ياسين الزغبي.. من الإصابة لمقابلة السيسي

قلبت رحلة شرم الشيخ حياته رأسا علي عقب، كانت بمثابة كلمة السر التي أكدت الآية القرآنية «وعسي أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم»، فلم يكن يتوقع ياسين الزغبي أن تعصف الحادثة التي تعرض لها وهو ابن العشرة أعوام بمستقبله وبدلا من أن تقف الإصابة عائقا أمامه فقد استطاع بإرادته وقوته أن يحولها إلى قوة تدفعه للأمام لتجعله يجلس وهو في عمر الثامنة عشر من عمره بجوار الرئيس ويحجز مقعده بين كبار الدولة فبالإرادة وحدها تمكن «الزغبي» من قهر «المستحيل» ليحقق أحلامه ومساعدة المواطنين في معيشية بسيطة.

لم تقف كلمة عجز أمام صناعة طريق «الزغبي» فبعد أن تعرض للإصابة أثناء السباحة بأحد شواطئ شرم الشيخ ظل أسبوعًا على فراش المرض غائبًا عن الوعي ليفيق على صدمة حياته بأنه فقد ساقه بعد أن اصطدم به سائق الزوارق السريع دون أن يلتفت إلى استغاثاته ليعود بعد أن كان ارتكب فعلته في محاولة أخيرة لإنقاذه ولكنها بات بالفشل فقد سبق السيف العزل وجاءت الإصابة بضرورة بتر الساق للحفاظ على حياة الطفل الصغير.

لم يعد الطفل ياسين الزغبي من رحلة شرم الشيخ كما ذهب على قدميه ليمارس حياته بشكلها الطبيعي بين المدرسة ودروس السباحة والبوكس بل عاد إلى مستشفي ناصر ليستكمل علاجه وبعدها بأيام قليله يسافر للخارج فالحل الوحيد أمام عودته للحياة بشكلها الطبيعي أن يقوم بتركيب طرف صناعي ليعود بعدها، أقوي من السابق لم تقهره الإصابة بل قهرها ليبدأ في مواصلة حياته وإبداعه كما كان في السابق وبدأ في تعلم ركوب الدرجات بعد أن ترك حلم السباحة والبوكس ليتفوق في الرياضة الجديدة التي اختارها ورغم صعوبتها إلا أنه تعلم بسهولة كيفية موازنة الخطوات ليقرر الانطلاق في تحقيق حلمه.

«أنا ضد الشفقة عليا» هذا مبدأ اتخذه ياسين الزغبي في حياته قائلا: «أكتر حاجة بتضايقني إن الناس مضايقة عشاني، مع إن أنا مش مضايق خالص لأنها حاجة كانت مكتوبة لي ولازم هتحصل، وبطلب من الناس يكفوا عن معاملتي كشخص مختلف عنهم، ولا ينظروا إلى نظرة شفقة وحزن».

لم يملك ياسين الزغبي المال بل أمتلك الأمل والطموح ودراجاته ليجوب بها عبر المحافظات ويدخل في مسابقات ركوب الدراجات محققاً المركز الأول محطماً مقولة «ذوي الإعاقة البدنية» معبرًا عن احتياجاتهم وطلباتهم مغيرًا نظرة المجتمع لهم وأنهم فئة مهمشة، واستطاع من خلال دراجته أن يجمع مشاكل وأحلام أبناء محافظات الدلتا مصراً أن يصل صوتهم من خلاله إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الشباب الرابع ليؤكد على رسالته الأساسية «مفيش مستحيل».