«المناوى»:«الغد» لا تؤيد السيسى ولا تعارضه.. ونرحب بتيار الإسلام السياسى و6 إبريل- حوار

الجمعة، 11 ديسمبر 2015 01:04 م
«المناوى»:«الغد» لا تؤيد السيسى ولا تعارضه.. ونرحب بتيار الإسلام السياسى و6 إبريل- حوار
عبد اللطيف المناوي
رامي جلال

  • قانون التظاهر مثل قانون قطع اليد في السعودية.. وموقفنا هو موقف الدولة المصرية
  • برامج التوك شو أصبحت تدير جدلا.. والغد ستقدم منتجا خبريا مجردا
  • عندما تستقر الأمور بمصر سيعود كل مذيع لوضعه الطبيعى

أحد أهم رجال صناعة الإعلام فى مصر، بدأ حياته صحفيا ثم مديرا لمكتب جريدة الشرق الأوسط في القاهرة.. تولي رئاسة قطاع الأخبار في ماسبير وهو بمثابة الصندوق الأسود لهذا المبني العريق الذي كان شاهدا علي كل الأحداث المصرية، يرأس حاليا قناة «الغد العربي» أول قناة إخبارية عربية تصدر من القاهرة.. نحدثكم عن عبد اللطيف المناوى الذى أجرت معه «صوت الأمة» حوارا ناريا كشف فيه أسرار عدد من القضايا منها علاقته بمبارك، وإنفلات المشهد الإعلامي المصري، وعن التضييق الإعلامي المفروض علي عدد من الإعلاميين.. كما تحدث عن مستقبل ماسبيرو وأشياء أخري.. وإليكم نص الحوار:

كيف تغلبت علي المحاذير التي تضعها السلطات المصرية أمام تراخيص البث للفضائيات العربية منذ عقود.. وما حجم التمويل وأطرافه.. والهدف منه؟
تقدمنا بأوراقنا بشكل طبيعي للمسئولين ولم يكن هناك أمرا غير طبيعيا وتسلمت القناة وهي تعمل، والتمويل هو بالأساس عربي إمارتي بنسبة كبيرة منه، والسياسي محمد دحلان هو أحد الأطراف المشاركة في هذا التمويل، والهدف الرئيسي لمجموعة الممولين ممن يمتلكوا الشركة وأنشئوا القناة أنهم استشعروا بأهمية وجود قناة تعبرعن الواقع العربي بقدر الإمكان بشكل فيه موضوعية وتم تطوير الفكرة من قناة تقدم مجموعة من البرامج الى قناة إخبارية، قد يكون هناك أهمية لأن تتواجد في إطار الوضع الموجود في الحالة العربية العامة وهو ما جعلنا نفكر أن قناة إخبارية عربية تنطلق من القاهرة ولندن في نفس الوقت.

لماذا هناك دائما ربط بين إسم عبد اللطيف المناوي وخطاب التنحي لمبارك في عام 2011.. وهل كتابك عن الثورة يحوي كافة كواليس معاصرتك بالقرب من صانعي القرار أثناء ثورة 25 يناير.. أم أن هناك أشياء مازالت في حكم السرية ؟
كتابي عن ما حدث في يناير 2011 حاولت بقدر الإمكان في وقتها ونظرا لأنني أنهيته في يونيو 2012، أن يشتمل علي الصورة التي استطعت تقديمها في وقتها. أعتقد أنني وثقت فيه الشهادات علي الأحداث التي جرت أثناء يناير بما يرضي ضميري، وتمنيت أن يكون هناك شهادات أخرى، وللأسف لم يكن هناك شهادات كثيرة خرجت عن هذا الموضوع حينها.

وشعرت انه من الضروري أن أفعلها وفعلتها، الارتباط جاء باعتبار أن التلفزيون تحول إلى أحد اللاعبين الأساسيين ومن ثم تحولت أنا بالتبعية إلى أحد اللاعبين الأساسيين في كل ما يحدث، لأن في النهاية تلفزيون الدولة يظل هو علم الدولة وعندما تمر الدولة بأزمة فدائما ينظر إلي: هل إعلام الدولة سيسقط أم لا؟ وهذا يفسر أنه على الرغم من كل القنوات التي كانت موجودة وعلى الرغم من العديد من الخطط وضعت لاقتحام تلفزيون الدولة ولكن في النهاية سقوطه هو سقوط للدولة.

