المطران عطا الله حنا: الذين يعتدون على المسجد الأقصى هم ذاتهم المعتدون على أوقافنا وعقاراتنا المسيحية

الأربعاء، 19 يوليو 2017 04:17 م
المطران عطا الله حنا: الذين يعتدون على المسجد الأقصى هم ذاتهم المعتدون على أوقافنا وعقاراتنا المسيحية
المطران عطا الله حنا
ماريان ناجى

وصل إلى مدينة القدس صباح اليوم وفد من أبناء الرعية الأرثوذكسية في مدينة بيت جالا وقد زار الوفد كنيسة القيامة وكاتدرائية مار يعقوب وتجولوا في البلدة القديمة من القدس ومن ثم استقبلهم المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس وذلك في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة في البطريركية .

رحب المطران بوفد الرعية الأرثوذكسية في بيت جالا مؤكدا على أهمية التواصل بينهم قائلا: أؤكد على أهمية زيارة مدينة القدس التي نعتبرها كفلسطينيين بأنها عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة أهم مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، القدس تتعرض لهجمة غير مسبوقة تستهدف هويتها الوطنية ومكانتها الروحية وتاريخها وتراثها الإنساني والوطني، خلال السنوات المنصرمة تعرضت مدينة القدس لحملة غير مسبوقة هادفة لطمس معالمها والنيل من طابعها ومكانتها لدى أبناء شعبنا الفلسطيني، فقد أوجدوا لنا مهرجانات وفعاليات تحمل عناوين ثقافية ورياضية وفنية وغيرها ولكنها في الواقع هى وسائل بهدف بسط السيطرة الإسرائيلية على القدس وتهويد المدينة المقدسة وتهميش الحضور العربي الفلسطيني فيها.

تابع " عطا الله حنا " : إن باب الخليل المؤدي إلى الكنائس والأديرة والبطريركيات المسيحية في القدس القديمة نلحظ أنه في كثير من الأحيان يتم إغلاقه بسبب هذه الفعاليات والنشاطات التي تقيمها السلطات الاحتلالية في مدينة القدس، كما أنه يتم إغلاق الكثير من الشوارع المحيطة بالبلدة القديمة مما يعرقل حرية المقدسيين في التنقل من مكان إلى مكان، ففي كثير من الأحيان تكون البلدة القديمة من القدس محاصرة وأبنائها ممنوعون من الدخول أو الخروج منها وإليها بسبب هذه النشاطات الاحتلالية التي تحمل الطابع الثقافي ولكن في واقعها هي وسائل لتهويد المدينة المقدسة وتغيير ملامحها وطابعها العربي الفلسطيني .

للأسف الشديد لا نسمع من يحتج على هذه الإجراءات ولذلك نلحظ بأنها تزداد شراسة يوما بعد يوم .

أضاف " عطا الله حنا ": المسجد الأقصى مستهدف وكذلك نلحظ بأن أوقافنا المسيحية هى مستهدفة أيضا، مقدساتنا وأوقافنا الإسلامية والمسيحية مستباحة وكأننا أصبحنا لقمة سائغة للاحتلال الذي يستغل الوضع العربي المتردي والانقسامات الفلسطينية الداخلية بهدف تمرير مشاريعه وسياساته على الأرض، يتسائل الكثيرون من المسيحيين الفلسطينيين ماذا يجب أن نفعل وما هو مطلوب منا في هذه الظروف ولذلك فإنني أود أن اقول لكم ولكافة أبناء كنيستنا ومسيحيي هذه الأرض المقدسة بأن الظروف التي نمر بها هي مأساوية ومعقدة تتطلب منا مزيدا من الحكمة والرصانة والاستقامة والصدق والانتماء الحقيقي لهذه الأرض المقدسة، وعلينا أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع شركاءنا في الانتماء الإنساني والوطني، علينا أن نكون على قدر كبير من الحكمة والرصانة والانتماء الصادق لهذه الأرض المقدسة .

تابع " عطا الله حنا " : المسيحيون الفلسطينيون هم مكون أساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني ويجب أن نحافظ على هذا الانتماء وألا نستسلم لأولئك المتآمرين علينا الذين يسعون لاقتلاعنا من انتماءنا العربي ومن هويتنا الفلسطينية الوطنية، أولئك المتآمرون على الأقصى هم ذاتهم المتآمرون على الحضور المسيحي في فلسطين وفي المشرق العربي وإن تعددت المسميات والألقاب والأوصاف، من يعتدى على الأقصى هو ذاته الذي يسرق أوقافنا وعقاراتنا المسيحية، من يعتدى على المقدسات الإسلامية هو ذاته الذي يعتدي على المقدسات والأوقاف المسيحية ولذلك وجب علينا أن نكون على قدر كبير من المسؤولية وأن نوحد صفوفنا وأن نرفض بشكل قاطع أولئك الذين يسعون لتمزيقنا وإثارة الفرقة في صفوفنا وبين ظهرانينا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق