يوسف القعيد.. برلماني بلا صوت
الأحد، 16 يوليو 2017 02:02 م
كانت اللحظة التي أعلنت فيها رئاسة الجمهورية اختيار الأديب الكبير يوسف القعيد ضمن الشخصيات العامة التي سيتم تعيينها في مجلس النواب وفقًا للدستور، فعول عليه الكثيرون خاصة المثقفين أن يساهم تحت قبة البرلمان في إحداث نهضة في الثقافة وأن يتبنى قضايا الفن والأدب والتعليم، فهو ذلك المثقف الذي يظهر على شاشات التليفزيون وفي الندوات الثقافية يطالب بالتحرر من الأفكار الفوضوية والرجعية ويطالب بتبنى الدولة لنهج جديدة لنهضة المجتمع.
كن مع مرور الأيام والأسابيع والشهور، وبعد أكثر من عام ونصف العام من وجوده داخل البرلمان، لم يسمع أحد له صوتًا، كما أنه غاب عن استخدام أدواته البرلمانية بتقديم طلبات الإحاطة والبيانات العاجلة والاستجوابات والمقترحات بقانون، فكانت الصدمة التي خيبت أمال المثقفين الذين اعتقدوا أنه نوح الذي سيعبر بسفينة الثقافة والعلم إلى بر الأمان بحشد الأصوات لنصرة الفكر ومعاونة المفكرين.
تدنى مخصصات وزارة الثقافة في الموازنة العامة للدولة لم تحرك للنائب يوسف القعيد ساكنًا ولا حتى بالاعتراض أو الاقتراح، فقد بلغت 3% فقط من حجم إجمالى الموازنة العامة للدولة وهذه النسبة تمثل منافصة المبلغ مع مخصصات الشباب والشؤون الدينية.
الأديب يوسف القعيد، لا غبار عليه ومشهود له بالإبادع والثقافة لكنه عندما قبل التشريف وأن يكون نائبًا عن الشعب تحت قبة البرلمان كان عليه واجب وطني وهو أن يستكمل مسيرته الثقافية ويعمل على تهيئة التشريعات المنظمة للحياة العامة لخدمة رقى المجتمع بدلًا من الجلوس صامتًا حتى أن بعض العامة من المواطنين ممن يعرفونه كأديب لا يعرفون أنه أصبح نائبًا، وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام التى لم يجيب عنها الأديب حتى الأن.