وارتبط إسمي بالتلفزيون المصري لأنني كنت أتولى وقتها قيادة التلفزيون المصري كرئيس قطاع الأخبار وتحول التلفزيون إلى أحد الأهداف التي كانت أطراف القوى المختلفة بالشارع والسياسة كل طرف يحاول أن يسيطر عليه أو يتواجد به، ونتيجة القرار الذي اتخذته مع الزملاء ممن بقوا بالمكان أن نحافظ على ألا تسود شاشات التلفزيون، ونحاول بقدر الإمكان العمل بأقصى قدر من المهنية في ظل ظرف سياسي وارتباك سياسي غير طبيعي كانت تمر به البلاد وكان ذلك سبب في أن يضعنا في دائرة الصراع بين الأطراف الموجودة وكنت طرف ولاعب في الأحداث نتيجة معرفتي بأطراف كثيرة في الدولة وارتباطي بأشخاص كثيرة تحولت لأحد اللاعبين بشكل أو بأخر وأيضا فكرة ما يظهر على التلفزيون أو ما لا يظهر كنت أنا متخذ القرار وبالتالي ارتبطت الأمور ببعضها، وكذا تنحي الرئيس في وقتها كان له قصة كل موضوع كان له ارتباط.

منذ ثورة يناير كانت هناك دعوات إلي ما يسمى بتطهير الإعلام تلك الدعوات تمت بشكل أو بآخر في ظل عدم وجود اتزان ما بين الإعلام الخاص والإعلام الحكومى.. فهل هذه الدعوات كانت تهدف إلى بلبلة إعلامية؟
لست أميل لفكرة الارتكان لنظرية المؤامرة، لكن أقول أن مصر مرت بمرحلة شديدة الالتباس والاهتزاز والارتدادات بمفهوم الزلزال وتوابعه هذا ما حدث في مصر وإذا خرجت عن منطقة الإعلام ونظرت للمجتمع ككل ستجد أن هذا موجود في كافة الأمور الأخرى وليس فقط الإعلام إنما الإعلام ظاهر لأنه مؤثر وتحت الضوء دائما وبالتالي تأثيره واضح.

كيف تقيم أداء الإعلام في المرحلة الأولى للانتخابات.. في ظل ما يراه كثير من الخبراء أن الاعلام كان سبب في عزوف الناخبين؟
ينبغي أن نبحث عن لغة أخرى وطرق أخرى مختلفة للحديث مع المواطن، وأعتقد أن هناك مشكلة كبيرة لدينا في لغة الخطاب وفي استخدام أساليب ثبت أنها لا تؤدي الغرض وأساليب تحفيز هي ليست أساليب قادرة على التحفيز، لكن مرة أخرى الانتخابات وما حدث فيها لم يكن الأعلام فقط سببا وإنما هو الحالة العامة والإعلام يظل جزء من وليس كل.

كيف تقيم أوضاع حقوق الإنسان في مصر في ظل وجود عدد من أصحاب الرأي والصحفيين خلف القضبان وكذلك قانون التظاهر؟
حالة الارتباك والحساسية والشد العصبي التي يمر بها المجتمع تدفع إلى ممارسات من قبل الدولة تتسم أيضا بالعصبية، ولكن لكل دولة قوانينها قد نتفق عليها أو نختلف ولكن نحترمها ففي السعودية من يسرق يقطع يه لذا إذا ذهبت إلي السعودية واتهمت في قضية سرقة وثبت إدانتي فلا يحق لي أن أقول قانون قطع اليد ظالم وهو أيضا ما ينطبق علي قانون التظاهر، والآن النظام يحاول أن يثبت من أوضاعه ويتعامل مع الوقت ويفعل أشياء قد تأخذ عليه ولكن عندما نصل لحالة الاستقرار النسبي أعتقد أن الأمور ستكون أفضل حالا.

في ظل تعثر ملاك الصحف والقنوات الفضائية المصرية الخاصة كيف يري عبداللطيف المناوي مستقبل الإعلام؟ وما هي الدروس المستفادة من أخطائهم التي تمكن الغد العربي من الاستمرارية؟
الوضع في مصر شيء وقناة الغد وضع آخر، الوضع في مصر هناك حالة سياسية واجتماعية أدت الى الحالة التي نحن يصددها وبالتالي القياس المهني المجرد على الوضع في الإعلام المصري قد يكون فيه ظلم للإعلام المصري، لأن الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وحالة الاهتزاز الشديدة في المجتمع هي التي أدت في النهاية الى هذه الحالة وخرج كل الأطراف عن القيام بدورهم الطبيعي ومن ضمنهم الإعلام.

