يوسف الغواب العائد من القتال ضد داعش بالعراق لـ : صوت الأمة
تنظيم الدولة الجناح العسكرى لـ«السلفيين».. ومواجهة أفكارهم الهدامة معركتنا القادمة
الأربعاء، 19 يوليو 2017 02:00 مكتب عنتر عبد اللطيف
قاتَل فى صفوف الحشد الشعبى ضد تنظيم داعش الإرهابى بالعراق، حتى أصيب فى إحدى قدميه.. إنه الدكتور يوسف الغواب، مؤسس «مؤسسة وجه الحقيقة» فى مصر، والذى عاد مؤخراً من العراق والتقته «صوت الأمة» ليسرد لها تفاصيل المعارك الدائرة هناك، ويكشف أسباب اختيار داعش للموصل عاصمة له؟ ومن يمول التنظيم ويدعمه بالسلاح؟ وأبرز جرائمه فى بلاد الرافدين؟ وذلك بعد تحرير الموصل من هذه العصابة الإجرامية فى الحوار التالى:
● كيف تصف انتصارات الحشد الشعبى بالموصل؟
- هدف الحشد الشعبى، المقدس فى جميع المعارك هو سرعة الحزم وإنهاء المعركة، لأنهم رجال اتصفوا بالشجاعة وعدم التردد فى المعارك وفى جميع القواطع وبالذات معارك نينوى، لأنها المعركة المصيرية، وقد اتصفت المعارك التى قادها الحشد الشعبى والقوات الأمنية بالإنسانية العالية مع جميع العوائل.
● ما أسباب تأخير تحرير الموصل؟
- هناك عدة أسباب أدت إلى تأخير تحرير الموصل، منها التدخل الأمريكى ودور الأكراد فى ذلك التدخل غير المعلن، أيضًا زخم العوائل بمناطق مكتظة بالسكان، إضافة إلى ذلك كان داعش الإرهابى يستخدم العوائل كدروع بشرية.
● أى اتجاه يسلكه داعش اليوم بعد هزيمتهم فى العراق؟
- أغلبهم تم قتلهم فى ميدان القتال والباقى فر إلى الدول المجاورة، وبعضهم عاد للدولة التى جندته، وبعضهم ذاب بين المواطنين لأنهم من هذه المناطق، والأيام ستكشفهم وسيتم التخلص منهم ومن أفكارهم المسمومة.
● ما سبب اختيار الدواعش للموصل عاصمة لهم؟
- إن سبب اختيار الدواعش للموصل عاصمة لهم، هو موقعها الجغرافى حيث أنها تقع فى مثلث الأكراد وتركيا وسوريا هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الموصل غنية بالموارد النفطية والزراعية وذات مساحة كبيرة.
● حدثنى عن جرائم داعش فى العراق عموما والموصل على وجه الخصوص؟
- إن جرائم داعش فى العراق لا تعد ولا تحصى منها تحطيم البنية التحتية وهتك الأعراض والسلب والنهب والقضاء على سمعة الإسلام المحمدى الأصيل وذلك بضياع شعائر الإسلام الحق من خلال تزوير العبادات وأصول الدين.
● سؤال محير يشغل بال الجميع.. من وراء تنظيم داعش الإرهابى؟
- إن الجهة الرئيسية التى تدعم الدواعش هى قطر وتركيا، فالمال من قطر والسلاح والدعم اللوجستى من أمريكا والتدريب كذلك، والمعلومات من إسرائيل وتركيا.
● بانتصار الحشد الشعبى على داعش فى العراق هل يمكن القول إن التنظيم اندحر تمامًا من العراق؟
-اندحر تمامًا من الناحية العسكرية، والمقاتلون تحطمت أسطورتهم. وبقى شىء واحد، هو أفكارهم الهدامة والفكر التكفيرى الماسونى، وهذا ما سنعمل عليه بعد أن تم القضاء عليهم عسكريًا.
● ماذا تتوقع للتنظيمات الإرهابية فى سوريا؟
- الدواعش فى سوريا لن يخرجوا إلا بعد تدمير سوريا بالكامل، وذلك لجوارهم مع إسرائيل وتسليحهم بمختلف الأسلحة ودعمهم اللوجيستى مابين قطر وإسرائيل وعلاجهم فى مستشفيات تل أبيب .
● حدثنى عن مؤسسة وجه الحقيقة التى دشنتها فى مصر ودورها فى مواجهة الإرهاب؟
- هى نواة للعب دور مهم فى نشر الوعى ومحاربة الفكر التكفيرى من خلال التواصل الاجتماعى والإعلامى، وتوضيح الحقائق للمجتمع والتنمية والتوعية من الانزلاق فى ما حدث للكثير من الشباب الذى غرر به للانضمام للجماعات التكفيرية.
● كيف نمنع انتشار خطاب داعش التكفيرى فى البلاد العربية؟
- هنا تأتى مهمة الأزهر الشريف، لأن كل من يقتل فى الوطن الآن يُقتل باسم الدين وهنا نتساءل أين دور رجال الدين فننتظر من الأزهر الكثير من العمل حيث يجب منع أى خطاب سلفى داعشى تكفيرى من خلال المنابر ووسائل الإعلام فى الوطن العربى، وهذا يأتى بالتنسيق الإعلامى الهادف والمسئول، وهو مسئولية ودور الجامعة العربية ووزراء خارجية الدول العربية فى وضع آلية مشتركة لمحاربة هذا الفكر.
