عام على الثورة التركية.. تعاون إسرائيلي تركي على جثث «مرمرة»
الخميس، 13 يوليو 2017 06:25 م
تتزامن هذه الأيام مع الانتفاضة التي شهدتها تركيا العام الماضي، والتي أجهضها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمخططاته وإرهابه، تحولت العلاقات التركية الإسرائيلية إلى مرحلة أخرى من التطور والتعاون وصل إلى حد إقامة مشاريع اقتصادية بين الجانبين، وذلك بعد توترات شكلية استمرت سنوات على خلفية هجوم إسرائيلي على سفينة مرمرة التركية أسفرت عن مقتل 10 أتراك في عام 2010، ولكن يبدو أن التطورات الأخيرة والتي شهدتها العلاقات أزالت أي خلافات بين الجانبين.
فعلى جثث الأتراك الذين قتلوا بدم بارد في سفينة مرمرة، وقعت تركيا والكيان الصهيوني في العام الماضي اتفاقًا ينص على تعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات مقابل تقديم إسرائيل 10 مليون دولار كتعويض على هجوم مرمرة، ولكن ما زاد البله طين هو عدم اهتمام الإدارة التركية بمشاعر أهالي الضحايا، لتعقد اتفاقيات طاقة، حيث اتفاق بين الجانبين يقضي يمد أنبوب غاز إسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا.
وعلى ضوء هذا الاتفاق، يزور وزير الطاقة التركي براءات البيرق، صهر الرئيس اردوغان إسرائيل قبل نهاية السنة؛ لإبرام اتفاق حول إنشاء أنبوب لنقل الغاز منها إلى تركيا، وفق ما أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال ستينيتز الأربعاء.
وتأتي زيارة البيرق المقرب من أردوغان بحسب الصحف التركية، كخطوة دبلوماسية مهمة تتخذها أنقرة بعد التقارب بين البلدين لمحو خلافات استمرت سنوات، وقال الوزير الإسرائيلي في اسطنبول إن البلدين قررا تسريع العمل للتوقيع بنهاية السنة على اتفاق حكومي لبناء الأنبوب من إسرائيل إلى تركيا.
وزار وزير الطاقة الإسرائيلي تركيا في الأيام القليلة الماضية، حيث قال خلال المؤتمر الدولي للنفط بعد لقائه نظيره التركي «نأمل أن يزور البيرق إسرائيل هذه السنة.. هذا سيساعد في تسريع وإبرام هذا الاتفاق»، ولكنه قال انه لم يتم تحديد موعد للزيارة التي ستجري خلال الأشهر المقبلة.
وتقول وكالات الأنباء أن تركيا تستورد احتياجاتها من الطاقة، وتعمل على تنويع مصادرها، حيث اتجهت إلى إسرائيل التي تبحث عن شركاء لتطوير حقل ليفياثان البحري للغاز لجعله مجدياً اقتصادياً، وقال الوزير الإسرائيلي ستينتيز: «نريد أن نبني أنبوباً يمتد من إسرائيل إلى تركيا حتى نتمكن من تصدير الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى تركيا»، على أن ينقل لاحقا إلى أوروبا والبلقان.
ويبدو أن الرئيس التركي ذاته، بدأ يتنازل عن الشعارات القديمة التي كان ينادي يها في السابق وتتعلق بانتقاد الاحتلال الإسرائيلي وتأييد القضية الفلسطينية، فعلى الرغم من أنه كان دائمًا ما يدعو إلى مقاطعة إسرائيل وإعلامها أجرى خلال حضوره قمة العشرين حوارًا مع صحيفة معاريف الإسرائيلية في إسبانيا، حيث هاجم من خلالها الدول العربية المقاطعة لقطر، كما أكد أن العلاقات مع إسرائيل تقوم على الود والتعاون بين الدولتين وفي الاتجاه الصحيح الذي يرضي الطرفين، ما أثار جدلا كبيرًا بين الساسة العرب والعالميين أيضًا.