على طريقة مسلسل «أريد رجلا».. زوجة تلجأ لمحكمة الأسرة لخلع زوجها الصعيدي لعدم إنجابه الذكور
السبت، 15 يوليو 2017 06:04 مهبة جعفر
منذ الوهلة الأولي التي وقعت فيها عين "محمد" عليها أثرت قلبه واستولت على عقله، فهي لا تمتع بجمال الوجه فقط، بل تمتلك من رجاحة العقل وخفة الروح ما يجعلها تتمكن من امتلاك قلب كل من يراه، فقد وجد فيها شريكة حياته بمعنى الكلمة، لذا فقد حرص علي التقرب منها والتودد إليها لعله يتمكن من أن ينال رضاها وتوافق علي أن تشاركه أيامه القادمة.
التحقت "ناهد" بالعمل في البنك الذي يعمل فيه "محمد" وتمكنت من إبهار الجميع بذكائه وقدرتها السريعة على التعلم، ولم يمر شهر على تواجدها حتى تمكنت من إثبات نفسها، بدأ محمد محاولته من أجل لفت انتباه فتاته له ومحاولة مساعدتها على فهم طبيعة العمل وبدأت العلاقات تتوطد بينهما سريعاً، وبحكم عملهما المشترك قرر في يوم أن يطلب منها أن يلتق بها خارج مقر العمل للحديث في أمور هامة.
لم يكن يتخيل محمد أن توافق ناهد على الجلوس معه ولكن يبدو أن سهام «كيوبيد» أصابت قلبها هى الأخرى، فشمل اللقاء الأول بينهما الصراحة والثقة المتبادلة واعترف كل منهما علي مكنون قلبه طلبها، ووافقت علي طلبه بالارتباط بها، وطلب منها أن يسافر إلي بلده أسيوط حتى يصطحب أهله لمقابلة أهلها وطلب يدها بشكل رسمي.
وما أن علمت والدته الحاجة " أشجان" صاحب الكلمة الحاكمة في منزلهم فوالده متوفى وهو الولد الوحيد إلي جانب اثنين من أشقاءه البنات، ولم تهدأ الدنيا فقد أشعلت الخناقات في جنابات المنزل فوالدته ترفض هذه الزيجة، فبنات البندر خطفوا قلب والدها الوحيد، وهي التي كانت تجلس طول الوقت لتفكر في العروسة المناسبة له من بين الأقارب والجيران ليأتي خبر ارتباطه بناهد لتسقط الدنيا علي رأسها وتشعر بانهيار أحلامها، وأمام إصرارها علي الرفض وإصراره علي الزواج من محبوبته رضخت الأم في النهاية لمطالب نجلها الوحيد، وتوجهت إلى منزل العروسة الميمونة في القاهرة لطلب يدها.
لم يمر شهرين علي الخطوبة وبدأ العروسين في تجهيز عش الزوجية الذي سيجمعهما معاً وعاشوا أجمل لحظات الحب خلال هذه الفترة وبعد الانتهاء من منزلهما، حتى تعالت الزينة والبهجة منزل محمد وناهد فساعات قليلة تفصل بينهم وبين السعادة، بعد أن يعقد المأذون قرأنهم وتزف إليه أجمل عروسة وحب عمره، مرت الأيام الأولي عليهما وهم يعيشان في حب ووئام يظلل العشق حياتهما.
ولأن دوام الحال من المحال فقد انقلبت الأمور عندما بدأت الحاجة أشجان الحديث عن أسباب تأخر الإنجاب، فنجلها هو الوريث الوحيد لها ولعائلته، توجه محمد وزوجته للدكتور للاطمئنان وكانت البشرى السارة بأن المدام حامل في طفلها الأول، ومنذ علمت الأم بهذا الخبر وبدأت في الاهتمام بزوجة نجلها فهي تحمل في أحشائها وريث العائلة وحامل لقبها، مرت التسعة أشهر جهزت الزوجة غرفة صغيرها، وجاءت لحظة الولادة ومنذ أن علمت الأم بأن زوجة نجلها أنجب فتاة وشعرت بالعار فالمجتمع الصعيدي يرفض إنجاب الفتيات فهن لا يحملن لقب العائلة ولا يرثن، لم تمر 6 أشهر حتى قررت الزوجة تكرار الحمل لعلها تنجب الولد الذي يسعد وزوجها وولدته ويرحمها من ذل وإهانة والدته، فهي سيدة متجبرة منذ البداية وتسعي لخراب الديار.
جاءت المولودة الثانية فتاة أيضا ومنذ أن وضعتها والدتها ولم ترحمها الحماة المتسلطة وقررت أنه لابد من إجبار نجلها على تطليق زوجته فهي لا تنجب الولد وأمام رفضه الطلاق وأنه سيعيش مع زوجته وبناته، ورغم تحذيرات الأطباء لناهد من عدم الإنجاب في الفترة الحالية إلا أنها جازفت بحياتها وقررت الإنجاب للمرة الثالثة وظلت في انتظار مولودها السعيد وهي تدعي الله بأن يكن ولداً حتى تنتهي ماساتها مع تلك المرأة المتحكمة في حياتها ولكن القدر دفعها إلى إنجاب تؤام فتاتين وبالتالي أصبح لديها أربع بنات.
بعد البنت الرابعة صممت الأم على إما الطلاق أو الزواج من أخرى وإلا حرمان نجلها من الميراث، فالأم ترى أن زوجة ابنها هي المسئولة عن إنجاب البنت ولا تنجب ذكور، وأمام هذه العاصفة التي اقتلعت حصون وأسوار بيتها، وانهيار قوة زوجها وموافقته علي الزواج من أخرى حتى لا يخسر ميراثه ووالدته.
قررت الزوجة الرد بطريقتها فعلي طريقة مسلسل "أريد رجلاً" لجأت إلى محكمة الأسرة وأقامت دعوي قضائية طالبت بالخلع من زوجها فهو لا ينجب سوي الإناث وهي تريد أن تنجب رجلاً، ووفقاً للعلم والدراسات والأبحاث فالرجل هو المسؤول عن إنجاب الذكور، وأقامت الدعوي رقم 137 لسنة 2017 بمحكمة الأسرة بأسيوط تطلب فيها الطلاق لأن زوجها لا ينجب الذكور.
اقرأ أيضا