المطران عطا الله حنا: علينا إفشال المؤامرات التي تستهدف وحدتنا الوطنية

الأربعاء، 19 يوليو 2017 02:59 م
المطران عطا الله حنا: علينا إفشال المؤامرات التي تستهدف وحدتنا الوطنية
المطران عطاالله حنا
ماريان ناجى

وصل إلى القدس صباح اليوم وفد من أبناء الرعية الأرثوذكسية في مدينة بيت جالا وقد زار الوفد كنيسة القيامة وكاتدرائية مار يعقوب كما تجولوا في البلدة القديمة من القدس ومن ثم استقبلهم سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس وذلك في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة في البطريركية، وقال الآتي :

نحن شعب فلسطيني واحد مسيحيين ومسلمين وعلينا أن نرفض وأن نفشل كافة المؤامرات التي تستهدف وحدتنا الوطنية، أعداءنا يسعون لبناء جدران وهمية تفصلنا عن بعضنا البعض كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد ونحن بدورنا يجب أن نهدم هذه الجدران الوهمية إن وجدت وأن نبني مكانها جسور المحبة والأخوة والوحدة والتلاقي بين كافة مكونات شعبنا الفلسطيني .

المسيحيون في فلسطين ليسوا ضيوفا عند احد وهم متشبثون بانتمائهم لهذه الارض ، فلسطين هي حاضنة اهم مقدساتنا وتراثنا الروحي والانساني والوطني ، نحن فلسطينيون وننتمي الى فلسطين ارضا وشعبا وقضية وتراثا وانتماء .

لقد اصبح المسيحيون الفلسطينيون قلة في عددهم بسبب ما الم بهم وبشعبهم الفلسطيني ولكن هذه القلة الباقية هي ليست اقلية ويجب ان تبقى محافظة على ايمانها وتراثها واصالتها وعلى انتماءها العربي الفلسطيني .

لا يجوز لنا ان ننظر الى انفسنا وكأننا طائفة لاننا لسنا كذلك فالمسيح لم يأتي الى هذه الارض لكي يؤسس طائفة بل اتى لكي ينشر قيم المحبة والاخوة والسلام بين البشر كافة ، فليكن الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة حضورا فاعلا كما كان دوما في الحياة الوطنية والثقافية والفكرية والانسانية ، لا يجوز لمسيحيي هذه الديار ان يتقوقعوا وان ينعزلوا عن هموم وهواجس شعبهم ، ان مواجهة التطرف والارهاب الذي استهدف المسيحيين وغيرهم من المواطنين في هذا المشرق العربي لا يمكن ان تكون من خلال التقوقع والانعزال والابتعاد عن هواجس وتطلعات امتنا وشعبنا الفلسطيني .

ان اعداء امتنا العربية اوجدوا لنا ظاهرة التطرف والارهاب والكراهية وهم يغذونها بالمال والسلاح بهدف تدمير حضارتنا وثقافتنا وتفكيك مجتمعاتنا واقطارنا العربية ، انهم يريدوننا ان نتحول من امة عربية واحدة الى طوائف وقبائل متناحرة فيما بينها ، انهم يريدون شرق اوسط خال من المسيحيين وخال من القيم الانسانية والروحية والاخلاقية ، اعداءنا يريدون لمنطقة الشرق الاوسط ان تكون منطقة دمار شامل تسودها ثقافة الارهاب والعنف والقتل وذلك لكي ينسى العرب قضيتهم الاولى قضية فلسطين .

لن تقوم قائمة لامتنا بدون وحدتها وتضامنها وتآخيها ولا يجوز لاي واحد منا ان يستسلم لما يخطط لامتنا العربية من محاولات هادفة لتقسيمنا وتفكيكنا وشرذمتنا .

لقد قلنا البارحة بأن التعدي على المسجد الاقصى هو تعدي على كنيسة القيامة والتعدي على المسلمين هو تعدي على المسيحيين ، يجب ان نسعى جميعا كل من موقعه لتكريس ثقافة الوحدة الوطنية والتآخي الديني في مواجهة افة التطرف والكراهية والعنف التي هدفها الاساسي جعل بوصلتنا تنحرف نحو اتجاهات لا تنصب ومصلحتنا الوطنية .

المسيحيون الفلسطينيون في هذه الديار ومنذ سنوات طويلة يتعرضون للتآمر على وجدوهم واوقافهم وحضورهم وعلينا ان نبقى ثابتين في دفاعنا عن الحق الذي ننادي به ، لن نتنازل عن انتماءنا المسيحي وتشبثنا بالقيم المسيحية وانتماءنا للكنيسة الارثوذكسية ، لن نتخلى عن انتماءنا للامة العربية التي يسعى الاعداء لتمزيقها وتدميرها وتفكيكها ، لن نتخلى عن انتماءنا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة التي هي قضيتنا جميعا كمسيحيين ومسلمين .

فلتكن معنوياتكم عالية ولا تستسلموا لاولئك الذين يريدوننا ان نعيش حالة احباط ويأس وقنوط لكي نقوم بعدئذ بتحزيم امتعنا وان نغادر هذه الديار .

لن نغادر وطننا ولن نترك فلسطين التي سنبقى فيها وهي عنوان كرامتنا وهويتنا وانتماءنا .

لن نتخلى عن خطابانا السلمي الذي يدعو دوما الى الوحدة الوطنية ، لن نتخلى عن حقنا في الدفاع عن قدسنا ومقدساتنا واوقافنا المسيحية التي تستباح في وضح النهار ، لن نستسلم لاولئك المتآمرين علينا والذين يخططون لتصفية وجودنا وتهميش انتماءنا الوطني واقتلاعنا من هويتنا العربية الفلسطينية .

سيبقى المسيحيون الفلسطينيون ملحا وخميرة لهذه الارض ودعاة خير وسلام ومحبة واخوة شاء من شاء وابى من ابى وسيبقى المسيحيون والمسلمون ابناء شعب واحد يناضلون معا من اجل قضية واحدة .

المسيحيون الفلسطينيون متمسكون بعراقة وجودهم وبجذورهم العميقة في هذه الارض المقدسة.

قدم سيادته للوفد بعض المنشورات الروحية والايقونات كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق