الوراق .. دولة المليون مواطن والسوق الكبير

أعادت الأحداث الدموية الأخيرة، حي الوراق بمحافظة الجيزة إلى بؤرة اهتمام الرأي العام، حيث شهد مواجهات بين عدد من المعتدين على أراضي الدولة في نطاق الحي، وبين القوات الأمنية التي كانت برفقة حملة الإزالة الأحد 16 يوليو الجاري.

هذه الأحداث دعت وزارة الداخلية لإصدار بيانين متتاليين لتوضيح ملابسات الأحداث، حيث قامت حملة مكبرة والجهات المعنية لإزالة التعديات بجزيرة الوراق بدائرة قسم شرطة الوراق، بمشاركة الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة وقوات إنفاذ القانون، وكبار المسئولين من محافظة الجيزة ووزارات الزراعة والري والأوقاف من مالكى أراضى بجزيرة الوراق مدعمة بمجموعة عمل لإزالة التعديات، بهدف تنفيذ أعمال إزالة التعديات فى الجزيرة، والتى بلغت نحو 700 قرار إزالة بالإضافة إلى دراسة تقنين أوضاع بعض الأراضى بالجزيرة.

وفوجئت القوات بقيام البعض من المتعدين بالتجمهر والإعتراض على تنفيذ قرارات الإزالة، وقاموا بالتعدي على القوات بإطلاق الأعيرة الخرطوش ورشقها بالحجارة، مما دفع القوات لإطلاق الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتجمعين والسيطرة على الموقف، فنتج عن ذلك إصابة31 من رجال الشرطة ( 8 ضباط بينهم اثنين برتبة لواء – 11 أفراد – إلى جانب (29) فرداً ومجنداً وعامل من عمال مقاول إزالة التعديات، وقد أسفر ذلك أيضاً عن حالة وفاة و19 مصاب من مثيرى الشغب وتم القبض على 10 من المتعدين للتحقيق فى الأحداث بحسب بياني الداخلية.

يقع حى الوراق شمال محافظة الجيزة، بمساحة كلية 17 كم2 تقريبا، ويتكون من وراق العرب – الحضر – جزيرة الوراق، ويمر نهر النيل من الجهة الشرقية للحي؛ أما الحدود الإدارية للحي، فالحد الشرقي لها نهر النيل وقرية جزيرة الوراق ولها وحدة محلية، ويحدها من الغرب الطريق الدائري، ويتبع الوحدة المحلية ببشتيل التابعة لمركز ومدينة أوسيم، في حين الحد الشمالي يتمثل في تقاطع الطريق الدائري مع ترعة السواحل حتى نهر النيل، ومن الجنوب طريق النصر، امتداد شوارع البوهي، القومية العربية، العروبة، الرحمة أو بني محمد سابقا، ترعة بشتيل " الصرف المغطى "، ثم شارع المطحن وحوض الإشرافية وشارع الكيلاني شرق الدائري.

يعتبر مشروع محور كوبري الوراق أحد المشروعات الهامة، والذي من خلاله يستكمل الطريق الدائرى ويصل طريقى السويس والاسماعيلية الصحراويين، ومصر الأسكندرية / الزراعى إلى طريق القاهرة / الأسكندرية الزراعى ومدينة السادس من أكتوبرعابرا فوق النيل عند جزيرة الوراق بطول 2.2 كم وعرض 45 م، ومكون من ثلاثة أجزاء، وبالكوبرى أربعة مطالع ومنازل، وبع 6 فتحات ملاحية كل منها 120م وتم بناء الكوبرى بطريقة.

ثار جدل واسع حول خروج بعض مناطقه كمحميات طبيعية، كجزيرة محمد، التي كانت تعامل معاملة المحمية الطبيعية إلى ما قبل استبعادها من التصنيف البيئي، حيث أكد المهندس أحمد سلامة، رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة في تصريحات صحفية مؤخرا حول أن جزيرة محمد بالوراق لا تندرج تحت قائمة المحميات الطبيعية.

وذلك في ظل قرار رئيس مجلس الوزراء باستبعاد 17 جزيرة نيلية من أصل 144 جزيرة من نطاق تطبيق قرار الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، رقم 1969 لسنة 1998، باعتبارها محميات طبيعية، منها جزيرة محمد.

وحول موقف إزالات جزيرة الوراق أكدت وزارة الموارد المائية والري معنية بالمنطقة المحظورة على حرم النيل داير الجزيرة في حدود الـ٣٠ متر وليس داخل الجزيرة، وتم إرجاء الإزالات لوجود سكان بالمنازل المخالفة على حرم النيل، حيث كان من المقرر تنفيذ 10 قرارات إزالة أمس الأحد.

يتعدى إجمالى عدد سكان الحي مليون نسمة، حيث يقيمون على مساحة 15 كم2 تقريبا، وتنحدر أصول سكانه من محافظات مختلفة فى صعيد مصر مثل محافظتى بنى سويف وأسيوط، كما تعود أصول بعض منهم إلى مناطق أخرى فى محافظة القاهرة، مثل روض الفرج أو منشية ناصر. 

يضم حى الوراق العديد من مقرات الهيئات والمصالح الحكومية، أبرزها مبنى وزارة الموارد المائية والرى، الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بالجيزة، وشركة غاز مصر. 

كما يوجد بالمنطقة العديد من المصانع للمواد الغذائية وأدوات الإضاءة والأدوات الصحية والبلاط الآلى والبويات، وتعتد هذه المصانع بشكل أساسي على العمالة الوافدة من خارج سكان الحي،  بالإضافة إلى سوق كبير للخضروات والمجوهرات والملابس الجاهزة.



اقرأ أيضا

علاء الهراس: أحداث الوراق أقل بكثير من أن يتم استدعاء محافظ الجيزة بسببها