من درنة إلى بنغازي.. الجيش الليبي خطوات في طريق النصر
الأحد، 23 يوليو 2017 06:33 م
تعيش ليبيا طيلة السنوات الماضية بيئة مناسبة للتنظيمات الارهابية فى ظل تدهور الأوضاع السياسية والأمنية، والتي حاولت مد أذرعها في عدة مدن لمحاولة نشر افكارها المتطرفة والسيطرة على البلد الذي يعيش أزمة خلفتها انقسامات وصراعات بين أبناء الدولة الواحدة.
وتعتبر مدينة بنغازى أبرز المدن الليبية التى سقطت فى قبضة الجماعات الإرهابية والمتطرفة، ورغم اعلان القيادة العامة للجيش الليبي عن تحرير المدينىة منذ مطلع يوليو الجاري، فإن القوات الليبية مازالت في حالة قتال ضد العناصر المتخفية في بعض أحياء المدينة.
واستطاع الجيش الليبي بقيادة المشير «خليفة حفتر» تنظيم صفوفه ليطلق "عملية الكرامة" ضد الميليشيات والتنظيمات الارهابية التي كانت وراء تردي الوضع الأمني في عدة مدن ليبية.وبين بنغازي ودرنة مازالت قوات الجيش الليبي تسعى لدك معاقل الارهاب والقضاء على العناصر الاجرامية التي توغلت فيها.
ومدينة بنغازي ثاني أكبر مدينة في ليبيا بعد العاصمة طرابلس، وأكبر مدينة بالشرق الليبي، وتكمن أهيتمها الرمزية في كونها مدينة الأحداث التاريخية الكبرى في تاريخ البلاد. ولأكثر من عامين استطاعت الجماعات الأرهابية المسلحة السيطرة على مناطق واسعة ناشرة فيها القتل والاغتيالات والتفجيرات التي اسالت أنهارا من دماء أبناء المدينة.
من جهته، قال مسئول مجموعة عمليات عمر المختار بمحور درنة العميد «سالم الرفادي»، إن الجيش قرر إرجاء الحسم العسكري في درنة لإفساح المجال أمام قنوات التواصل مع الأعيان والمشايخ في المدينةِ التي تعتبر الوحيدة في إقليم برقة التي مازالت تحت سيطرة ما يسمى بـ«مجلس شورى مجاهدي درنة»، الموالي لتنظيم القاعدة، مشيرا الرفادي إلى أن "قوات الجيش ستعيد درنة إلى حضن الوطن، ولكن دون مزيد من إراقة الدماء.
وفي سياق متصل، أكد المجلس المحلي بدرنة، أنه لا حوار ولا تصالح مع المتطرفين، وعناصر الجماعات الإرهابية، وبين المجلس في بيان له أن الأعمال الإرهابية التي تشهدها مدينة درنة، والمناطق المجاورة لها تدخل ضمن مخطط خبيث يهدف إلي تفكيك التركيبة الإجتماعية للمدن والمناطق الليبية المتجانسة اجتماعيا وقبليا.
وأضاف المجلس في بيانه، أن الجماعات المتطرفة بجميع مسمياتها تسعي لكل ما من شأنه تنفيذ ذلك المخطط، معتبرا أن استخدام الجماعات الإرهابية لذرائع إعتداء بعض المناطق على مدينة درنة، يأتي ضمن محاولة كسب الرأي العام. ورحب المجلس المحلي بأي جهود للتصالح ودفع وإزالة الشحناء بين المدن والمناطق المجاورة، محذرا في الوقت نفسه من الذين لديهم مصلحة في الفتن ويستغلون أى طرف من شأنه شق الصف الوطني.واختتم المجلس بيانه بأن المتطرفين لا عهد عندهم لأنهم أهل غدر ومكر، مستشهدا بما حدث في قاعدة براك الشاطي والذي اعتبره عبرة.
ورغم محاصرة الجيش الليبي لأطراف مدينة درنة من أجل السعي إلى تطهيرها، فإنها مازالت تشكل مركزا رئيسيا لتنظيم القاعدة في ليبيا ممثلا في «مجلس شورى مجاهدي درنة» الذي يقود كل العمليات من المدينة، والذي يمثل تحالف لعدد من الميليشيات ويتبع تنظيم القاعدة.
وقال العميد «محمد مهنى»، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الموقع الجغرافي التي تقع فيه مدينة درنة، يشكل صعوبة أمام تحركات الجيش الليبي، لأنها تقع على الساحل ومحاطة بالجبال، وفيها العديد من الكهوف والمدقات الجبلية، ولا بد من التنسيق من أعيان درنة للتعاون مع الجيش، وفقاً لتقرير نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وساهمت الفوضي العارمة والانفلات الامني وانتشار السلاح فضلا عن غياب دولة مركزية قوية في سقوط مدن ليبيا في فخ التنظيمات الارهابية التي توغلت فيها ومارست أنشطتها الارهابية التي راح ضحيتها آلاف من أبناء ليبيا.وتلقي انتصارات الجيش الليبي ودكه لابرز معاقل الارهاب في عدة مناطق من البلاد ببارقة أمل في تحرير كامل ربوع ليبيا والوصول بها الى الاستقرار والأمن.