قصة «الأخوين محمد وسيد».. من «رصيف الوحدة» إلى دار الرعاية (صور)
السبت، 15 يوليو 2017 05:15 ص
وجهت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، فريق أطفال بلا مأوى بسرعة التحرك لإنقاذ طفلين، كانت قد تلقت بلاغا بشأنهما من صحفي يفيد بأنه عثر على أخوين مشردين في الشارع، قالا أنهما يتيمان فقدا والدهما في حادث مرور، وتوجد آثار عنف على أكبرهما والذي أفاد بأنها نتيجة ضرب عمه له .
وسجل الصحفي مقطع فيديو مع الطفلين يروي معاناتهما مع عمهما وظروف تركهما للمنزل، والانتقال إلى الشارع وقسوة عمهما عليهما، وكيف ضرب الإبن الأكبر «سيد» على رأسه بعصا خشبية، ثم إقدامه على طرده مع شقيقه "محمد" في شهر رمضان الماضي من المنزل الكائن في منطقة ١٥ مايو و شعور الطفلين باليتم نتيجة مصرع الأب والأم في حادثة قبل عام.
وفي استجابة سريعة للبلاغ، تحول على الفور فريق شمال القاهرة لبرنامج حماية الأطفال بلا مأوى للطفلين وحاول إقناعهما بضرورة الانتقال إلى دار لرعاية الأيتام لحمايتهما من مخاطر الشارع والاهتمام برعايتهما وتعليمهما، ولكنهما رفضا رفضا باتا الاستجابة للفريق.
وأفاد الفريق بأنها ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها بالطفلين سيد أحمد عثمان بيومي ومحمد أحمد عثمان بيومي، وكانت رحلة على امتداد شهور خاضها فريق الشارع للبحث عن الشقيقين ومتابعتهما لإقناعهما بالانتقال إلى دار رعاية تحميهما من مخاطر الشارع.
وكانت آخر مرة التقى فيها الفريق بالطفلين في شهر مايو الماضي، وقد رفضا الذهاب لأي دار من دور الرعاية بسبب النظرة السلبية القديمة لمؤسسات الرعاية و قد هربا من المنطقة واختفيا تماماً عن الأنظار بعد ذلك اللقاء.
وعلى امتداد الثلاثة أيام الأخيرة، تابع فريق الشارع بالوحدة المتنقلة الخاصة ببرنامج أطفال بلا مأوى الطفلين والانتقال إليهما لموقع تواجدهما كلما غيراه وحاول الفريق التواصل معهما ومحاولات جذبهما إلى الوحدة المتنقلة واللعب بداخلها وتوفير الاحتياجات لهما لبناء الثقة بين الفريق والطفلين.
وآخر فصول هذه القصة بدأ يوم الأربعاء الماضي، عندما كان الفريق متواجدا بمنطقة الحلمية، وتلقى اتصالا من قائد فريق الوحدات يفيد بتواجد طفلين أخوين بمسجد الهجانة بمنطقة عين شمس، وعلى الفور توجه الفريق لمكان تواجد الطفلين داخل المسجد ليكتشف أنهما الأخوين «سيد و محمد».
وقد طلب إمام المسجد وعدد من أهالي المنطقة من الفريق إبراز كارنيهات العمل و بطاقاتهم الشخصية و تم الاطمئنان بأنه فريق أطفال بلا مأوى.
ونظرا للتعامل الخاطىء من طرف بعض الأهالي بالمنطقة مع الطفلين، فقد أصيبا بالخوف وحاولا الفرار رافضين الذهاب مع الفريق لأي دار رعاية، وخرجا من المسجد دون جدوى.
لكن الفريق لم يستسلم و استكمل العمل بمنطقة عين شمس للبحث عنهما وتم العثور عليهما من جديد، والتعامل معهما بمهنية شديدة داخل الوحدة، حيث شجعهما على القيام ببعض الأنشطة الجاذبة لهما مثل ألعاب الأتاري والرسم، وأخذا وعدا منهما بانتظار الفريق في اليوم التالي في تمام الرابعة مساء داخل مسجد الهجانة للانتقال معهما إلى دار للرعاية لتنتهي قصة التشرد للطفلين في الشارع.
وعندما توجه الفريق لمسجد الهجانة بمنطقة عين شمس وكان الطفلان في الانتظار ورحبا بالفريق، مؤكدان على إنهما قطعا وعدا بأنهما سيذهبان مع الفريق هذه المرة، مبديان رغبتهما في التعرف على دار الرعاية.
وعلى الفور عرض الفريق من خلال الشاشة الموجودة بداخل الوحدة المتنقلة صور مؤسسة الحرية، حيث أبدا الأخوين إعجابهما بالعنابر وقاعة الألعاب والموسيقى وعبرا عن رغبتهما في لعب كرة القدم بملاعب مؤسسة الحرية فور الوصول إليها وكذلك السباحة في حمام السباحة وقد شرح الفريق نظام التواجد بالمؤسسة، واصطحبا الطفلين بعد أن قاما بجولة ليسلما على بعض أهالي المنطقة، ويقدما الشكر خاصة للذين كانوا يقدمون لهما المأكل و الملبس والرعاية والاهتمام، واتجها بعد ذلك مباشرة إلى مؤسسة الحرية.
اقرأ أيضاً:
غادة والي: إطلاق منظومة للتغذية المدرسية أكثر انضباطا
التضامن الاجتماعي: 46 ألف أسرة صرفت تكافل وكرامة بقيمة 28 مليون بقنا