خائن والمهنة ناشط
الخميس، 13 يوليو 2017 11:56 ص
لم أشعر بأي درجة من درجات الثقة، في هؤلاء الذين يعرفهم الإعلام بـ"نشطاء سياسيين"، ليس لاختلافي معهم في الرأي، أو التعاطي مع الأحداث التي تمر بها مصر منذ 25 يناير 2011، فهذه مسائل يدرك العاقل أن الاختلاف بشأنها، سنة كونية، ونامس حياتي.
ولعل السر وراء فقداني للثقة في هذه الفئة من مدعيي الثقافة، والوعي؛ يكمن في أنه ما من موقف يتعلق بالخيانة، إلا وتجدهم غارقين فيه إلى آذانهم، فهم إما مؤيدون لأفعال لا يرتكبها سوى الشياطين، أو شامتين في أناس قدموا أرواحهم ليحيا من لا يستحقون البقاء على وجه البسيطة، أو مروجين، وداعمين، ومبشرين بالفوضى، والخراب، أو حارقين للمجمع العلمي، ذاكرة أم الدنيا!!
بداية ظهور الكيانات الطفيلية الملقبة بالنشطاء السياسيين، كانت مع ثورة 25 يناير، التي ألقت على مصر فئة مودرن من المناضلين، الذين لم يعرف التاريخ أمثالهم من قبل، وكانوا هم أنفسهم سبب نكبة هذه الثورة، وتراجع أهدافهما حتى ذبلت، وماتت، بين يدي جناحي الكذب، والبهتان: النشطاء، والمتأسلمين.
المناضلون الذين عرّفنا إليهم التاريخ، قوم فقدوا مكاسبهم الشخصية، وبعضهم فقد حياته ذاتها، على طريق الدفاع عما اعتقد أنه حق، وعما رآه مبادئ صالحة لوطنه، وأهله، حتى ولو اتسمت تصرفاته بالغباء السياسي أحيانا، لكنه بقي في النهاية عاش ومات، خاسرا من وراء نضاله، وثباته على مبادئه!!
أما نشطاء ومناضلو مصر في هذه الأيام، فهم الرابحون الأوائل لجميع الغنائم، وهم المتراجعون الأوائل عن مبادئهم؛ من أجل المصالح الشخصية، وهم المتنطعون على جميع الأبواب، الآكلون على كل الموائد، ومن لا يصدق، فلينظر إلى الصور الشخصية الخاصة بكل ناشط، قبل أن يصبح ناشطا، وبعدها بقليل!!
ولكي تزداد الصورة وضوحا، أتساءل: هل يمكن أن نضع في قائمة المناضلين، إسراء عبدالفتاح، وحازم عبدالعظيم، وأيمن نور، جنبا إلى جنب مع مصطفى كامل، وسعد زغلول، وطلعت حرب، والمناضلة الكبيرة درية شفيق، التي نادت بتنحي جمال عبدالناصر في عز عنفوانه، وقوته، وهي التي أدى نضالها إلى منح المرأة حق الانتخاب، والترشح بداية من دستور 1956؟! وبالطبع فإن الإجابة معروفة بوضوح تام.
وفي النهاية فقد صدق القائل: إن هذا البلد إن كان منكوبا أحيانا ببعض من حكموه، فإنه منكوب دائما ببعض محكوميه، أما مصر فلها الله.