية، إحصائات بالمبلغ الذي تنفقه وزارة الدفاع الأمريكية سنويا على أدوية ضعف الانتصاب، يصل إلى نحو 84 مليون دولار، وذلك بعدما رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع التدوينات القصيرة تويتر إعلان الإحصاء للتكاليف التقديرية للرعاية الصحية للمتحولين جنسيا  وفي الوقت ذاته، قالت مؤسسة راند الأمريكية للأبحاث العام الماضي إن تكاليف الرعاية الصحية للمتحولين جنسيا سوف تزيد ميزانية الصحة المخصصة للخدمة العسكرية بمقدار 8.4 مليون دولار سنويا على الأكثر.

لكن لماذا تنفق وزارة الدفاع الأمريكية هذه المبالغ الكبيرة على أدوية ضعف الانتصاب؟

المتقاعدون من كبار السن

في البداية، يشير تقرير ميليتاري تايمز الصادر في فبراير 2015 الذي اعتمد في أرقامه على بيانات صادرة عام 2014 من هيئة الصحة التابعة لوزارة الدفاع.

وبلغت النفقات خلال هذا العام 84.2 مليون دولار، لكن الصحيفة ذكرت أيضا أن 294 مليون دولار أنفقت على الفياجرا وسياليس وأدوية من هذا القبيل منذ عام 2011.

وأشار الصحيفة إلى أن هذه التكلفة تعادل ثمن بضع طائرات مقاتلة.

ففي عام 2014، وصف الأطباء نحو 1.18 مليون روشتة، معظمها لاستخدام عقار الفياجرا. ولكن لمن كانت هذه الوصفات؟

صحيح أن بعض أدوية علاج ضعف الانتصاب كانت لأفراد لا يزالون في الخدمة، لكن الغالبية العظمى كانت لمجموعات أخرى، بما في ذلك متقاعدين عسكريين وأفراد من أسر عسكريين.

ومن المعروف جيدا أن ضعف الانتصاب أكثر شيوعا بين كبار السن، وهو ما يفسر التكلفة الضخمة للعسكريين المتقاعدين، والتي يجري تغطية تكاليف رعايتهم الصحية عن طريق برنامج تريكير للرعاية الصحية الذي يقدمه البنتاجون للعسكريين.

في الواقع، كان أقل من 10 في المائة من تلك الوصفات الطبية لعسكريين في الخدمة حاليا، حسب صحيفة ميليتاري تايمز.

ومع ذلك، زاد ضعف الانتصاب لدى أفراد الجيش الأمريكي منذ اندلاع الحرب في العراق وأفغانستان.

أسباب نفسية

ووجدت دراسة أجراها فرع مراقبة الصحة التابع للقوات المسلحة الأمريكية عام 2014 أن 100.248 حالة من حالات ضعف الانتصاب جرى تشخيصها بين أفراد الخدمة العسكرية بين عامي 2004 و2013، مع زيادة معدلات الإصابة السنوية أكثر من الضعف في تلك الفترة الزمنية.

وقالت الدراسة إن ما يقرب من نصف هذه الحالات يرجع إلى أسباب نفسية.

ووجدت دراسة نشرت في مجلة الطب الجنسي عام 2015 أن قدامى المحاربين الذكور الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة كانوا أكثر عرضة بكثير من نظرائهم المدنيين للإصابة بضعف الانتصاب أو مشاكل جنسية أخرى، وفقا لوزارة شؤون المحاربين القدامى.

ووجدت إحدى الدراسات أن 85 في المئة من المحاربين القدامى الذكور الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة كشفوا عن معاناتهم من ضعف الانتصاب، أي ما يقرب من أربعة أضعاف المعدل بين أولئك العائدين من القتال وهم لا يعانون من اضطرابات نفسية.

وفي عام 2008، ذكرت مؤسسة راند أن واحدا من بين كل خمسة من قدامى المحاربين الأمريكيين في الحروب في العراق وأفغانستان يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أو اكتئاب شديد.

ومع ذلك، أشارت إحصائية في الدراسة التي أجراها فرع مراقبة الصحة على أفراد في الخدمة الفعلية بين عامي 2004 و2013 إلى أنه يجب على المرء أن يكون حذرا من القراءة أكثر من اللازم عن العلاقة بين الحروب الأمريكية الأخيرة واضطرابات ما بعد الصدمة وضعف الانتصاب.

وأخيرا، يرتبط ضعف الانتصاب بأمراض شائعة، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري.

وفي عام 2007، أشارت تقديرات إلى أن معدل انتشار ضعف الانتصاب لدى الرجال الأمريكيين بلغ 18 في المئة.

ويعد ضعف الانتصاب حالة شائعة، والجيش الأمريكي يدفع ثمن الرعاية الصحية لملايين الرجال، وهذا يعني أنه ينفق الكثير على الفياجرا وغيرها من هذه العقاقير.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق