المطران عطا الله حنا: يدين إصابة شيخ القدس عكرمة صبري
الأربعاء، 19 يوليو 2017 03:18 م
عبر المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس عن شجبه واستنكاره للاعتداء الذي تعرض له فضيلة الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس والذي أصيب برصاصات الاحتلال الغادرة ومعه عدد من الشباب الذين كانوا يعتصمون قبالة المسجد الأقصى استنكارا ورفضا للإجراءات الاحتلالية المتخذة بحق هذا المكان المقدس .
وقال سيادة المطران بإن هذه الرصاصات الغادرة التي أصابت شيخنا الفاضل إنما هى رصاصات موجهة إلينا جميعا وهي رسالة تهديد وترهيب ووعيد لكافة الشخصيات الدينية والوطنية المقدسية، إن التعدي على الأخوة المعتصمين في منطقة باب الأسباط إنما تعدي على كل الشعب الفلسطيني وعلى كافة أبناء مدينة القدس.
وإننا نعبر عن تضامننا مع فضيلة الشيخ عكرمة صبري ومع كافة المصابين فإننا نتمنى لهم الشفاء والعودة إلى مزاولة أعمالهم ونشاطاتهم وحضورهم الدائم في الدفاع عن القدس .
إن ردنا على هذه الرصاصات الاحتلالية الغادرة لن يكون إلا من خلال الثبات والصمود والتمسك بمواقفنا ودفاعنا عن قدسنا ومقدساتنا والتصدي لكافة المشاريع الاستعمارية الاحتلالية في المدينة المقدسة .
إن أبناء القدس المسلمين والمسيحيين يقفون في خندق واحد في الدفاع عن القدس وفي الدفاع عن الأقصى وفي الدفاع عن أوقافنا المسيحية التي يستهدفها الاحتلال ويبتلعها بأساليبه اللاقانونية واللاشرعية.
إن أولئك الذين يعتدون على الأقصى ويهددون بتقسيمه زمانيا ومكانيا وتمرير مشاريعهم الاحتلالية فيه هم ذاتهم الذين يتآمرون على أوقافنا المسيحية ويسرقونها ويستولون عليها بطرق غير قانونية وبأساليبهم وأنماطهم المعهودة والغير المعهودة .
كلنا مستهدفون وأوقافنا الإسلامية والمسيحية مستهدفة ومستباحة ولذلك وجب علينا أن نكون معا وسويا في خندق واحد وأن نوحد صفوفنا لكي نكون أقوياء في تصدينا لهذا المشروع الاحتلالي الهمجي الذي يستهدفنا جميعا ولا يستثني أحدا على الإطلاق .
إن التعدي على المسجد الأقصى هو تعدي على كنيسة القيامة كما أن التعدي على كنيسة القيامة هو تعدي على الأقصى، إن من يعتدون على المسلمين في مقدساتهم وأوقافهم هم ذاتهم المعتدون على أوقافنا المسيحية التي يتم تسريبها وبيعها بطرق ملتوية .
نحن بحاجة إلى مزيد من اللحمة والوحدة والأخوة وتكريس ثقافة الوحدة الوطنية ، لقد تميزت مدينة القدس بوحدة أبنائها المسيحيين والمسلمين وتلاقيهم في السراء والضراء وعلينا جميعا تقع مسؤولية الحفاظ على هذا النموذج الوحدوي الإنساني الوطني المتميز .
إن الذين اعتدوا على فضيلة الشيخ عكرمة صبري اعتدوا علينا جميعا واستهدافه هو استهداف لكل واحد منا، وهذه الرصاصات الغادرة إنما حملت رسالة تهديد وتخويف لكل واحد منا لكي نتراجع عن تأدية رسالتنا وواجباتنا تجاه مدينتنا ومقدساتنا واوقافنا المستباحة .
لن تخيفنا هذه الرصاصات ولن يخيفنا هذا التهديد والوعيد وسنبقى في القدس مدافعين عنها وعن عروبتها باعتبارها عاصمة روحية ووطنية لشعبنا الفلسطيني ، إن هذه الرصاصات الغادرة لن تزيدنا إلا ثباتا وتمسكا بمواقفنا فنحن قوم لا نخاف في دفاعنا عن الحق وفي دفاعنا عن قيم العدالة والحرية والكرامة الإنسانية ، لن نستسلم للأطماع الاحتلالية في مدينة القدس ، لن نستسلم لأولئك الذين يسعون لابتلاع مقدساتنا وأوقافنا ، لن نستسلم لأولئك الذين يخططون لتصفية قضيتنا الفلسطينية التي هي قضية شعب راح تحت الاحتلال ويحق له أن يعيش بحرية وكرامة في وطنه .
ستبقى مدينة القدس عاصمتنا وحاضنة أهم مقدساتنا الإسلامية والمسيحية ، وستبقى مدينة القدس مدينة السلام والإخوة والوحدة الوطنية ومهما اشتدت حدة العدوان والغطرسة والممارسات الاحتلالية الغاشمة فلا بد للحق أن يعود إلى أصحابه ولا يضيع حق وراءه مطالب .