ولادك يا مصر أبطال.. قصص فدائهم كنوز تعطر تراب الفيروز

الأحد، 16 يوليو 2017 09:00 ص
ولادك يا مصر أبطال.. قصص فدائهم كنوز تعطر تراب الفيروز
الجيش المصرى
السعيد حامد

العقيد الدرديرى طلب النقل لسيناء لينال الشهادة وضحى بنفسه فداء لجنوده.. المقدم شريف عمر رفض إطلاق النار على امرأتين رغم علمه بوشايتهما به وبجنوده للإرهابيين وتسببتا فى استشهاده.
 
 
تحولت سيناء إلى ساحة حرب فى أعقاب ثورتى 25 يناير 2011 و17 فبراير من نفس العام فى ليبيا، بعد سقوط مخازن الأسلحة- التى كان يقتنيها نظام القذافى- فى أيدى الثوار:
 
العقيد-الشهيد-رامى-حسنين

العقيد رامى حسنين 
فى 29 أكتوبر 2016 انتشر خبر على مواقع التواصل الاجتماعى، يفيد استشهاد بطل فوق العادة، ولمَ لا وهو العقيد أ. ح رامى حسنين، الذى حفر اسمه بحروف من نور بين قائمة الشهداء ممن ضحوا فى سبيل الوطن؟!
 
الشهيد رامى حسنين، عمل خلال فترة خدمته فى الصاعقة وتدرج فى الوظائف وسافر فى عدة بعثات خارجية شملت عدة دول منها إنجلترا وأوكرانيا وتونس حصل خلالها على كافة فرق الصاعقة الأساسية والمتقدمة وبدأ العمل فى سيناء أواخر عام 2015.
 
يقول والده محمد حسنين: إن الشهيد قبل سفره آخر مرة قضى يوما مع ابنته نورسين، وذهب إلى مقر قيادة وحدات الصاعقة بأنشاص، وسلم على كل زملائه وقياداته، وفى اليوم الذى يليه جاء إلى إيتاى البارود وأنهى جميع المتعلقات المالية وجلس مع زوجته الدكتورة رشا فريد وبناته نورسين ودارين وكأنه يودعهما، وكان يؤكد دوما أنهم يحافظون على دماء الأبرياء فى شمال سيناء، ويعملون على تحرى الدقة مع العناصر الإرهابية والمتطرفة، وكان دائما يصلى ويحفظ القرآن ويعمل على توجيه النصيحة الحسنة إلى كل من خالفه الرأى.
 
العقيد-الشهيد-احمد-الدرديرى

العقيد أحمد الدرديرى 
الشهيد العقيد أ. ح أحمد عبدالحميد الدرديرى، أحد أبطال القوات المسلحة الذى قدم نموذجا رائعا فى التضحية والإيثار، قبل استشهاده فى الهجوم الإرهابى المسلح على أحد كمائن سيناء، بعدما ضحى بنفسه من أجل أن يعيش زملاؤه وجنوده.
 
حصل ماجستير العلوم العسكرية ليعود مرة أخرى إلى صفوف الجيش الثانى الميدانى، وخلال هذه الفترة كان قد قدم عدة طلبات أفصح فيها عن رغبته الشديدة فى المشاركة فى العلميات العسكرية فى سيناء.
 
وبالفعل وافقت القيادة على طلبه، ونقل إلى الشيخ زويد، حيث أوكل إليه مهمة الإشراف على تأمين سلسلة كمائن بالشيخ زويد.
وفى 2015/1/7 حدث هجوم إرهابى على (٦) كمائن بالتزامن، فى السادسة صباحا، بعدما اقتحمت الكمين سيارة مفخخة وقامت قوات الكمين بتدميرها قبل وصولها إلى الكمين، ثم تلى ذلك محاولة اقتحام أخرى للكمين بسيارات دفع رباعى تحوى كل سيارة على ما يقرب من ٢٠ إلى ٢٥ عنصرا إرهابيا، كانوا مسلحين بأسلحة متعددة (قناصة -RBJ)، ففجر الدرديرى سيارتين قبل وصولهما إلى الكمين.
 
