مصيف رأس البر.. الزحام والإشغالات يعصفان بالفطير والمشبك والطفطف (صور)
الأربعاء، 19 يوليو 2017 06:55 مدمياط عبده عبد البارى
على الرغم من انتشار القري والمنتجعات السياحية بطول شواطئ البحرين الأحمر والمتوسط، وإنتشار الفنادق الضخمة والشاليهات التي تطل على مناظر طبيعية خلابة، إلا أن مصيف رأس البر مازال يتمتع بجاذبية كبيرة وخاصة مع الفئات التي اعتادت سنويا على قضاء عطلة الصيف بها.
وكانت الإسكندرية وبورسعيد والاسماعيلية ومرسي مطروح والغردقة هي المصايف الرئيسية لأغلب المصريين ومنذ التسعينيات وظهور المنتجعات السياحية بشرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالي انقسم المصريين بين تلك الفئتين من المصايف فاصحاب الدخول العالية هجروا المصايف الشعبية التاريخية إلى المنتجعات السياحية حيث يقضي المشاهير ونجوم المجتمع عطلاتهم الصيفية بها ويبقى السواد الأعظم من المصريين مرتبطين بالمصايف الشعبية حيث يمتلئ البوم ذكرياتهم وصور طفولتهم وشبابهم تبقى في تلك المصايف وخاصة رأس البر التي ظلت لسنوات طويلة مصيف الملوك والأمراء ووجهاء المجتمع ومشاهير الفن والرياضة وخاصة في فترات الأربعينيات والخمسينيات وظلت رأس البر حتى نهاية الثمانينيات مصيف النجوم والمشاهير.
يقول طاهر جوهر رأس البر رغم التطور الكبير الذي شهدته في ال15 عاما الماضية من نهضة عمرانية وحضارية ورغم الزحام الشديد الذي تشهده في موسم الصيف رغم ارتفاع أسعار الإيجارات والخدمات الا انها لم تعد واحة الراحة والهدوء والاستجمام وهي المميزات التي جعلتها مصيف المشاهير لفترات طويلة فالمواطن لا يبحث عن شاطئ ونسيم البحر بقدر ما يبحث عن الهدوء والاسترخاء والاستجمام.
وتابع كل شئ في راس البر تبدل 360 درجة البحر الذي كان ََمن أهم مميزات رأس البر يشهد زحاما غير عادي بخلاف سلوكيات الناس فلم يعد هناك زيا لنزول البحر كما كان بلا ينزل المصطافين للبحر بملابسهم المنزلية وكأن البحر تحول لغسالة كبيرة للملابس ولم تعد الشمسية هي الواقي الطبيعي من حرارة الشمس بل انتشرت الخيم على شاطئ البحر وكأنها منطقة عشوائية.
مشيرا الشئ الوحيد الذي يجذب المصطافين وخاصة من القاهرة والجيزة الغربية والدقهلية لرأس البر هي ذكرياتهم بها وخاصة ممن يمتلكون عششا وفيلات أو أي وحدة سكنية أو تجارية بها.
وتابع الكثير ما زال متعلقا بتناول الحلويات بمحلات شارع النيل وخاصة الفطير و المشبك واستقلال الطفطف للتجول بالمدينة والاستمتاع بالسير على الممشى السياحي بشارع النيل
ويضيف أيمن صالح، رأس البر كانت لنا مصيفا وعملا كشباب جامعيين فكنا نعمل في بيع كل شئ في الاجازة الصيفية نبيع الايس كريم والذرة المشوي واللب والترمس، لكي نساعد اسرنا ونبني أنفسنا ونصيف، أما الآن فاغلب ما يعملون بتلك المهن باعة جائلين قادمين من مختلف المحافظات ومنهم من يستغل الأطفال من دون 15 عاما بل من دون سن السابعة لبيع التسالي والتسول جنبا إلى جنب فبعد أن كنا نعمل ونصيف تحول الوضع الآن لعمل وتسول وهي الظاهرة المنتشرة حاليا برأس البر حيث تحولت تلك المهنة إلى اتجار بالبشر فتجد احد الاشخاص يستأجر جراجا ويجلب مئات الأطفال ينامون فوق بعضهم البعض داخل تلك الجراجات وينتشرون مع أول ضوء للشمس على الشواطئ لبيع اي شئ والتسول والعودة إلى اربابهم مع غروب الشمس ليسلموا حصيلة البيع والتسول.
