زوجة لثلاث ساعات فقط!

الأربعاء، 26 يوليو 2017 12:00 م
زوجة لثلاث ساعات فقط!
آمال فكار

جرائم الإرهاب محكوم عليها بالفشل، فالشعب والدولة يد واحدة تواجه الإرهاب وستنتصر عليه رغم كل التضحيات التى يقدمها أبناء الوطن البررة الشجعان من قواتنا المسلحة أو الشرطة، ولكن الجرائم الاجتماعية هى التى تحتاج إلى وقفة منا جميعا لكى نواجهها ونصحح مسار حياتنا.
 
فى الفترة الأخيرة عرفتنى الأقدار على جريمة من الجرائم الاجتماعية التى يتوقف أمامها الإنسان وهو فى قمة الحيرة وغاية الحزن. 
 
 القصة لعروس شابة جميلة تزوجت لمدة ثلاث ساعات والتقيت بها فى مكتب المحامى إسماعيل محمد عيسى جاءت لرفع قضية طلاق بعد زواج قصير لم تكمل ليلة عرسها التى لم تدم حتى الصباح (قالت من خلال دموعها تخيلى عمرى 20 عاما وعرفت طريق الأقسام والمحاكم كل ما أطلبه هو طلاقى وقبل الصباحية كنت فى قسم الجيزة مع عريسى فأنا فتاة تخرجت فى كلية الآداب قسم إنجليزى ورفضت أن أكون مدرسة إنجليزى وفضلت أن أكون فتاة إعلانات كنت معروفة بالجمال والأناقة فأنا من أسرة عريقة وميسورة الحال ولدى سيارة صغيرة أتنقل بها ورغم عشقى للإعلانات والتمثيل إلا أننى كنت أفضل أن أكون زوجة وأما لحبى للأطفال ورفضت زواج الصالونات التقليدى، أردت الحب الذى يسبق الزواج وشاءت الأقدار أن ألتقى به فى أحد الكافيهات فى عيد ميلاد صديقة لى وكان مطمع الجميلات فهو وسيم خفيف الدم وسريع النكتة فهو فارس كل فتاة، وحاولن الإيقاع به عرفت أنه شاب ناجح فى عمله، حيث يعمل محاميا، ولديه مكتب فى إحدى عمارات الجيزة المشهورة وكان مكتب والده من خلال هذه الليلة أحببته فهو شخص دافئ المشاعر كله حنان ورقة، تكررت اللقاءات وحدثنى عن مغامراته الكثيرة وأننى الوحيدة التى فكر فى الزواج منها والتقى بأفراد أسرتى، ورغم أنهم يشغلون مراكز محترمة فلم يفكر أحد فى السؤال عنه فهو كما عرفنا محام مشهور، مكتب معروف، أناقة، سيارة فاخرة، اتفقت أسرتى على فرش شقة الزوجية التى تقع فى شارع مراد وقام والدى بتأسيسها وأقمنا فرحا سهر الجميع فيه حتى ساعات متأخرة من الليل، حملنى العريس إلى شقة الزوجية وهمس فى أذنى بأنه صباح الصباحية سيطير بى إلى فرنسا لتمضية شهر العسل استيقظنا على طرقات عنيفة على باب شقتنا الجديدة من الذى سيحضر فى ليلة دخلتى، وخفت أن يكون حدث مكروه لأسرتى، لكن عندما فتح عريسى الباب سمعت من يقول له سقطت يا نصاب انت فين يا فؤاد من زمان؟ تساءلت من هو فؤاد؟ إن زوجى اسمه سمير الحديدى، عرفت أنه نصاب تبحث عنه الشرطة فى العديد من قضايا النصب وتزوير وانتحال شخصيات كثيرة منها ضابط شرطة وصحفى ومحام ومن حصيلة المسروقات والنصب استطاع أن ينتحل اسما جديدا وبطاقة مزورة واستغل مكتب والده فى التستر خلفه، هو كان صورة فقط، سمعت الكثير والكثير ليلة دخلتى بعد ثلاث ساعات أمضيتها فى فراش الزوجية وفستان فرحى ملقى على كرسى بحجرة النوم، وحضرت أسرتى وتابعوا التحقيق مع هذا النصاب وقد أكد لى رجال الشرطة أنه نصاب كبير وله أكثر من اسم ومهنة، وظلت العروس الصغيرة تبكى وتقول أريد الطلاق وبين يديها كل ما توصلت إليه من مستندات من الأقسام تفيد ارتكابه تهما تدينه وتثبت خداعه ومعه مجموعة من الأحكام ضده، وسبق سجنه فى قضايا نصب.. علق المحامى قائلًا لها سوف تحصلين على طلقة بائنة لأسباب كثيرة منها أن الزوج زور فى وثيقة زواجه وادعى أنه محام على خلاف الحقيقة كما أنها خدعت فيه ولا تأمن على سمعتها ومستقبلها معه، وأنه لم ينل من التعليم إلا الشهادة الإعدادية وهذا لا يحقق التكافؤ الاجتماعى بين الزوجين، كانت الضحية تسمع ما يقوله المحامى ودموعها سبقت كلمات قالتها نحمد الله أنها ثلاث ساعات فقط وليس العمر كله، والآن استيقظت من الكابوس.. وهذه الجريمة أتصور أنها أخطر من الجرائم الإرهابية.. وتحيا مصر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة