صوت الأمة فى الموصل يوم النصر

روميل العراق: هزيمة داعش ليست نهائية.. وأتوقع انتقال المعركة إلى الصحراء الليبية

الأربعاء، 19 يوليو 2017 01:00 م
روميل العراق: هزيمة داعش ليست نهائية.. وأتوقع انتقال المعركة إلى الصحراء الليبية
الفريق عبد الوهاب مساعدى
كتب السيد عبدالفتاح

 

بالتواكب مع إعلان حيدر العبادى، رئيس الوزراء العراقى، الإعلان النهائى للنصر فى معركة تحرير الموصل، وتحرير المدينة بالكامل من يد تنظيم داعش الإرهابى، بعد معارك طاحنة امتدت لأكثر من 9 شهور، انتشرت أنباء صحفية تؤكد مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادى. فهل إعلان «العبادى» النصر يعنى القضاء على تنظيم داعش نهائيًا فى الموصل؟ وبدء العد التنازلى لنهاية التنظيم فى العراق ومن ثم سوريا؟ وإذا صحت أنباء مقتل البغدادى ما هو تأثير ذلك على التنظيم؟ ومَن هو الشخص الذى سيخلفه فى قيادة التنظيم؟

الفريق عبدالوهاب الساعدى: الخيار العسكرى وحده لا يكفى للقضاء على الإرهاب.. وأطالب باستراتيجية عربية موحدة ومتكاملة لمواجهته

 
 
أكد الفريق عبدالوهاب الساعدى، نائب رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، أن إعلان النصر فى معركة تحرير الموصل، لا يعنى انتهاء خطر التنظيم الإرهابى داعش، وأن القوات العراقية والأمنية تتخذ أقصى درجات الاستعداد والحيطة لأى عمليات محتملة يمكن أن يقوم بها فلول التنظيم الإرهابى.
 
وأشار الفريق الساعدى، الملقب بـ«روميل العراق»، إلى أن الحرب مع التنظيم الإرهابى لم تنته بعد، فما زالت هناك أراضٍ عراقية يدنسها التنظيم الإرهابى، وبعد الانتهاء من تحرير الموصل ننتظر الأوامر من القائد العام للقوات المسلحة العراقية، ببدء معارك تحرير هذه الأراضى، وفى الأيام القليلة المقبلة ستبدأ معركة تحرير قضاء تلعفر من أيدى التنظيم الإرهابى، وهى معركة لن تكون سهلة كغيرها من المعارك التى خاضتها القوات العراقية مع عناصر التنظيم، حيث يعد قضاء تلعفر  هو آخر معقل للتنظيم فى الموصل، ورغم أنه يخضع لحصار كامل من القوات العراقية وقوات الحشد الشعبى والبيشمركة، فإن التنظيم تمكن طوال الفترة الماضية من تدعيم صفوفه بعدد من المقاتلين، وتقوية مواقعه الدفاعية، وتفيد معلوماتنا الاستخبارية أن «تلعفر» تمثل أهمية استراتيجية للتنظيم، وبالتالى فهو لن يفرط فيها بسهولة، وبالتالى من المتوقع أن تشهد عملية تحرير القضاء معارك شديدة لا تقل عن معارك الموصل.
 
وشدد الفريق الساعدى، صاحب الدور الأبرز فى معركة تحرير الموصل، على أن القضاء على الإرهاب لا يتم بالوسائل العسكرية وحدها، فالخيار العسكرى فى رأيه هو الأخير فى الحرب على الإرهاب، ولا يجب أن يكون هو الخيار الوحيد، موضحا أن هناك أدوارا لجهات أخرى متعددة فى مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، تبدأ بوزارة التعليم، فالمدرسة عليها دور كبير فى تربية وتنشئة أطفالنا وتوعيتهم بما يجعلهم فيما بعد لديهم القدرة والمناعة ضد التأثر بأفكار التنظيمات الإرهابية التى غالبا تعتمد شعارات براقة تغرى الجميع وخاصة الشباب وصغار السن، وكذلك هناك دور كبير للمؤسسات الدينية والمساجد، فلا يسمح لأى شخص باعتلاء المنابر والتأثير فى الناس دون أدنى علم شرعى، وكذلك على هذه المؤسسات وعلمائها أن يبرزوا الوجه الحقيقى للدين الإسلامى، وأن يواجهوا أفكار وممارسات التنظيمات المتشددة البعيدة تمامًا عن صحيح الدين، وعلى الدول العربية وضع استراتيجية متكاملة وموحدة لمواجهة الإرهاب الذى يهددها. 
 
وتوقع الفريق الساعدى، أن المحطة القادمة لداعش هى المنطقة الحدودية بين مصر وليبيا، وقال إن التنظيم يسعى ليحولها إلى قاعدة لانطلاقه فى هذه المنطقة، لكنه أبدى ثقته الكاملة فى قدرة الجيش المصرى على إحباط مخططات التنظيم الإرهابى، مشيدا بالدور الكبير الذى يؤديه الجيش المصرى فى المعارك المستمرة ضد تنظيم داعش فى سيناء.
 
وعن أسباب استغراق القوات العراقية لنحو 9 شهور لتحرير الموصل من يد داعش، قال الساعدى إن كل معركة لها ظروفها التى تختلف من الناحية الجغرافية وطبيعة السكان والمنطقة وكذلك أساليب الدواعش التى تكون متشابهة فى بعض الأحيان، وقد تختلف فى أحيان أخرى.. ومعركة الموصل اختلفت عن باقى المعارك لأنه كان يوجد فى المدينة نحو مليون ونصف المليون مواطن محتجزين ورهائن لدى الإرهابيين، فأنت عندما تقاتل فى المدينة فهذا العدد الكبير من المدنيين يجب أن يكون هناك حفاظ عليهم، ولله الحمد استطعنا أن نخرج المدنيين من كل الأحياء التى دخلنا إليها، وحول شراسة معارك تحرير الموصل، أوضح أن التنظيم كان يملك تصنيعا عسكريا وخبراء فى مجال الاتصالات والطائرات المسيرة والأسلحة، وقد عثرنا على عدد كبير من الأسلحة المصنعة، كثير من الدول تفتقر إليه، وكان لديهم أسلحة مضادة للدبابات حديثة ومتطورة أشبه بالموجودة لدينا نحن كجهاز مكافحة الإرهاب، والمستوردة من قبل الأمريكان وتسمى ( AT4) أيضا لديهم نماذج منها، ولديهم أشكال عديدة من الصواريخ، وأسلحة قناصة تختلف عما هو موجود.
 
وحول مصير أبو بكر البغدادى، وإمكانية تأثير مقتله على التنظيم قال القائد العراقى إن داعش لديه قادة، لكن القادة يكونون على مستوى مجموعات صغيرة، وعدد كبير لديهم من هؤلاء القادة، أما مسألة الأمراء فهذه تسميات إعلامية أكثر من اللازم والإعلام أعطاها أكبر من حجمها. هم موجودون فى مجموعات يقود كل واحدة منها شخص عندما يُقتل فإن أى شخص ينوب عنه، هم يعتمدون على القتال فى شكل مفارز وليس جيش متكامل، ولقد تم قتل كثير من القادة، ومع ذلك فإن تأثير القادة ليس كبيرا فى الميدان، فالمقاتل والقائد بنفس المستوى.
 
وليس لدينا معلومات مؤكدة حول مصير البغدادى، وهو أمر لا يشغلنا كثيرا، وممكن يكون موجودا فى الصحراء بين العراق وسوريا. 
 
ورغم أن أنباء عن مقتل البغدادى انتشرت مؤخرا، فإنها تبقى غير مؤكدة، حيث إن التنظيم التزم الصمت ولم يصدر عنه أو عن أى مؤسسة إعلامية تابعة له، أى إشارة حول الأمر سواء بتأكيد مقتله أو نفيه، وهو ما يزيد حالة الغموض، فإذا كان البغدادى حيًا فلماذا لم يسارع التنظيم لنفى نبأ مقتله، وتأكيد أنه ما زال حيًا عن طريق إصدار بيان من التنظيم أو من البغدادى نفسه، أو إصدار مقطع فيديو مصور يظهر فيه زعيم التنظيم، ومن الناحية المقابلة فإن التنظيم لم يصدر عنه أى تأكيد لمقتله أو تحديد لمن يخلفه فى زعامة التنظيم، وهذا أيضا يزيد حالة الغموض، ولا يمكن القول إن التنظيم منشغل فى المعارك الشرسة سواء فى العراق أو سوريا، فما زالت آلته الإعلامية تعمل بنفس المستوى المعهود ونفس الكفاءة.
 
ورغم أن هناك تأكيدات سابقة من روسيا بمقتل البغدادى، وقبل أيام أكد رامى عبدالرحمن، مدير المرصد السورى، المعروف بصدق معلوماته، مقتل زعيم التنظيم، وقال فى تصريحات صحفية: «إن قيادات من الصف الأول فى داعش موجودة فى ريف دير الزور أكدت وفاة أبو بكر البغدادى أمير التنظيم»، وأضاف: «علمنا بذلك يوم الثلاثاء الماضى، ولكن لا نعرف متى أو كيف فارق الحياة؟»
 
كما نشرت وسائل إعلامية وصحفية عراقية تأكيدات لمقتل البغدادى، استنادا إلى مصادر موثوقة موجودة فى قضاء تلعفر التابع للموصل، وأن هناك خلافات بين قادة التنظيم فى القضاء، وهى أنباء لا يمكن الوثوق فيها، فليس معهودا أن تصدر معلومات عن قيادات فى داعش، خاصة إذا كانت ليست من الصف الأول فى التنظيم، كما هو الأمر فى قضاء تلعفر.
 
وقد شكك خبراء فى صدق هذه الأنباء، ومنهم أحمد الرمضان، الذى أوضح فى تصريحات صحفية أن هناك ثلاثة يشبهون البغدادى يوجدون فيما تبقى من مناطق سيطرة التنظيم فى سوريا والعراق، أحدهم موجود فى منطقة معدان بريف دير الزور الغربى، واستهدفته غارات جوية مرتين إلا أنه لم يُقتل.
 
وأضاف: «فى حال صح خبر مقتل البغدادى، فلا أعتقد أن هناك مشكلة لدى التنظيم بإعلان ذلك، خاصة أن الكل يُدرك أنه ليس هو من يدير التنظيم إنما لجنة مفوضة مؤلفة من 12 عضوا». 
 
وما قد يدعم هذا الاتجاه التصريحات الأمريكية على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع «البنتاجون»، إن الولايات المتحدة ليست لديها معلومات تؤيد تقارير وفاة البغدادى.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق