القدس تنتصر.. انتفاضة جديدة في الأقصى تزامنا مع ضغط دبلوماسي عربي
الخميس، 27 يوليو 2017 06:37 م
زادت حدة الاشتباكات في ساحة المسجد الأقصى مساء اليوم الخميس، بعدما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المصليين بساحة المسجد.
وكانت سلطات الاحتلال فتحت المسجد أمام المصليين ظهر اليوم، لأول مرة منذ أسبوعين، وصلى أكثر من 100 فلسطيني، لكن سرعان ما أغلقته مع صلاة العصر، وسمحت بالخروج منه فقط، على خلفية مواجهات مع فلسطينيين أصيب خلالها العشرات في ساحات الحرم القدسي.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن 60 إصابة على الأقل في صفوف الفلسطينيين، تنوعت بين كسور وكدمات نتيجة استخدام القوات الإسرائيلية للرصاص المطاطي، وإصابات أخرى جراء غاز الفلفل وقنابل الصوت.
ووقعت المواجهات بالتزامن مع دخول المصلين لأداء صلاة العصر بالمسجد، بعد رفع السلطات الإسرائيلية كافة الإجراءات الأمنية التي فرضتها حوله.
واقتحمت القوات الإسرائيلية ساحات المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وأطلقت قنابل الغاز والصوت، واستخدمت الرصاص المطاطي لمواجهة الفلسطينيين.
وأنزلت قوات إسرائيلية علما فلسطينية رفع فوق المسجد الأقصى.
وكان مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، أكد في وقت سابق عدم الصلاة بالمسجد قبل فتح الباب.
ألغى قادة المسلمين مقاطعتهم لدخول الحرم الشريف في القدس الشرقية المحتلة بعد إزالة إسرائيل لآخر الإجراءات الأمنية التي اتخذتها وأدت إلى احتجاجات تواصلت أياما.
وكان الفلسطينيون قد رفضوا بشدة تلك الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل عقب قتل شرطيين إسرائيليين.
وامتنع الفلسطينيون عن دخول منطقة الحرم القدسي في البلدة القديمة احتجاجا على ما رأوا فيه محاولة إسرائيلية لفرض سيطرتها على المنطقة المتنازع عليها.
وتصدر هاشتاج «الأقصى ينتصر» مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع الاشتباكات في ساحة الحرم المقدسي، نصرة للأقصى.
وحمل وزير الخارجية سامح شكري، إسرائيل، مسؤولية الانتهاكات التي ترتكب بحق المسجد الأقصى المبارك، محذرا من تفجر الأوضاع بالمنطقة على أثر السلوك العدواني لسلطات الاحتلال.
وطالب شكري، في كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، بمقر الجامعة العربية في القاهرة، الذي انعقد اليوم الخميس، تل أبيب بضرورة الالتزام بإعادة الهدوء إلى القدس، مضيفا أن الاجتماع، يأتي لبحث نتائج التطورات الخطيرة والمتلاحقة، التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة في الحرم القدسي، والمسجد الأقصى المبارك، والإجراءات غير المسبوقة لسلطات الاحتلال، بإغلاق المسجد الأقصى لأول مرة منذ عام 1967، ونصب بوابات إلكترونية أمام أبوابه، وغيرها من الإجراءات الأمنية التعسفية، التي منعت المصلين من أداء شعائرهم بحرية.
وشدد شكري على أن هذه الممارسات؛ أدت إلى موجات غضب تنذر بتفجر الأوضاع برمتها لما المسجد الأقصى من قدسية لدى المسلمين، مشيرا إلى أن الاتصالات المكثفة التي أجرتها القاهرة بلاده لنزع فتيل الأزمة، معربًا عن تطلع مصر لعودة الهدوء، وأن تمتنع إسرائيل عن القيام بأي إجراءات من شأنها عودة التوتر مرة أخرى.
كما أكد وزير الخارجية ضرورة العمل على استنئاف عملية السلام، بناء على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف، التي ستظل محلا لحماية ورعاية والدفاع من كافة الدول العربية والإسلامية.سلم اليوم، ناصر بوريطة، وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي بالمملكة المغربية، الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إشعار تحويل بنكي بكامل قيمة مساهمة بلاده في ميزانية الجامعة العربية لعام 2017.
من جانبه أكد أحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة العربية، أن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب؛ لبحث سبل مواجهة التصعيد الإسرائيلي في القدس، يمثل رسالة واضحة للعالم بأن العرب لن يتخلوا يوما عن المسجد الأقصى، والحرم القدسي الشريف.
وقال في كلمته خلال الاجتماع، الذي عقد برئاسة الجزائر، وبدعوة من الأردن: «إذا دعانا الأقصى فكلنا نلبي النداء بلا تأخير، ويخطئ من يظن أن المسجد الأقصى، يخص فلسطين فقط وإنما هو يمثل عنوانا لهويتنا العربية والإسلامية».
وأضاف: «رسالتنا واضحة لا لبس فيها وهي أن القدس خط أحمر لن نسمح بتجاوزه، ولن نقبل بمساعي الاحتلال الإسرائيلي لتغيير الوضع القائم في القدس».
وشدد على أن القدس أرض محتلة، ولا سيادة لدولة الاحتلال على الحرم القدسي، ولا أحد في العالم يقر بهذه السيادة، موجها تحية احترام للقيادة الفلسطينية، ورؤساء وزعماء الدول العربية؛ لجهودهم واتصالاتهم لوقف التصعيد الإسرائيلي.
بدوره، أكد عبدالقادر مساهل وزير خارجية الجزائر، أن التطورات، تدعو لمواصلة الجهود الجماعية؛ لمواجهة الممارسات الإسرائيلية، وضرورة ضمانة منع تكراراها مما حدث من أعمال شنيعة وممارسات شرسة بحق الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة وضد مقدساته المباركة.
يأتي هذا فيما غاب وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن ال ثاني، عن الاجتماع، وترأس الوفد القطري وزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان المريخي.