بلاها نيش وشبكة.. أسر تتخلص من الشكليات لتيسير الزواج
الثلاثاء، 18 يوليو 2017 12:46 م
تظل الفتاة تحلم طوال حياتها بالبيت الصغيرالذي يجمعها بمن تحب، وتذهب بذاكرتها بعيدا في أركان البيت تنسق محتوياته، ويظل الشاب يحلم بتلك اللحظة، ولكن يفيقان على كابوس اﻷسعار المرتفعة، وضيق ذات اليد والتحديات التي يضعها أهل العروسان أمام بعضهما.
تقول رقيه أحمد تمت خطبتي مرتين، ولكن لم يحدث توفيق بسبب اشتراطات أهله، فاﻷول اشترطت والدته غرفة نوم اﻷطفال والستائر، والسجاد والمطبخ وحاجات النيش كاملة مع اﻷجهزة الكهربائية، وليس من عاداتنا أن تقوم العروس بشراء غرفة أثاث، وتابعت نحن نقوم بشراء اﻷجهزة كاملة والستائر والسجاد والنيش، وبالتقسيط كمان، لغلو اﻷسعار وعدم المقدرة على شرائها كاش، وأردفت أم الخطيب الثاني فقد اشترط والده عدم وجود القائمة، وهنا جن جنون والدي وقام بطردهم من المنزل.
وفي سياق متصل قالت الفتاة بلغت من العمر 26 عاما وهو مؤشر خطر في الريف حينما تبلغ الفتاة هذه السن بل وأقل من ذلك، ولكن تعنت الطرفين في مطالبهم يعسر الزواج، ثم صمتت لبرهة وعادت لتكمل النيش مالوش ﻻزمه يظل قابعا طوال الحياة في ركنه البعيد، وﻻ نقترب منه إلا حينما نقوم بتنفيض الغبار واﻷتربه عنه، وعقبت بقولها دي مظاهر كدابه بتكسر ضهر الفقير من المصاريف وحمل زيادة ﻻ يغني ولا يسمن من جوع.
أما إسراء صبري فتقول والدتي قامت بشراء بعض مستلزمات الجهاز، من أواني وكاسات وفوط وأطقم أسره، ولم نكمل اﻷجهزة الكهربائية وتعد ذلك 90 ألف ثم توقفنا، فنحتاج إلى 90 ألف أخرى لتكملة الشوار، وتابعت أن النيش كمالة عدد وعادة أكل عليها الزمان وشرب، وهو وحده يتكلف الكثير وربما تعد وحده الثلاثين ألفا، وتستطرد قائلة الكثير من المفاهيم لو تغيرت ﻹنصلح الحال واستطاع كثير من الشباب الزواج، ولكن كلمة إشمعنا دي ودتنا في داهيه، إشمعنا بنت خالتي جابت كذا وأنا ﻻ، واﻷم تقول إشمعنا صاحبتها دخلت بكذا هي مش أقل من حد، وأم العريس دي لوحدها حاجة تانية، لو العروسة قصرت ومجبتش حاجة عشان قصر ذات اليد، تفضل تتريق عليها وتاخدها معايرة إذا قدر لحياتها الزوجية الاستمرار، ثم ابتسمت ابتسامه باهته وقد ارتسم على وجهها ملامح الرفض لكل هذه العادات التي بليت وعادت لتكمل الحياة مشاركة يعني ممكن استغني عن أشياء ليست مهمه في منزلي، لغاية، لما اﻷمور تتيسر واشتري اللي ناقصني، ولكن يجب أن تتغير المفاهيم لدى اﻷسر عن طريق برامج التوعية، واﻹعلام عليه دور كبير في ذلك، ورجال الدين كذلك.
وأنهت كلامها المجلس القومي للمرأة يجب أن يجوب القري والنجوع بل والمراكز أيضا ويقوم بعمل ندوات توعيه حول عدم المغالاة في تجهيز الفتاه، وعلي أم العريس وإخوته واﻷهل جمعيا تقبل ذلك بصدر رحب.
أما نورا ثروت فكان لها رأي آخر فتقول أنا مع إلغاء النيش والكماليات اللي مالهاش ﻻزمه لكن لست مع إلغاء الشبكة، فأهل الزوج مازال لديهم المفاهيم القديمة عموما، والرجل لومتعبش في الحصول علي الزوجه بيهينها، ومن السهل أن يفرط فيها ﻷنه تزوجها سهلة، وبدون تضحيات.
ويخالفها في الرأي المهندس محمد عبد العظيم قائلا ليس بذلك تقاس الحياة الزوجية، فالتربية ثم التربية، والتنشئة الدينية السليمة القائمة علي إحترام المرأة ومكانتها في المجتمع، هي الفيصل في معاملة الزوج لزوجته حتي ولو كانت متزوجه بشطنة ملابسها فقط، وتابع هناك بعض اﻷسر التي حضرت لها جلسات عرفية للصلح بين الزوجين، ولم تفلح المساعي فوصلت للطلاق، وحينما كان يلقي علي مسامعي ماتحتوية القائمة كدت اصعق، كل ما أقصده من ذلك أن التيسير في أمر الزواج يجب أن يكون من كلا الشريكان، أهل العروس وأهل العريس، واﻵ يتم معايرة بعضهم البعض كما يحدث في كثير من البيوت وخاصة الحماوات فتقوم الواحدة منهن بمعايرة زوجه ابنها عند زواج كل عروسة جديدة في العيلة ومقارنة ما جلبته بما احضرته العروس الجديدة، بل وبعضهن يتحين الفرص، اما اﻷقارب لمعايرة زوجة اﻹبن بأنها لم تحضر مثل فلانه وعلانه.
أما الحموات، من كلا الجانبين بعضهن يرفضن فكرة إلغاء النيش وبمجرد سماعها كأنك اقترفت ذنب لو تعلمون عظيم، تقول سنية قطب 60 عاما نيش إيه اللي عايزين تلغوه، يعني عروسة ابني تدخل من غير نيش وكل شوية تجري علي الجارة هاتي يافلانه، هاتي ياعلانه، أنا لو مرات ابني مدخلتش بالنيش متلزمش، وبالرغم من أن النيش يظل ديكورا فقط، وﻻ يتم اﻹستعانه بأي شئ منه خلال الزيارات إلا قليلا، إلا أن الموروثات القديمة عالقة باﻷذهان تحتاج إلي تغير مفاهيم حتي يستطيع الشباب اجتياز عقبتي الزواج الشبكة والنيش.
اقرأ أيضا..
اعرفى أسس اختيار شريك حياتك الثقة بالنفس ولا يملك مشاعر نقص.. وبردوا يا تصيب يا تخيب