وأصبح الإعلامي يخرج عن دوره الاعلامي ويتعامل بمنطق انه ليس فقط مجرد إعلامي ولكنه أيضا قائد رأي وصاحب موقف وناشط سياسي وناقد.. وأعتقد أن المسألة مرتبطة بالاستقرار العام للدولة او المجتمع ككل اذا ما استقر الامور وعادت الأمور الى نصابها فان كافة الأطراف ستعود الى وضعها الطبيعي مرة أخرى.

لماذا تم اختيار لبنان لعمل برنامج صباحي يومي؟
تم اختيار لبنان لان بها مساحة من الحريات، والقناة البعض يراها ثقيلة الظل لذا قمنا بعمل هذا البرنامج الصباحي وهناك بعض البرامج نحاول من خلالها توسعه قاعدة الشباب والمرأة والبرنامج الصباحي خفيف وشبابي به تفاعل مع المشاهدين بشكل مباشر من خلال إمكانيات خاصة.

وفيما يتعلق بالبث والبرنامج الصباحي المستهدف يكون البرنامج الصباحي نافذة على الأقطار العربية المختلفة، وبرامجها وسنتوسع ونبث مرة كل أسبوع من دولة عربية مشتركة نستهدف المغرب لنبث منها وسوريا.

هل قناة الغد العربي سوف تكون قناة محايدة إعلاميا ؟
القاعدة الأساسية أنه لا يوجد إعلام حيادي بل يوجد إعلام مهني.. وبرامجنا سوف يكون بها الإسلام السياسي وأقصي اليسار و6 أبريل وإذا أخذنا مساحة مشاهدة من أماكن أخرى فان ذلك سيحسب انجاز للإدارة الحالية، وأريد في النهاية أن أحسب من ضمن المصادر الاساسية للمواطن او المشاهد العربي إذا أراد ان يعلم ماذا يحدث ولماذا يحدث؟ فإذا نجحت في ذلك سيكون هذا الإنجاز الحقيقي.

وأعتقد أن طبيعة القناة باعتبارها قناة إخبارية سيكون لها شكل مختلف عن كل القنوات الفضائية المصرية الموجودة وبالتالي الإسلام السياسي والتيار المتشدد، إذا كان هناك موضوع يحمل قيمة اخبارية أو يحمل اهتمام لدى المشاهد فهذا الموضوع مطروح ينبغي أن يتم مناقشته بكافة زواياه وإذا كانت أحد زواياه تستلزم حضور من يعبر عن هذا الموقف سواء من أقصي اليمين أو أقصى اليسار فيمكن أن يطرح ما يريده لمناقشته وبالتالي لا تتحول القناة إلى آداة دعاية أو بوق للدعاية ولكنها للنقاش والجدل والحوار ونترك في النهاية نتيجة هذا الجدل للمشاهد.

يتهم البعض برامج التوك شو بأنها سبب رئيسي في حالة الاحتقان الداخلية الآن.. ما تعليقك ؟
مشكلتنا في مصر أننا في بعض الأحيان نجتهد كثيرا لنعرف ما هو أصل الخبر الذي يكون محور جدل كثير وأقاويل من اتجاهات مختلفة، لذا فإن برامج التوك شو أصبحت تدير جدلا ونحن نقدم قناة إخبارية مجردة وبالتالي البطل الرئيسى فيها هو الخبر والتغطية الاخبارية والجزء منه جدل ولكن ليس كله.

الهدف من برامج التوك شو هو جذب أكبر عدد من المشاهدين من خلال الحالة الجدلية ألن يؤثر ذلك علي نسبة مشاهدة القناة في حالة تخليكم عن نفس الوسائل؟
الوضع العام في العالم كله إن القنوات الإخبارية، المشاهد لا يقف أمامها إلا لمدة 10 أو 12 دقيقة، ولكن عند وجود حدث فان المشاهد يندفع باحثا عن وسائل الخبر فورا والنجاح أن تكون أحد الوسائل المهمة التي يبحث عنها المشاهد للحصول عل الخبر وهي أحد الأمور التي نعمل عليها الآن.

لكي تتميز القناة عربيا يجب أن يكون لديها العديد من المكاتب في الوطن العربي؟
شبكة المراسلين والتغطية لا تتوقف فقط عند الدول العربية ولكن بدأنا تغطية كل نقط الحدث المهمة في مختلف أنحاء العالم وفتح المكاتب المكاتب في دول معينة، لكل حادث حديث.

وفكرة ثورة الاتصال أصبحت قادرة على أن تتخطى فكرة وجود مكتب ولم يعد عائق التغطية مرتبطة برؤية القناة ولدينا شبكة مراسلين منتشرين كما نعتمد علي صحافة المواطن في بعض الأحيان مع التدقيق جدا.

