الرئيس الفلسطينى يبدأ زيارة رسمية إلى الصين
الإثنين، 17 يوليو 2017 11:18 صوكالات
وصل الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى بكين اليوم الاثنين فى زيارة رسمية للصين تستغرق أربعة أيام بدعوة من الرئيس الصينى شى جين بينغ، حيث سيعقد محادثات مع القيادات الصينية حول التطورات فى منطقة الشرق الأوسط والأوضاع الراهنة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة والعلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك.
كان عباس قد صرح أنه سيناقش خلال زيارته إلى الصين سبل الربط الاقتصادى والثقافى والبنية التحتية بين فلسطين والصين والدول المشاركة فى مبادرة الحزام والطريق، معربا عن أمله بأن تسهم زيارته التى وصفها بالهامة إلى الصين فى تبادل الرأى حول ما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط من أزمات، ومحاربة الإرهاب والعنف، لافتا فى هذا الصدد إلى الثقل السياسى والاقتصادى الهام للصين على المستويين الإقليمى والدولى.
وقال- فى تصريحاته التى نشرت بوكالة انباء شينخوا الصينية الرسمية أمس الأحد- إن الصين من الدول الكبرى التى لها تأثير واسع على الساحة السياسية الدولية، والذى يمكن أن يسهم بإيجابية فى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة، وتحقيق تقدم على صعيد العملية السياسية فى الشرق الأوسط.
وشدد الرئيس الفلسطينى على أهمية مبادرة الحزام والطريق التى اقترحتها الصين عام 2013 بهدف بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا وأوروبا وإفريقيا على طول مسارات التجارة القديمة، وقال " إننا نثمن عاليا مبادرة الرئيس شى جين بينغ من أجل التنمية والشراكة والازدهار للجميع، ونحن فى فلسطين جزء من هذه المبادرة".
وأكد على أهمية مبادرة الرئيس شى جين بينغ ذات الأربع نقاط فى 2013، وخطابه الذى القاه أمام جامعة الدول العربية خلال زيارته لمقرها فى القاهرة فى 2016، التى أكد فيها على ضرورة تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعم الشعب الفلسطينى للخلاص من الاحتلال الإسرائيلى لبلاده ونيل الشعب الفلسطينى حريته واستقلاله.
وأعرب عباس عن أمله بأن تساهم زيارته إلى الصين فى تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية والمميزة التى تربط دولة فلسطين مع جمهورية الصين الشعبية والتى اعرب عن حرصه على تمتينها وتعزيزها لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين الصديقين، وأكد على مساندة الصين والتضامن معها فى سعيها لاستكمال توحيد أراضيها، والابتعاد عن انفصال أى جزء منها، وبما فى ذلك عودة تايوان إلى أحضان الصين الأم.
وفى الشأن السياسى، قال عباس أن الموقف الفلسطينى "واضح وصريح وهو تحقيق سلام دائم وشامل قائم على مبدأ حل الدولتين المدعوم دوليا لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967"، وشدد على "تطبيق مبادرة السلام العربية التى تبناها المجتمع الدولى لتشكل فرصة فريدة وهامة لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة يمكن من خلالها حل قضايا الوضع النهائى بشكل متفق عليه بين الجانبين، ويمهد لإقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية والإسلامية وبين إسرائيل عقب إنهاء احتلالها للأراضى الفلسطينية".
وأردف عباس، أن الموقف الفلسطينى يؤكد كذلك "على أن الاستيطان بكافة أشكاله ومسمياته غير شرعى ومخالف لكل القوانين والشرائع الدولية، وهو ما أكده القرار الأخير لمجلس الأمن الدولى بخصوص عدم شرعية إقامته فوق أراضى دولة فلسطين"، وأن قضايا القدس واللاجئين وتبادل الأراضى هى"قضايا الوضع الدائم والتى يجب أن توضع على طاولة المفاوضات لبحثها والتوصل إلى حلول دائمة بشأنها"، موضحا أن الموقف الفلسطينى بخصوصها "واضح وصريح، وهو أن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، والتى ستكون مفتوحة لجميع الأديان لممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية، فيما تحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدوليةً ومبادرة السلام العربية التى دعت للتوصل إلى حل متفق عليه ومقبول من الجانبين".
وفى رده على سؤال حول إذا ما كان للفلسطينيين نية فى التوجه إلى الأمم المتحدة لنيل عضوية كاملة فى الأمم المتحدة بعد أن حصلوا على صفة دولة مراقب غير عضو، قال الرئيس الفلسطينى أن صفة فلسطين الآن فى المنظمة الدولية "تمنحها الحق فى استكمال عضويتها الكاملة فى المؤسسات والمنظمات الدولية كافة، وهذا الحق يخدم مصالح وحقوق شعبنا وقضيتنا"، مضيفا "فِى نفس الوقت فإننا نعطى فرصة لإنجاح الجهود الرامية إلى إنقاذ المسيرة السلمية، وإنهاء الاحتلال وإقامة السلام العادل والدائم".
ومن جانب آخر، أكد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينى رياض المالكى- فى تصريحات ادلى بها لوكالة الانباء الصينية قبيل الزيارة- على عمق العلاقات الفلسطينية الصينية والسعى المستمر لتعزيزها فى كافة المجالات، وقال أن زيارة محمود عباس إلى الصين "بمثابة رسالة صداقة وشكر وامتنان للموقف الصينى الداعم للقضية الفلسطينية على مدار سنين طويلة"، مؤكدا وجود رغبة لدى فلسطين فى أن يكون للصين دور وحضور مهم فى العملية السياسية الجارية (مع اسرائيل) وكافة الأمور المتعلقة بالمنطقة ككل.
وقال المالكى "نحن ننظر إلى العلاقة الفلسطينية الصينية كعلاقة مميزة ونعتبر أن هذه العلاقة تطورت خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ ونحن نقدر هذه العلاقة ونشكر الصين على كل ما قدمته لفلسطين على مدار السنين الطويلة"، وأضاف "نثمن الدعم الصينى لقضيتنا وليس فقط فيما يتعلق بالموقف السياسى الصينى الثابت والراسخ والداعم للقضية الفلسطينية فى كافة المحافل الدولية وإنما أيضا الدعم الصينى فى المجال التنموى والاقتصادى وبناء القدرات وتنمية الإمكانيات البشرية لموظفى السلطة الفلسطينية ضمن بناء قدرات دولة فلسطين".
وأشار وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينى إلى المشاركة الفاعلة لوفد فلسطينى رفيع فى منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى والذى عقد فى منتصف شهر مايو فى العاصمة الصينية بكين، مشيرا إلى أن الفلسطينيين تواقون لأن يكون لهم دور واستفادة كبيرة من المبادرة الصينية.
وقال "بالتأكيد الصين لديها رؤية فى كيفية تطوير العلاقات مع كافة الدول التى يمر عبرها طريق الحرير ونحن لدينا كل الجاهزية والاستعداد للتعاون مع الجانب الصينى فى هذا المشروع الكبير لتطوير العلاقات والتنمية خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية لدولة فلسطين".
وتطرق المالكى إلى الاتفاق الفلسطينى الصينى الأخير فى إقامة لجنة وزارية صينية فلسطينية مشتركة مع التركيز على أن تغطى اللجنة الجوانب الاقتصادية ما بين الجانبين خاصة على المستوى التجارى مع استكمال المشاورات السياسية التى تعقد ما بين وزارتى الخارجية الفلسطينية والصينية.