جماعة الإخوان حرقت أغصان الزيتون
الخميس، 27 يوليو 2017 11:12 ص
«ولكنكم تحرقون أغصان الزيتون».. يتذكر الجميع تلك الكلمات التي ألقاها الراحل أحمد مظهر، حين لعب دور صلاح الدين، في فيلم الناصر صلاح الدين، للملك ريتشارد قلب الأسد- ريتشارد الأول ملك إنجلترا - قائد الجيوش الصليبية لتحرير أرض القدس- قبر المسيح - من غدر المسلمين، على حد وصف القصة، التي قام بكتابتها الراحل يوسف السباعي، وتم تحويله إلى فيلم عام 1963.
خلال الآونة الأخيرة تداولت مواقع التواصل الاجتماعي الجملة الأشهر لفيلم الناصر صلاح الدين، بشكل تهكمي، متناسين أننا قد شهدنا على حرق أغصان الزيتون، ذلك من خلال عملية الاحتلال التي حاولت جماعة الإخوان المسلمين شنها على المجتمع المصري خلال فترة حكمهم للبلاد عن طريق- استبن الجماعة - محمد مرسي.
فما بين الإدعاءات الكاذبة والمحاولات المزعومة بأنهم أهل الدين، والقائمون على حمايته، شن أعضاء الجماعة الإرهابية، حملات ممنهجة، كان الهدف الوحيد منها هو تدمير مصر، وحرقها، وإضعاف قواها. وجعلها منزلا للتطرف والإرهاب.
«محاولة تفتيت مصر».. هل كان هذا هو غرض الجماعة المحظورة؟.. ربما كانت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر الشباب، والمبادرة التي أطلقها تحت عنوان: «أسبوع تثبيت الدولة المصرية وحمايتها من التفتيت»، دعوًة للتفكير والبحث، وتقييم الوضع الراهن للبلاد.
قبل بضع سنوات، استجابت صناديق الاقتراع لدعوة الغضب التي قادت أبناء مصر للإطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وربما كانت موجة الغضب العاتية، وسيلة- إخوان صهيون - لشحن الشارع المصري واستغلال الدين في السيطرة على الحكم المصري- يعني هم أهل الدين والناس اللي بتتكلم بالقرآن والسنة هيعملوا ايه غير الصالح للبلاد؟ - لعله كان هذا هو لسان حال المجتمع آنذاك.
أتذكر جيدًا الأحاديث الجانبية في الطرقات ووسائل المواصلات العامة، التي كان مضمونها دائمًا أن جماعة الإخوان قد شهدت الظلم على مر العصور، وأنهم أصحاب دين وخلق لا يطمحون في السلطة، ويكأنهم رافضين لها.. حتى أن البعض أقنع نفسه، بأن الشارع المصري هو سبب ترشحهم للرئاسة.
كيف تمكنت «جماعة صهيون»، من ترسيخ هذا المعتقد؟.. وكيف تمكنت من تسلق الموجة؟ أسئلة تحتاج إلى أجوبة.. لعلها سذاجة وطيبة المصريين، وربما الميول الدينية والنفسية عامل أيضًا- أصل الشعب المصري متدين بطبعه - قد تكون تلك الأسئلة تم طرحها متأخرة، ولكن الأهم هو أن الجماعة المحظورة، نجحت في الوصول إلى مقاليد الحكم المصرية.
وهنا ظهر الوجه القبيح للجماعة- الدود طلع من تحت الأرض - لعل سنين العزلة وابتعادهم عن المناصب القيادية في الدولة لعبت دورًا في ذلك، ولعل الميول الدموية والأفكار المتطرفة، هي الدافع لمحاولتهم حصادَ كل شيء- كأن مغارة علي بابا اتفتحت - هذا ما قامت الجماعة به. وكان اللافت في الأمر هو وعيَ الشعبِ المصري، الذي أدرك مطامع الجماعة مبكرًا، وبدأ خطوات الإطاحة بها، من خلال ثورة 30 يونيو.
«ما يحدث في سيناء سيتوقف في الثانية التي يعود فيها محمد مرسي إلى القصر الرئاسي».. كانت تلك هي أبلغ الكلمات التي تؤكد قولي بأن «إخوان صهيون»، أحرقت أغصان الزيتون، فكم من عملية إرهابية، وكم من مخطط- فشل أو نجح - شهدته مصر منذ الإطاحة بالجماعة الإرهابية، وكسر مخالبها التي حاولت أن تثبتها في مؤسسات ومفاصل الدولة المصرية.
بعد كل ما شهدته البلاد من حملات ممنهجة من الجماعة ضد مصر وأهلها.. وبعد مقولة مهدي عاكف الأشهر «اللهم توفني على دين الإخوان وليس الإسلام».. وعقب فضح الدعم الخارجي، وما قامت به الجماعة المحظورة وشبيهاتها التي خرجت من عباءتها.. هل لازال هناك من يشكك في محاولاته لتفتيت الدولة؟