الدكتورة سامية الزيني عضو مجلس النواب السابقة والتي تقيم برأس البر تقول رأس البر لم يعد لها طعما فبعد أن كانت أشهر المصايف المصرية تراجعت بشكل كبير وذلك على الرغم من الزحام الكبير الذي تشهده .
وتابعت رواد اليوم الواحد الذين يأتون في رحلات جماعية من أهم أسباب تشويه رأس البر وتابعت زمان رأس البر كانت قبله للمصطافين الذين كانوا ينقلون لأهالي دمياط موضة اللبس وقصة الشعر فكان يقام فيها عروض الأزياء ومسابقات ملكات الجمال اما الان فمشاهد الخيم المنتشرة على الشاطئ ووسط العشش والفيلات وحلل المحشي والبط والاسماك هي الغالب.
وتضيف أن سلوكيات المواطنين تغيرت فالاطفال يقضون حاجتهم بمياه البحر والأسر تلقى بمخلفات الطعام والشراب على الشاطئ.
وفي سياق متصل دشن عددا من سكان رأس البر حملة بعنوان أنقذوا رأس البر وتضامن معهم عدداً من أعضاء مجلس النواب حيث تم رصد عددا من الظواهر السلبية وقدموا عددا من المقترحات لمحافظ دمياط ورئيس المدينة حيث تم تنفيذ بعضها خاصة غلق الجراجات المخالفة التي تستخدم في أنشطة مزعجة للسكان وفتح بعض الشوارع المغلقة في ومنع الحيوانات من خيل وجمال من دخول المدينة حيث يستخدمها المصورين لتصوير الأطفال عليها بشاطئ البحر.
ويوضح سمير منصور احد سكان المدينة وعضو حملة أنقذوا رأس البر أن رأس البر خاصة ودمياط عامة اصابتهما كارثة وخاصة ما نسمعه ونقرأه ونشاهده على صفحات الفيس بوك عن تردى أوضاع راس البر عامة فى كافة المجالات والخدمات من زوارها والمقيمين بها والذين وصفوا حالتها بكلمات توجع محبيها منها : "بلطجة .. فساد .. اهمال .. غباء اهدار مال عام .. كله بيشخلل . وتسول .. سرقات .. جشع .. عليه العوض .. خلاص ماتت ".
وتابع شيء محزن ان توصف من كانت عروس المصايف والتى كانت المصيف المفضل لصفوة المجتمع بكل فئاته من ادباء وفنانبن وسياسيين ورجال اعمال ودولة بأقبح الكلمات وعلى مسامعنا جميعا مؤكداً .. حقيقى الكثير منا يشعر بالحسرة والخجل إلا أصحاب السعادة المسئولين.
من جانبه قال الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط، لليوم السابع أن المحافظة ومجلس المدينة اتخذوا عدة إجراءات لإعادة رأس البر إلى عهدها السابق حيث تم منع سيارات النقل واتوبيسات الرحلات من الدخول إلى قلب المدينة وتم تحديد مناطق محددة كما تم منع أتوبيسات رحلات اليوم الواحد من دخول قلب المدينة وخاصة المنطقة الأولى وتم تحديد عددا من الشواطئ لهما.
ورفض محافظ دمياط مطالب عددا من السكان بمنع رحلات اليوم الواحد وتحديد شاطئ لهما مؤكدا هذا مخالف للقانون والدستور ولا يستطيع أحد منع أي مواطن من الاستمتاع بشواطئ المدينة فمن حق أي زائر نزول اي شاطئ بشرط بقاء الأتوبيسات في أماكن الانتظار المحددة واستقلال السرفيس والدخول لقلب المدينة أو أي شاطي يرغبون فيه.
وأوضح محافظ دمياط أن أجهزة المحافظة قامت بالتصدى للجراجات التى تم تحويلها إلى محلات تمارس انشطة مزعجة للسكان وتم غلقها بالشمع الأحمر كما تم منع دخول الحيوانات من جمال وخيول إلى الشاطئ ومنع الباتش باجي من السير بالشوارع بسبب الحوادث المرورية التي تسبب فيها مستأجرى البيتش باجي.