وخلال هذه المعركة الضارية أوشكت ذخيرة الكمين على النفاد فأعطى الشهيد الدرديرى أوامره لجنوده، بأن يحتموا داخل مدرعاتهم ويذهبوا إلى كمين آخر لإمدادهم بالذخيرة، لكن الجنود رفضوا أن يتركوه بمفرده، إلا أنه أصر وطلب منهم أن يحتموا بالمدرعة من النيران الكثيفة الموجهة إليهم من قبل الجماعات الإرهابية، وظل مع اثنين من جنوده يقومون بحماية ظهر بقية الجنود لحين عودتهم بالدعم والذخيرة وفى لحظة اخترقت رصاصة موجهة من أحد قناصة الجماعات الإرهابية رقبة الشهيد ليلفظ أنفاسه الأخيرة.
 
40957-المقدم-شريف-عمر

المقدم شريف محمد عمر
يعد الشهيد شريف محمد عمر، واحدا من خير الشباب، الذين قدموا أسمى معانى التضحية والشجاعة، فى سبيل الدفاع عن الوطن وأمنه، بعدما أصر على اقتحام أوكار الإرهابيين، رافضا أن يطلق النار على سيدتين رغم أنهما كانتا السبب فى استشهاده، بعدما أبلغتا المسلحين عن مكان تواجده.
 
كانت قدم الشهيد أول قدم تطأ هذا المكان منذ بدء العمليات فى سيناء.. بكل شجاعة دخل المكان وكشف أسراره، وما كان مخبأ به ولكنه لم يخرج كما دخل.. دخل وقدمه تطأ الأرض فخرجت روحه تحلق فى السماء.. فما أن دخل المنزل إلا وانفجرت عبوة ناسفة.
 
فى طريق المداهمة برفح رأى المقدم الشهيد سيدتين عن بعد، وكاد أحد الجنود أن يصوب سلاحه تجاههما، فلا شك أنهما تنقلان أخبارهم من هذه المنطقة، لكن البطل الشهيد رفض، وقال: «من إمتى جيش مصر بيقتل نساء؟ لكن هاتين السيدتين اللتين عفى عنهما كانتا سبب استشهاده وفقاً لاعترافات المقبوض عليهم بعد ذلك، وهما من أبلغتا بدخوله المنزل الذى انفجر فور عبوره بوابته».
 
239345-الشهيد-محمد-المعتز-على-خط-النار-فى-سيناء
 

محمد المعتز رشاد
بعد تخرجه من جامعة كلية إدارة الأعمال بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، تقدم محمد المعتز رشاد، لنيل شرف الخدمة العسكرية، ولم يكن يعلم أنه سيخدم فى أرض الفيروز وسينال الشهادة.
 
ذهب محمد إلى سيناء، لكنه لم يشأ أن يكون خبر تجنيده فى سيناء، مثار قلق لأسرته خاصة والده، الذى يعمل طبيبًا برتبة عميد فى القوات المسلحة المصرية.
 
بات المقاتل البطل جندى مجند، محمد المعتز رشاد، يؤدى خدمته الوطنية وأسرته لا تعلم أنه يقضى خدمته فى سيناء، وظل يدون ذكرياته عن فترة خدمته العسكرية، فى «كراسة» صغيرة، وفى ليلة أصيب محمد إثر إحدى الاشتباكات مع الإرهابيين، فتم نقله إلى مستشفى القوات المسلحة بشمال سيناء، وتم إجراء علمية جراحية له، لكن خطورة حالته، أدت إلى نقله إلى مستشفى المعادى العسكرى، وعلى الفورتم استدعاء فريق طبى على أعلى مستوى ليباشر حالته، ويجرى له جراحة عاجلة، وكانت المفاجأة.. فوجئ الطبيب العميد المعتز رشاد، الذى يقود الفريق الطبى، أن المصاب الذى جاء بحالة حرجة بعد إصابته فى سيناء، هو ابنه محمد، ليحاول جاهدا إسعافه مع زملائه من الفريق، إلا أن القدر قرر أن يلفظ محمد أنفاسه الأخيرة بين يدى والده.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق