احتوت طالبان وجندت اللاجئين.. هكذا اخترقت إيران أفغانستان

الأربعاء، 19 يوليو 2017 12:14 م
احتوت طالبان وجندت اللاجئين.. هكذا اخترقت إيران أفغانستان
طالبان - صورة أرشيفية
محمد الشرقاوي

تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة الاحتقان بين إيران وأفغانستان، على خلفية مشروعات تنموية تعتزم الإدارة الأفغانية بناءها على نهر «هلمند» الأفغاني الذي يصل إلى طهران.

تلك التوترات، تناولتها دراسة للباحث محمد عبدالله يونس، عرضها مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، قال إنها تكشف مدى التغلغل الإيراني في الداخل الأفغاني ورعاية إيران المعلنة لحركة طالبان لإضعاف الحكومة الأفغانية، بالإضافة إلى توظيفها أوراق ضغط متعددة لتطويق تمدد حلف الناتو والولايات المتحدة في الجوار الجغرافي المباشر لها، وتهديد الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان لاستباق أي مراجعة أمريكية مُحتملة للاتفاق النووي.

وتابع الباحث أن التوترات الإيرانية - الأفغانية تتجاوز الصراع على الموارد المائية، إذ يكشف تتبع السياسة الإيرانية تجاه أفغانستان عن تمكن إيران من التغلغل في الداخل الأفغاني على مدار سنوات وقيامها بتوظيف أطراف داخلية متعددة لتحقيق مصالحها وفي صدارتها حركة طالبان.

وتتمثل معالم السياسة الإيرانية التدخلية في أفغانستان في التحالف الاستراتيجي مع حركة طالبان، وذلك على مدار سنوات طويلة حافظت إيران على علاقات قوية مع حركة طالبان الأفغانية، إلا أن مؤشرات التقارب المعلن بين الطرفين بدأت في التزايد عقب فتح مكتب تمثيل لطالبان في مدينة مشهد الإيرانية، كما كشفت عملية تصفية زعيم طالبان الملا أختر محمد منصور في باكستان في مايو 2016 عن علاقات وثيقة بين إيران وطالبان، حيث كان منصور عائداً من إيران إلى باكستان قبل مقتله.

وبحسب الدراسة، اعتمدت طهران على هجمات طالبان لإعاقة مشروعات السدود الأفغانية قبل اكتمالها لمنع تأثيراتها السلبية على التدفقات المائية إلى إيران بالإضافة للتصدي لتشكيل حكومة أفغانية قوية عسكرياً متحالفة مع الغرب ومعادية للسياسة الإيرانية، وهو ما تجلي في هجمات طالبان على «سد سلما» في يونيو 2017، وهجماتها المتكررة على «سد كمال خان» منذ مطلع عام 2017.

ويكمن التدخل الإيراني أيضًا في تهريب الأسلحة، وهو ما أكده حاكم إقليم هلمند الأفغاني حياة الله حياة في يناير 2017، أن إيران سلمت صواريخ إيرانية إلى طالبان لمهاجمة البنية التحتية والمدن الأفغانية، كما كشف عن اجتماع مسؤولين إيرانيين وبعض زعماء طالبان في مدينة كرمسير، وعثور القوات الأفغانية على بقايا صواريخ إيرانية الصنع أطلقتها طالبان ضد القوات الأفغانية في معارك جرت بمدينتي كرمسير وسنكين.

ورصدت القوات الأمنية الأفغانية متفجرات وذخائر وقذائف مورتر وبنادق آلية وقنابل وأسلحة إيرانية الصنع خلال مداهمات لمستودعات للأسلحة تابعة لحركة طالبان خلال عامي 2016 و2017 .

وتضيف أن الدراسة أن أحد أشكال التدخل الإيراني، في «تجنيد اللاجئين»، وهو ما كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في يونيو 2017 عن تجنيد الحرس الثوري الإيراني لاجئين أفغانًا، خاصة من قومية «الهزارة» الشيعية للقتال في سوريا والعراق والدفاع عن الأضرحة الشيعية، حيث تم تشكيل لواء فاطميون في عام 2014، من اللاجئين الأفغان الشيعة، وفي المقابل تقدم إيران للمجندين رواتب مالية وتعويضات لأسرهم بالإضافة لمنحهم الجنسية الإيرانية ورعاية ذويهم اقتصاديًا، إضافة إلى الضغوط السياسية وترحيل اللاجئين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة