الخارجية الأمريكية : دول أفريقيا واجهت الإرهاب بشجاعة في 2016
السبت، 22 يوليو 2017 02:02 م
نبه تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول أوضاع الإرهاب الدولى الى خطورة التهديدات الإرهابية التى شهدها القارة الافريقية خلال العام 2016 ولا تزال تشهدها إلى الآن.
وأشار التقرير الذى يرصد أوضاع الارهاب وجهود مكافحته حول العالم على مدار العام 2016 إلى خطورة حركة الشباب الإرهابية فى الصومال باعتبارها أخطر تهديد يواجه شرق افريقيا اذ استمرت سيطرة الحركة خلال العام الماضى على مناطق واسعة فى وسط وجنوب الصومال برغم وجود قوات الاتحاد الأفريقى على أراضيه ، موضحا أن حركة الشباب بايعت تنظيم القاعدة فى العام 2015 لتتحول الى ذراع له فى شرق افريقيا وهو ما نتج عنه آنذاك تمددها فى شمال شرق كينيا وما تردد لاحقا عن اعطاء هذا التنظيم بيعة الولاء لتنظيم داعش .
ولفت تقرير الخارجية الامريكية إلى استفادة دول شرق افريقيا من دعم مكافحة الإرهاب الموجه لهم من واشنطن لتعزيز قدراتهم على التصدى للتنظيمات الارهابية وبخاصة فى دول مثل جيبوتى وأوغندا والصومال وكينيا ، وأشار إلى ما شهده العام الماضى من تشكل " مجموعة العمل الخاصة بمكافحة الإرهاب فى منطقة الحوض التشادى الأعظم " والتى تضم الكاميرون وبينين وتشاد والنيجر ونيجيريا وهى المجموعة التى بفضلها حققت تلك الدول انتصارات على تنظيم "بوكو حرام" الارهابى المتمركز فى شمال نيجيريا واجهضت بصورة كبيرة مساعيه للتمدد فى سائر دول الاقليم عبر حدودها المفتوحة .
وفى منطقة الساحل والصحراء ، أشاد التقرير السنوى للخارجية الأمريكية بما شهده العام 2016 من نجاح لعملية " بركان " وهى عملية مكافحة إرهاب تعتمد على التكنولوجيا المتطورة والعمليات الخاصة النوعية الجماعات المسلحة فى منطقة الساحل الافريقية وفى مقدمتها جمهورية مالى .
تجدر الاشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد اطلقت فى العام 2005 مبادرة " الشراكة من أجل مكافحة الإرهاب فى دول الصحراء الافريقية " وهى المبادرة التى نجحت حتى الآن فى إنتاج جهد منظم ومتعدد الاطراف والمراحل لمكافحة النشاط الإرهابى فى الصحراء الكبرى وغرب افريقيا بما فى ذلك بناء القدرات الوطنية لدول الاقليم وتعبئة الجهود المدنية والأمنية والعسكرية معا لمواجهة الإرهاب ومساعى تمويله من خلال تجارة البشر وتهريب الافراد والمخدرات والاتجار فى الاسلحة الصغيرة ، وكذلك التصدى لعمليات اختطاف الافراد وطلب فدية لتحريرهم كمورد لتمويل أنشطة الارهاب ، كما ركزت المبادرة الأمريكية على أنشطة الإعلام والتوعية ومكافحة سبل تجنيد الشباب للعمل الارهابى ومساعدة هذه الدول على سن القوانين اللازمة لذلك فى كل من الجزائر وبوركينا فاسو والكاميرون وتشاد ومالى وموريتانيا والمغرب والنيجر ونيجيريا والسنغال وتونس .
وكان نجاح تلك المبادرة الأمريكية حافزا على اطلاق مبادرة مماثلة لمكافحة الإرهاب فى شرق افريقيا تعمل بنفس الآليات فى العام 2009 تضم جيبوتى وإثيوبيا وكينيا والصومال وتنزانيا وأوغندا ، لكن التقرير الأمريكى صنف كلا من بوروندى وجزر القمر وجزر سيشل والسودان وجنوب السودان "بالاطراف غير النشطة " فى دعم العمل بالمبادرة ومن ثم اوقفت كافة المساعدات الأمريكية المادية والتدريبية الخاصة التى كانت تقدم لتلك الدول خلال العام 2016 ، وفى المقابل أشاد التقرير بالجهود التى تقوم بها تشاد فى دعم الجهد الدولى المناهض للإرهاب وكذلك ما تقوم به الكاميرون من تطوير لأجهزتها الأمنية وتلك المعنية بإنفاذ القانون ومكافحة تمويل الإرهاب ، كذلك أشاد التقرير بالدعم الذى بدأت جيبوتى فى تقديمه خلال العام الماضى لقوات حفظ السلام ومكافحة الارهاب الافريقية العاملة فى الصومال .
ونبه التقرير كذلك الى خطورة تنظيم " أنصار الدين " الأصولى المتطرف فى جمهورية مالى وارتفاع وتيرة نشاطه منذ نهاية العام 2013 برغم العمليات الأمنية الفرنسية والافريقية المشتركة والتى حالت دون بسط التنظيم لسيطرته الكاملة فى مناطق فى شمال مالى منها مدينتا تيدال وتمبوكتو الاستراتيجيتان .
وفى شمال افريقيا ، نبه التقرير إلى خطورة تنظيمى "أنصار الشريعة " فى درنه وبنغازى ملمحا الى وجود تعاون بينهما فى انشطة التجنيد و الاستهداف ، وأرجع التقرير الأمريكى الى كلا التنظيمين حالة عدم الاستقرار الأمنى الذى شهدته الأراضى الليبية على مدار العام 2016 ، وذلك برغم أدراجهما على قائمة المنظمات الارهابية الصادرة عن الخارجية الأمريكية فى عامى 2013 و2014 على التوالى ، كما نبه التقرير الأمريكى إلى وجود جماعات تحمل اسم هذا التنظيم فى تونس نفذت عمليات إرهابية خلال العام 2012 واغتيالات لسياسيين فى عامى 2013 و2014 .
ورصد التقرير أنه فى العام 2014 بدأ تنظيم داعش الإرهابى نشاطه على الأراضى الليبية ساعيا إلى التمدد الى دول جوارها مما دفع الإدارة الأمريكية إلى إدراج " تنظيم داعش – ليبيا " على لائحة التنظيمات الارهابية شديدة الخطورة وكان ذلك بتاريخ 20 مايو 2016 حيث يتخذ هذا التنظيم من مدينة درنة الليبية مقرا عملياتيا له .
ونبه التقرير الأمريكى إلى أن "داعش ليبيا" قد زادت عدد المنضمين لها بمقدار الضعف فيما بين عامى 2015 و 2016 ليصلوا إلى ستة آلاف مسلح وبدأت فى مهاجمة منشآت البترول الليبية الساحلية بهدف السيطرة عليها واستخدامها كمصدر للتمويل وهو ما استمر الحال عليه حتى ديسمبر 2016 عندما استعادت القوات الليبية سيطرتها على تلك المنشآت ، كما لم يستبعد التقرير الأمريكى كون تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامى بمثابة التنظيم الأم الذى اخرج كافة التنظيمات الاخرى على مستوى أقليم كل دولة وذلك بعد ان أعاد تنظيم القاعدة " الأم " ترسيم استراتيجية عمله من المركزية إلى اللامركزية بعد مصرع قائده أسامة بن لادن واختفاء الآباء الأوائل من قيادات التنظيم .