● ما الدور الحقيقى لاستعادة المناطق التى كانت تحت سيطرة داعش فى العراق؟
- إذا تحدثنا عن الدور الحقيقى فى تحرير الأراضى المغتصبة، فإن الفضل يعود إلى أبطال الحشد الشعبى والفتوى، لأنه لولا الفتوى التى صدرت من المرجع الأعلى السيستانى، لما شُكل الحشد الشعبى الذى سقطت على يديه أكذوبة دولة الخرافة واندثر شعارها «الدولة الإسلامية باقية وتتمدد» وأعاد هذا الموقف إلى أذهاننا تحطيم الجيش المصرى أسطورة (الجيش الذى لا يُقهر ) عندما أسقط خط بارليف فى حرب أكتوبر المجيدة، كذلك حطم الحشد الشعبى أسطورة (الدولة الإسلامية) بفضل دماء الشهداء. ويعتبر الحشد الشعبى حامى حمى البوابة الشرقية للأمة العربية، التى إن سقطت سقط معها باقى الدول، وهذا ما حدث بالفعل، ولولا الحشد الشعبى لتحطم أبو الهول والأهرامات، حيث إن خارطة (الدولة الإسلامية) كانت تستهدف أرض الكنانة والحبشة وخرسان والحجاز والشام، ولكنها تحطمت واندثرت على صخرة الحشد الشعبى، وجثث شهدائه الأبرار.
إن الدواعش هم خوارج هذا العصر، حيث يستمدون فكرهم من السلفية التكفيرية التى دعمتهم لتدمير الحضارة والتاريخ وحضارتا العراق وسوريا شاهدتان على هذا الفعل الإجرامى.
● هل الحشد الشعبى يمثل فئة طائفية بعينها ؟
- الحشد الشعبى يمثل كل من يريد الدفاع عن أرضه وعرضه ونفسه، ولذلك فهو يمثل كل الذين يعيشون على أرضهم، وبناء عليه جاءت الفتوى لكل العراقيين ممن يستطيعون الجهاد والدفاع عن العراق، ويمثل السنة فى الحشد الشعبى ما يقرب من 25 ألف متطوع.
● يتردد أن إيران هى من تقف وراء الحشد الشعبى؟
- نعم تقف إيران وراء الحشد وهى من قدمت خيرة رجالها لدعم الحشد والقوات العراقية والجيش العربى السورى واختلط الدم العراقى بالدم الإيرانى للدفاع عن شرف الأمة من هذا الكيان الذى هدم أسس الدين ودمر الأوطان، دائمًا نكيل الاتهامات إلى الجمهورية الإسلامية، وهنا تساؤل يطرح نفسه أين العرب مما حدث فى العراق؟ ونجد أن أغلبهم دعموا هذا الإرهاب ووقفوا خلفه وتركوا العراق وحيدًا لم يقف بجواره غير الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
● هل ترى وجه شبه بين داعش والسلفيين؟
- الشبه بين داعش والسلفية كالشبه بين الجناح السياسى والعسكرى، حيث إن داعش هو الجناح العسكرى لهذا الفكر، والتنظيم السلفى الذى لا أساس له فى الإسلام وهو مبرمج على القتل والسلب والنهب وارتكاب الجرائم المحرمة شرعا، حيث تعمل بفكر ابن تيمية وسيد قطب فكر ظاهره الأخوة وباطنه القتل وتزييف الحقائق.
● لك رأى فى مسلسل «غرابيب سود» فلماذا أثار هذا الرأى غضب السلفيين، حيث اتهموا المسلسل بالمبالغة فى استخدام داعش لجهاد النكاح فما الحقيقة؟
- مسلسل «غرابيب سود» هو تجسيد لأخلاق السلفية التكفيرية التى تستمد أفكارها وأدبياتها من الوهابية فى كيفية إقامة الحدود والعقوبات، كما أن المسلسل يضع الخطوط العريضة لأخلاقيات وسلوك الدواعش من جهاد النكاح والقتل والتدمير بلارحمة واستخدام الأطفال والنساء فى الترويج لأفكارهم الشاذة الخارجة عن تعاليم الإسلام المحمدى الأصيل.
● أخيرًا ماذا يحتاج العراق الآن بعد التخلص من داعش؟ وبماذا تنصح الشباب؟
- بعد سقوط دولة الخرافة هذه الفئة الباغية، العراق يحتاج إلى العلم والعلماء لكى يصلوا بالعراق إلى مصاف الدول المتقدمة. ولن يكون هذا إلا بالعلم والمعرفة وتسخير الإمكانيات المتاحة لهم لكى ينهضوا بفكرهم، ويستفاد منهم، إن بناء الإنسان مسؤولية مجتمعية على الدولة والمجتمع على حد سواء، فالاهتمام بالطاقات الشبابية أمر لا مناص منه، وذلك من منطلق إعطاء الشباب الفرصة الكاملة ليؤدى دوره فى خدمة المجتمع، سواء كان فى القطاع العام أو الخاص، ولن يتأتى ذلك إلا بتضافر الجهود المبذولة من قبل الجميع، هذه الطاقات يجب استغلالها الاستغلال الأمثل بعد التخلص من هذا الفكر الداعشى حتى تؤتى أكلها، ويجب عدم تركها تتخبط فى غياهب الفراغ، فالمسئولية يجب أن تكون مشتركة، ويجب أن تتبنى الدولة أفكار الشباب وطموحاتهم، لما لذلك من مردود اقتصادى على المدى الطويل وإشراكهم فى صنع القرار، وأرى أن الشباب أمل هذه الأمة، والفراغ مفسدة للمرء أى مفسدة، فلنقطع الطريق عن كل ما يبدد ويعطل الإبداع ويصل به إلى الدروب المهلكة، ولنعيد حساباتنا فى ما له نفع وفائدة، فالأمم والشعوب لن ترتقى إلا بسواعد أبنائها المخلصين الذين بالتأكيد سيردون الجميل لأوطانهم التى أعطتهم، وبذلت لهم الكثير فى سبيل الارتقاء بأنفسهم.