تفاصيل معركة الـ 30 دقيقة بين الأمن الوطني وأعضاء حركة حسم في أكتوبر
الأربعاء، 26 يوليو 2017 01:25 م
شهدت منطقة مساكن أبو الوفا بأكتوبر، معركة حامية الوطيس فى وقت متأخر من مساء أمس، بين ضباط بالأمن المركزي وقطاع الأمن العام من جهة، وأعضاء حركة حسم، الجناح المسلح لجماعة الأخوان الإرهابية، انتهت برمقتل 4 من الإرهابيين خلال تبادل إطلاق النار .
«الساعة التاسعة و 3 دقائق».. في الوقت الذى يستعد فيه أهالى منطقة مساكن أبو الوفا بأكتوبر، إحدى المناطق السكنية الجديدة التى يقطنها عدد من العمال والمغتربين، وذلك نظراَ لمتاخمتها للدروب الصحراوية لمحافظة الفيوم، ولبعدها عن أعين الناس، حيث هاجمت قوات الأمن تلك المنطقة السكنية عقب الإنتهاء من عملية إجراء التحريات و الرصد-بحسب التحقيقات الآولية-
الأجهزة الأمنية والمصادر السرية التابعة لها، تأكدت من تواجد العناصر الإرهابية الـ4 داخل إحدى الشقق السكنية، الأمر الذى أدى إلى إستصدار إذن من نيابة أمن الدولة العليا بضبط وإحضار المتهمين، تم من خلاله إعداد كمين شارك فيه ضباط بالأمن المركزي وقطاع الأمن العام، عقب توافر معلومات مؤكدة لقطاع الأمن الوطني تفيد قيام بعض كوادر الحركة، المسمى بحركة «حسم»، وتم تحديد وكرهم التنظيمى الذى يتخذونه مأوى لهم لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، وذلك من خلال إجراءات الملاحقة التى شملتهم خلال الفترة الأخيرة وأسفرت عن ضبط ومصرع بعضهم فى مواجهات أمنية .
تدابير الحيطة والحذر كانت أهم الإستراتيجيات التى اعتمد عليها الأمن الوطنى فى عملية الهجوم والمداهمة، وبمجرد اقتراب القوات من مسكن المتهمين فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها، فى محاولة منهم للهرب من ايدى قوات الأمن عن طريق إطلاق أعيرة نارية بكثافة من أسلحة آلية كانت بحوزتهم تجاه القوات أمن الكمين، وعلى الفور أمرت قوات الأمن الأهالى من خلال مكبرات الصوت بعدم فتح نوافذ الشقق السكنية، وأخذ الحيطة والحذر، وأن الأمر سينتهى خلال دقائق.
تعاملت الأجهزة الأمنية مع الموقف بحسم وبراعة شديدة كالمعتاد منها فى مثل تلك الظروف، حيث تبادلت إطلاق الأعيرة النارية مع المتهمين حتى تمكنوا من التخلص منهم، عقب ترديدهم بعض العبارات مثل «مش هنسلم نفسنا يا ولاد....» في الوقت الذي حاولت فيه قوات الأمن فيه القبض عليهم دون قتلهم لاستجوابهم والكشف عن بقية الخلية، فتمكنوا من السيطرة عليهم وقتلهم بعد مرور نصف ساعة من تبادل إطلاق النار-حسب أقوال أحد الضباط بالتحقيقات-.
وعقب انتهاء عملية الهجوم، تم إبلاغ النيابة العامة حيث انتقل فريق من النيابة، لإجراء المعاينة لجثة الإرهابين المقتولين، ومكان وموقع الحادث الذي عثر به على عدد من الملفات التنظيمية داخل الشقة، كما تبين وجود فوارغ الطلقات وبعض الشظايا وتناثر الدماء بأرجاء الشقة والجدران .
وكشفت التحقيقات، أن العناصر الأربعة الهالكة أحد أهم العناصر التي تعتمد عليها جماعة الإخوان في تنفيذ العمليات التابعة للجان النوعية في محافظة الفيوم وبنى سويف والمنيا ومنطقة الجيزة من خلال رصد قوات الشرطة والجيش والشخصيات العامة لتنفيذ عمليات الاغتيال، حيث كانوا يقدمون الدعم اللوجستي لكوادر تنظيم حركة «حسم»، وتصنع العبوات الناسفة، وكانوا يستعدون لتنفيذ مخطط إرهابي فى ماطقتى أكتوبر والجيزة، فى الوقت الذى أدى فيه كشف وكرهم لأجهاض المخطط.
وأضافت التحقيقات، أن العناصر الإرهابية المقتولة كان مسند لها وآخرين تنفيذ المهام والعمليات التى تمثلت فى اغتيال رجال الشرطة والشخصيات العامة، حيث عُثر داخل الشقة على ملفات وأوراق تؤكد مشاركتهم كأعضاء رئيسين في عدد من العمليات التي وقعت في محافظات الفيوم والجيزة منها العياط والبدرشين ضد قوات الشرطة خلال الفترة الماضية.
وقالت التحقيقات، أن العناصر الإرهابية أبرز الكوادر الشبابية بحركة حسم الإرهابية، حيث يعدوا مسئولى التخطيط والتنفيذ للحوادث الإرهابية، فضلاً عن اضطلاعهم بدور فعال فى تنفيذ تكليفات قياداتهم الهاربين خارج البلاد بالتخطيط وتوفير الدعم اللوجيستى «الأسلحة المختلفة، والعبوات الناسفة» لتنفيذ العديد من العمليات منها تنفيذ عمليات البدرشين الأخيرة ضد قوات الشرطة التى استشهد على اثرها 5 أفراد شرطة، فضلاَ عن العثور على الأسلحة الآلية الميرى التى سرقت من قوات الأمن خلال تنفيذ عملية البدرشين .
وطلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الحادث، وأمرت بدفن جثث الإرهابيين بعد تشريحهما، ومن المنتظر أن تستمع لأقوال ضابطي شرطة وعدد من الأمناء الذين كانوا مشاركين في عملية الهجوم، كما أمرت النيابة العامة بانتداب المعمل الجنائي لأجراء المعاينة التصويرية لموقع الحادث.
كما تحفظت النيابة على فوارغ الطلقات التي بلغت ما يزيد عن 580 طلقة قبل إرسالها إلى المعمل الجنائي لفحصها وإجراء المعاينة على الأسلحة والطلقات التى تم بها تنفيذ عملية البدرشين، ويواصل فريق المعمل الجنائي معاينة مسرح الأحداث ورفع الأدلة الجنائية، والتحفظ على عدد من فوارغ الطلقات، وعينة من الدماء التي تناثرت على الأرض والجدران، وكذلك التحفظ على الهواتف المحمولة، كما أمرت بصرف عدد من الضباط عقب استجوابهم من سراى النيابة.
اقرأ أيضا
مصادر: مقتل 4 من منفذي هجوم البدرشين.. والعثور على الأسلحة المستولى عليها