علاقة الإعلام بالدولة إلي أين؟
العلاقة التي تحكم القناة والدولة هي العلاقة المهنية والوضع في الاعتبار أننا نبث برامجنا من داخل جمهورية مصر العربية، وموقفنا العام هو موقف مع الدولة المصرية بمفهومها العام والمهنية في طرح القضايا الموجودة بين عدة أطراف سواء الدولة المصرية أو المشاهد أو حتى الإطراف الخارجية في كل مكان أن تستفيد منها.

نحن نحاول بقدر الإمكان أن نقيم علاقة صحية مهنية قانونية وإذا ما احترمت القواعد والقانون اعتقد انه في المقابل سوف يكون هناك احترام للأداء الإعلامي، وبالنسبة لعلاقة الرئيس مع الإعلام اعتقد انه شخص عنده قدرة على التواصل وقبول رباني بالفعل لديه وسائل إقناع ولن نكون مؤيدين أو معارضين للرئيس.

هل أصبح ماسبيرو صداع في رأس الدولة المصرية؟ وكيف تقيم نقد أبو حفيظة الأخير له؟
لدي قدر كبير من التقدير والأمل في ماسبيرو ومازالت أعتقد أن هذا المكان بما لديه من إمكانيات بشرية قادر أن يكون له مكان، وأعتقد أن الدولة ينبغي أن يكون لديها إعلامها القوى الذي يعبر عنها بمزيد من الحرفية، وإسقاط ماسبيرو من الحسابات أحد الأخطاء أو الأمور التي لو حدثت لكانت خطأ كبير.

وفيما يخص أبو حفيظة فهناك قاعدة أساسية في العلاقات بين المؤسسات الإعلامية وبعضها بالمنطق الدارج أن المؤسسات الاعلامية «ماتعضش في بعض»، قد يكون المنتج الذي قام به أكرم لو ظهر على قناة أخرى أو على اليوتيوب سيكون منتج يضحك الناس وعاديا، ولن يتسبب في أزمة حقيقية حوله ما لم يكن موجود في قناة «ام بي سي» والتي هي قناة عربية سعودية تبث من مصر، وينبغي أن تكون العلاقة قائمة علي عدم الإساءة بين القنوات بعضها وبعض والشيء الآخر، الذي كان يجب أخذه في الاعتبار وهو البعد السياسي في الموضوع وحيث أن هناك توتر في العلاقات بين مصر والسعودية وبالتالي تم تحميل التصرف أبعاد سياسية.

تحول البرامج إلي محاكي للمذيعين مثل أحمد موسى وتوفيق عكاشة وخروجهم عن المهنية كيف تري ذلك؟
أكن كل الاحترام لكل الزملاء وعلى كافة المستويات، ولكن هناك معايير معينة للعمل الإعلامي أعتقد اننا في مرحلة في مصر لا تنطبق عليها مسألة المعايير المهنية الواضحة للعمل الإعلامي في ظل التغير السياسي والتغيرات الاجتماعية وحالة الهزات العنيفة التي تتعرض لها مصر في هذه المرحلة.

واعتقد انه اذا استقرت الأمور بالبلاد بشكل أو بآخر فإنه سيعود كل شخص لموقعه ودوره الطبيعي وبالتالي المسألة مرتبطة بحالة عامة وكل ما نراه في الشارع ابتداء من مشاجرات السائقين الى مشاجرات شاشات التلفزيون هو نتاج لحالة عامة.

التضييق الإعلامي وعلي سبيل المثال حالة باسم يوسف وريم ماجد؟
الظرف الذي تعيشه البلد ظرف شديد الحساسية والتوتر وهذا الظرف بينعكس على كافة الأطراف واعتقد انه في حالة عودة البلاد الى وضع أكثر طبيعية يدفع الأطراف المختلفة إلي أن كل طرف يأخذ موقعه الصحيح الإعلامي يعمل كإعلامي والسياسي يعمل كسياسي.

ولكن كل ذلك ستظل في النهاية هناك مجموعة من القوانين والقواعد الحاكمة للمجتمع ككل وبالتالي معرفة الحدود المتبادلة سواء للإعلامي الذي يحدد حدوده القانون وكذلك الدولة وإذا ما وصلنا لهذه الحالة لن يكون هناك حديث عن تضييق أو عن إعلامي يجلس بالمنزل. مطلوب قوانين واضحة وهو جزء من مشكلة أكبر للواقع الاعلامي نعاني منها في هذه المرحلة بمصر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق