أزمة قطر على مائدة البرلمان البريطاني: الدوحة وإيران تدعمان المتشددين
الجمعة، 14 يوليو 2017 02:54 ص
أكد السير ويليم سفير بريطانيا الأسبق للسعودية أن قطر لعبت دورا كبير في الربيع العربي، مشيرا إلى أن هناك اتهامات لها بدعم مليشيات متشددة، قائلا: «لا اتفق مع السعودية والإمارات بمقاطعة قطر ولكن اذا وضعت نفسي محلهم لتقبلت موقفهم.»
وأضاف خلال ورشة عمل عن أزمة قطر في البرلمان البريطاني أداراتها تشارلت ليزلى مديرة بمجلس المحافظين للشرق الأوسط :«هناك تحالفين في المنطقة متناقضين السعودية وحلفاءها وإيران وحلفاءها.. إيران وقطر تدعمان مليشيات متطرفة شيعية وسنية ومنها الإخوان .. برأيي سبب الأزمة اليوم مع قطر يعود لوجود إدارة أمريكية جديدة والتقارب السعودي مع ترامب الذي دعم التوجه السعودي لمواجهة الإرهاب ومنها مقاطعة قطر»
وتابع:« التفاهم السعودي مع ترامب خلق البيئة المناسبة لتغيير سلوك قطر.. لذلك نشاهد مطالب سعودية إماراتية شديدة ضد قطر مدعومة بموقف ترامب المؤيد وبقوة لهذا التوجه..يبدو أن قطر مدركة أنها لا يمكن أن تصعد بشكل معاكس لذلك تحاول أن ترد بدبلوماسية لتمتص التصعيد .. بينما السعودية والإمارات يتحركان إلى أبعد ما يمكن .. أتخوف من أثر ذلك على مستقبل مجلس التعاون الخليجي .. القطريين لديهم مدخرات كبيرة ودخل كبير من الغاز مما سيجعل العقوبات ضدها غير فاعلة كما هو المطلوب .. يبدو أن التفاهم والتنسيق بين الشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان له الدور الرئيسي في إعلان هذه المقاطعة .. اعتقد مقاطعة قطر لم يكن تحرك ذكي بما فيه الكفاية رغم أنني متفهم لمخاوف السعودية والإمارات..هذا توجه تقوده السعودية وابوظبي وليس الامارات ككل فهذا تحرك ليس من مصلحة دبي مثلا. »
من جانبه أكد حسن الحسن الباحث البحريني في العلاقات الدولية أن قطر لها علاقة بالمتشددين في البحرين مثل كتائب حزب الله وغيرها، قائلا :«كما لها علاقة مع القاعدة في سوريا .. استخدمت الجزيرة كذراع إعلامي للمتشددين من الإخوان وصولا للقاعدة ..قمة الرياض وتوحيد الجهود لمحاربة الإرهاب .. لا يقبل وجود دور تخريبي من قطر في دعم الإرهاب ..أشيد بكلام وزير خارجية بريطانيا الذي دعا قطر لتتجواب لحل الأزمة وخصوصا قضية تمويل الإرهاب »
وأضاف :« هناك جهود أمريكية لإيجاد حل ودفع قطر لتنفيذ المطالَب.. اعتقد أن الحل لا يمكن تحقيقه بدون جهود دبلوماسية واجتماعات مغلقة خليجية خليجية في نهاية المطاف.»
وفي السياق ذاته أكد مايكل ستيفنز باحث في معهد روسي أن القيادة السعودية الجديدة المتمثّلة في ولي العهد محمد بن سلمان قريبة للخط الإماراتي ومستعدة أن يستمر بهذه الضغوط على قطر للوصل إلى الهدف بعكس تماما ولي العهد السابق، قائلا :«كل شخص يعتقد أن قطر ستغير سياساتها هو حالم.. قطر بنيت على هذه السياسات ولا أعتقد أنها ستتغيرها جذريا .. الأزمة الحالية مضرة لكل دول المنطقة وليس قطر فقط.. وستأثر الأزمة على الاقتصاد الدولي .. العديد من المستثمرين سيسألوني هل نسحب استثماراتنا من دبي، لأن الأزمة تخلق حالة من عدم الاستقرار في كل المنطقة فدبي والسعودية ودول الجوار ستتأثر.. علينا أن لا ننحاز مع أحد الأطراف علينا أن نساعد على الحل.»
وتابع :«قطر تشعر بالوجع الاقتصادي ولكنها لن تتراجع قطر قادرة على الصمود سنوات بدون تراجع .. فتح قضية تمويل الارهاب ليس مجدي فقطر ليست وحدها من دول الخليج متورطة في الشان السوري فالكثير من الدول متورطة .. وحسب معلوماتنا، أغلب دعم النصرة المالي جاء من تبرعات من الكويت نقلت بصناديق إلى الحدود السورية التركيةاما الاعلام، فكل دولة خليجية عندها قناة تمثلها وليس فقط قطر عندها الجزيرة
وأضاف : «مهما حدث، قطر لن تكون افضل صديق لإيران فهناك عمان والكويت اقرب لإيران .. علينا كدول غربية مساعدة دول الخليج للتفاهم والتقارب من جديد وعلينا مسؤلية ضبط النفوذ الإيراني في المنطقة وحل الأزمة السورية وكذلك مشاكل لبنان وتفهم هواجس الدول الخليجية وحثها للتوحد في مواجهة التحديات بدل من التشرذم.. لا اخفي سرا عندما أقول، انه طلب منا ومن أمريكا أن ننحاز لطرف من الأطراف الخليجية المتنازعة ولكنا قررنا أن كل هذه الدول أصدقاء لنا وسنبقي علاقتنا مع الجميع بالتساوي.»
